ما هو جزاء من أعرض عن ذكر الله
ما هو جزاء الشخص الذي يتجاهل ذكر الله عز وجل؟” نحن نقدم لكم جولة للإجابة على هذا السؤال من خلال مقالنا في الموسوعة. فقد فرض الله علينا العديد من الأوامر التي يجب علينا الالتزام بها، حيث وضع أمثلة للعقوبات التي ستصل إلى الأفراد والشعوب التي تعارض هذه الأوامر، ومن أمثلة هذه الشعوب قوم عاد، حيث قال الله تعالى في سورة فصلت الآية 13: “فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود”. لذا، دعونا نستعرض معا أهم العقوبات التي تترتب على أولئك الذين يتجاهلون أوامر الله عز وجل ولا يتبعون نواهيه.
ما هو جزاء من أعرض عن ذكر الله
يمكن أن نشاهد بأمانة ما يتعرض له الأشخاص الذين يتجاهلون أوامر الله تعالى، من خلال الأحداث الحياتية التي تُقلل من شأنهم، دون أن ندري عن الأسرار التي تحملها تلك الأفعال بالنسبة لهم، وما الذي قاموا به ليجعلهم يواجهون الظروف والحياة بهذه الصعوبة.
ونجد أن السر في تجنب أوامر الله عز وجل، وفيما يلي نعرض أبرز تلك السلوكيات التي تؤدي إلى عرض الشخص للكثير من المشاكل في حياته بسبب تجنب ذكر الله:
- لا يرى المسلم أو العبد الذي يتجاهل ذِكر الله عز وجل الحق ولا يسير في ما يفيده وأسرته، إلا أنه يجد نفسه يعيش من أجل تحقيق أهواءه الشخصية بعيدًا عن الحق، فيتخبط في الحياة.
- عندما يتجاهل المسلم الحق ويتبع هواه في كل الأمور، ينقلب كل شيء رأسا على عقب. يسلك طريق النفاق والكلام الباطل والأعمال التي لا تفيد، بالإضافة إلى اتباع أصدقاء السوء والتكبر. فقد قدر الله عز وجل عليهم بأن يظلوا بلا هداية ويرغب في أن يسيروا في ظلمات النفس والهوى. لقد جاءت الآيات الكثيرة التي تبين مفاسد النفس التي تؤدي بالإنسان إلى الهلاك، كما قال الله تعالى في سورة الكهف في الآية 57: `من أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه ۚ إنا جعلنا علىٰ قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ۖ وإن تدعهم إلى الهدىٰ فلن يهتدوا إذا أبدا`.
- بما أن الله يجمل لهم أعمال السوء التي يقومون بها، فإن الإعراض عن أوامر الله يؤدي إلى الذل والخزي للشخص الذي يترك أوامر الله ويتجه في الاتجاه الآخر. فقد قال الله تعالى في سورة السجدة الآية 22: “مَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ.
معنى الإعراض عن دين الله
يتمثل معنى الإعراض عن دين الله عز وجل في الابتعاد عن الطريق الصحيح والالتفاف عن الواجبات الدينية:
- الإعراض هو الابتعاد والتقصير، ويعني لغويًا الصد عن دين الحق والابتعاد عن أوامر الله تعالى وسماع آياته والتصرف وفقًا لها.
- تُشير كلمة `ولي` إلى التولي عن الظهر والابتعاد عن فعل الأمر وتركه.
- ومن بين المعاني التي يحملها المصطلح “الإعراض”، عدم القبول بأوامر الله تعالى، وعدم القيام بالأعمال المطلوبة، وهو يعني التخلف عن أحكام الله وعدم الانتباه للأوامر التي وجهها الله لنا جميعًا.
- عدم الامتثال لأوامر الله تعالى وعدم الانقياد لمشيئته هي الأعراض عن دينه، والتي تدل على العصيان والمخالفة لأوامره.
- حيثُ يُعدُ من أبرزِ الأعراضِ التي تظهرُ عن من لا ينتهونَ بنواهي اللهِ هو عرضُ ضيقِ الصدرِ وعدمَ الرغبةِ في سماعِ القولِ الحقِّ عن الأفعالِ التي يقومُ بها العبادُ لنيلِ رضا المولى عز وجلِّ.
- بالإضافة إلى النفور من سماع آيات الله عز وجل، أو التدبر في معانيها وما تحمله من أوامر للناس، فهي التي تحمل العبر والعظات للمولى سُبحانه.
- فيعيشون حياة صعبة بعيدة عن الحق والخير وسماحة الدين، وفيها لا يجدون الخير الكثير.
- يرفضون الاستماع إلى تعاليم الله وآياته، ويظلمون أنفسهم عندما يتجاهلونها ويغيبون عنها.
- إن ارتكاب كل من يخالف أوامر الله بالمعاصي المتكررة يجد نفسه متورطًا في الأهوال من سوء الأعمال والأفعال، بالإضافة إلى القيام بالكثير من الأفعال التي تتعارض مع الخُلق والدين، فيجد نفسه متبعًا لأهواء النفس ومبتعدًا عن الله عز وجل.
آَيَاتِ الْإِعْرَاضُ عن ذكر الله
تحثنا الكتب المقدسة على الابتعاد عن البعد عن الله تعالى، إذ إنها تعتبر أمرًا ينبغي علينا تجنبه حرصًا من الله على سلامة نفوسنا، وتحتوي الكتب المقدسة على عدد من الآيات التي تحذر من الابتعاد عن ذكر الله، ويمكننا الاطلاع عليها كالتالي:
- ورد في سورة طه في الآية 124 أن من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، وسيجمع يوم القيامة أعمى.
- وكما ذكر في سورة المائدة في الآية 49، أن يحكم بين الناس بما أنزل الله، ولا يتبع أهواءهم، وأن يحذرهم من أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه، وإذا تولوا وأعرضوا عن هدايته، فإنما يريد الله أن يعاقبهم بذنوبهم، وإن كثيرا من الناس هم فاسقون .
- وكذلك فقد جاء في سورة سبأ في الآية 16: فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم، وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل.
علاج الإعراض عن ذكر الله
يشعر الإنسان في العديد من الأوقات بالهم والغم والقلق والتوتر، ويمكن تلخيص كل تلك المشاعر السلبية في الانحراف عن ذكر الله وعدم الالتزام بتعاليمه والامتناع عن الأعمال الصالحة. لذلك، كيف يمكن للإنسان أن يعيش بدون ذكر الله والالتزام به؟ إذاً، سوف نعرض عليك، عزيزي القارئ، في السطور التالية، علاج الانحراف عن ذكر الله:
- ترديد أسماء الله الحسنى في القلب أو باللسان.
- يتم حفظ آيات من القرآن الكريم أو مراجعة ما تم حفظه بالفعل.
- عدم الانفصال عن الدروس والمجالس العلمية، وحضور الدروس في المساجد.
- يتضمن الالتزام بالصلاة الخمس حلاوة لا يعرفها إلا من يسجد بحب وتقرب من الله عز وجل.
- ذكر الله تعالى في جميع الأقوال والأفعال التي يقوم بها العبد في العمل والمنزل وقبل النوم وعند الاستيقاظ، مما ينجيه من مخاطر الإعراض ويقربه من المولى عز وجل.
ذكر الله تعالى في كل آن
- يذكر العبد ما قدمه الله تعالى من فضله، ويحاول عدها، ولكنه في الحقيقة لا يستطيع تقدير عدد النعم التي منحها الله له دون شروط. فالله تعالى أعطى ولا ينتظر من العبد أن يمنحه العبادة، إذ إن عبادة الله تعالى هي لصالح العبد وليست لصالح المولى، وبما أن الله تعالى هو الغني والمستغني، فنحن نحتاج إليه ولا يحتاج هو إلينا.
- يشعر الإنسان بالرغبة في التقرب من الله والدعاء باستمرار ليمنحه القدرة على العبادة الصحيحة، وهذا من أجل نيل رضاه عز وجل، فالتقرب من الله من أجمل الأشياء التي يمكن أن يحظى بها الإنسان.
- يشعر بالله في كل سكناته وحركاته، ويظهر ذلك في أقواله وأفعاله، فيكون رقيق القلب وودودًا مع الآخرين ويتميز بكل الصفات التي تجعله يتقرب من الله.
تضمن مقالنا شرحًا لأسباب ونتائج وعلاج الإعراض عن ذكر الله، وأوضحنا جزاء من يعرض عن ذكر الله بالتفصيل. يجب التأكيد على أن القلب بحاجة دائمًا إلى تنقية نفسه بترديد اسم الله. يمكن للقارئ المهتم متابعة المزيد للاستفادة من خلال الموسوعة العربية الشاملة.