الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو الركن الرابع من اركان الاسلام

الركن الرابع من اركان الاسلام | موسوعة الشرق الأوسط

سنتحدث في مقالنا هذا عن الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو الركن الذي جاء الإسلام لإرشاد الناس إليه، وهو الإيمان الحق الصحيح والابتعاد عن الكفر والجهل. ولتحقيق هذه الأهداف، وضع الإسلام أسسًا وقوانينًا وأركانًا للدين الإسلامي ليتبعها الناس جميعًا للوصول إلى النور وتوحيد الله تعالى والعمل بوصايا الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وسنتحدث عن هذا الموضوع في سطور هذا المقال عبر موسوعتنا.

أوضح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإسلام للعالم بأسره كونه دين الحق الذي يهدي الناس، ويجب على كل مسلم الالتزام بشريعة الإسلام وقوانينها، واتباع أركان الإسلام ليصل إلى الاستقامة في الطريق، فعندما يحافظ المسلم على أركان الإسلام ويعمل بها، فإن ذلك جزء من تكملة إيمانه.

في هذا المقال الذي نقدمه عبر موقع موسوعة، سنتحدث عن أركان الإسلام التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث نقله عبد الله بن عمر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “بُنِيَ الإسْلامُ على خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ”، وتضمن هذا الحديث الشريف الأركان الخمسة للإسلام التي يجب على كل مسلم اتباعها.

الركن الرابع من اركان الاسلام

يعتبر الصوم الركن الرابع من أركان الإسلام الذي وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف. فقد أمر بصيام شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة بمدة شهر كامل، للحفاظ على النفس من الأفعال الحرام والابتعاد عن الطريق الشرير، وللامتناع عن كل متع التدليل في الحياة.

ماهي أركان الإسلام

تُعرف الأركان الإسلامية باعتبارها الأساس الذي يُبنى عليه أخلاق المسلم والمسلمة، حيث تُعد واجبًا على كل مسلم قادر، وتتضمن الأركان الإسلامية خمسة أركان وهي:

  •  شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ.
  • إقامِ الصَّلاةِ.
  • إيتاءِ الزَّكاةِ.
  • حَجِّ البَيْتِ.
  • صَوْمِ رَمَضانَ.

شرح أركان الإسلام

تتكون أركان الإسلام الأساسية التي يجب على كل مسلم ومسلمة اتباعها من خمسة مجالات رئيسية:

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله

  •  تُعد الشهادتان بوابة المسلمين وغير المسلمين للانضمام إلى دين الإسلام والطريق الصحيح، حيث يأتي الجزء الأول من الشهادة “لا إله إلا الله” الذي يعني أن الإنسان يقر بأن لا إله للعبادة سوى الله وحده لا شريك له.
  • يأتي الجزء الثاني من الشهادة (أن محمدًا رسول الله) عندما ينطق الإنسان بهذه الجملة العظيمة، مما يعني أنه يؤمن بأن النبي محمد هو رسول الله وأنه رسول لجميع المسلمين لإرشادهم إلى الحقيقة.

إقام الصلاة

  • الصلاة هي العمود الفقري للإسلام الحقيقي الذي يتم بناؤه على عقيدة صحيحة وشريعة سليمة، وفرضت الصلاة على المسلم البالغ العاقل القادر عليها وتتألف من خمس صلوات يجب عليه إتمامها جميعًا في اليوم.
  •  الصلوات الواجبة على المسلم هي صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء، ولكل صلاة من هذه الصلوات عدد محدد من الركعات والسنن.
  • تُعَد الصلاة أول الأعمال التي يحاسب المسلم عليها بعد وفاته، لذا يجب الحفاظ عليها وأدائها في أوقاتها المحددة.

إيتاء الزكاة

  • يعتبر إيتاء الزكاة أحد الأعمال الصالحة التي تنجي المسلمين، حيث يتبرع المسلم بجزء من ماله للفقراء والمحتاجين، وبذلك يحظى بالحسنات والبركة في رزقه وماله.
  • لم تقتصر زكاة المال على الفقراء والمساكين فقط، بل شملت أيضا الغارمين وابن السبيل وغيرهم، وذلك كما جاء في الآية الكريمة من سورة التوبة: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل، فريضة من الله، والله عليم حكيم.
  • يحسب مقدار الزكاة لصاحب المال الذي مر عليه قمري كامل بنسبة 2.5%.

حج البيت

  • يشير حج البيت إلى الزيارة الحرمية للكعبة الشريفة والوقوف بعرفات وأداء جميع فرائض الحج.
  • فرض الله سبحانه وتعالى الحج على كل مسلم بالغ قادر يتمتع بالمال الذي يسمح له بالذهاب إلى بيت الله الحرام، وفي الحج تكون هناك تهذيب للنفوس وتهدئة لها، وتطهير للذنوب الكبيرة، ويعفى عن هذا الفرض المسلم الذي ليس لديه القدرة على السفر ولا يمتلك المال الذي يسمح له بالذهاب.

صوم رمضان

  • يُعرف الصيام بأنه الامتناع عن الأكل والشرب والجماع وجميع متاع الحياة، وذلك لفترة زمنية محددة من وقت طلوع الفجر حتى غروب شمس نفس اليوم بعد أذان المغرب.
  • كما ذكر الله سبحانه وتعالى الصوم في آياته الكريم بسورة البقرة – الآية 183 حينما قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، ففي هذه الآيات واجب صريحا على كل مسلم بالغ عاقل قادرا على الصوم بشهر رمضان المعظم.
  • بإستثناء المسلم المريض والمسافر، فإن الله سبحانه وتعالى يُعفيهما من صيام شهر رمضان؛ نظراً للإجهاد والمشقة التي يتعرضان لها، وبالتالي يُسمح لهما بالإفطار، ولكن يجب عليهما قضاء الأيام المفتوحة في أيام أخرى. ويعتبر الصيام فرضاً اختيارياً للمسلم، فمن الممكن أن يصوم المسلم شهر رمضان كاملاً، ويمكنه أن يُطعم مسكيناً لكل يوم من الشهر، وحتى لو كانت العدد أكثر من مسكين واحد يومياً، فإن ذلك يعتبر أفضل له.

حديث أركان الإسلام

أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- تضمنت أركان الإسلام للحث على الالتزام بها، حيث تشكل الأركان الركيزة الأساسية للإسلام والتزام المسلم بها، ومن أمثلة الأحاديث التي اشتملت على أركان الإسلام:

  • ((قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان).
  • قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن في الجنة بابا يدعى الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم.

أركان الإسلام في القرآن

ظهرت أركان الإسلام بشكل صريح ومباشر في العديد من آيات القرآن التي سنتناولها معكم.

  • يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم – في سورة الحشر – `وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا`.
  • يذكر الله تعالى في سورة التوبة `خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا`، وذلك لتحقيق الطهارة والتطهير للمال.
  • في سورة التوبة الكريمة، قال الله سبحانه وتعالى: إن الصدقات هي فريضة من الله ولا تصلح إلا للفقراء والمساكين والعاملين فيها والذين يتصدقون بقلوبهم المؤمنة وللرقاب والمديونين وفي سبيل الله وللمسافرين الذين بحاجة إليها، والله عليم حكيم.
  • قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم – سورة البقرة – (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَّ).
  • قال الله سبحانه وتعالى في القرأن الكريم-بسورة البقرة- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
  • قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، في سورة البقرة: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
  • قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، في سورة آل عمران، (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
  • قال الله تعالى في القرآن الكريم – بسورة التوبة – `فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلَّصُوا سَبِيلَهُمْ`
  • في سورة التوبة، قال الله سبحانه وتعالى: `لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم.

أركان الصوم

تتمثل أركان الصوم في نقطتان هما النية والإمساك، إليكم نبذة عنهن:

  • الركن الأول من أركان الصوم هو النية، وتعرف النية على أنها محلها الرئيسي في القلب، لذلك يجب على المسلم أن يحضر نيته قبل الصيام، وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حديثه الشريف “إنما الأعمال بالنيات”، وتعد هذه الحديث من القواعد الأساسية في العمل الصالح، لذلك يجب على المسلم أن يحضر النية في قلبه أولًا، حيث تعتبر النية ثلث العمل، فإذا كانت نيته صالحة في العمل، فستأتيه النتائج الإيجابية، وعلى العكس من ذلك، إذا كانت النية غير صالحة، فستكون النتائج سلبية.
  • الركن الثاني من أركان الصوم هو الإمساك، والإمساك يعني في اللغة العربية الامتناع أو التوقف عن الفعل، ويأتي الصوم ليعلمنا الصبر من خلال الامتناع عن تناول الطعام والشراب، والابتعاد عن الجماع والمتع الحرام، ويتم الامتناع عن الأمور المذكورة في فترة زمنية محددة وضعها الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة في سورة البقرة (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) وهي من وقت طلوع الفجر حتى وقت غروب الشمس، أي من مغيب الشمس حتى ظهور الغيبة.

فوائد أركان الإسلام

تساعد أركان الإسلام على تهذيب النفس من جميع الأفعال السيئة التي قد يقع فيها الإنسان نتيجة لوسوسة الشيطان، ويتعرف المسلم على أركان الإسلام للتعرف على دينه الإسلامي بشكل أفضل وبناء عقيدته الإسلامية بطريقة سليمة. وتتمثل فوائد الصوم، الذي يعتبر الركن الرابع من أركان الإسلام، فيما يلي:

  • إن صيام المسلم في شهر رمضان يعد خيرًا له من إطعام مسكين، لما جاء في الآية الكريمة في سورة البقرة: `فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ`.
  • يوضح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم تفضيلات الصيام وثوابه، حيث قال “مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ.” وبهذا الحديث العظيم، يتحقق التوفيق الكبير لمن صام وأقام ليلة القدر في شهر رمضان، حيث يغفر له ذنوبه.
  • نحن جميعا لدينا ذنوب، فنعصي الله ونخطئ ثم نتوب ونعود إلى الطريق الصحيح، والله سبحانه وتعالى يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا. لذلك، ينبغي علينا التمسك بالصيام وأداء العبادات المختلفة في شهر رمضان، وتعتبر ليلة القدر التي ذُكرت في القرآن من أكرم الليالي التي يتطلع إليها المسلم، حيث تعادل ألف شهر.

أهمية الصوم في شهر رمضان

  • يتم صيام شهر رمضان كل عام، وهو الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم، فيعتبر شهر رمضان من الشهور الطاهرة التي تتجمع بها الأعمال الصالحة وأعمال الخير التي تنتشر في جميع أنحاء الأرض، بما جاء في سورة البقرة “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون.” فشهر رمضان من الشهور التي تتنزل بها رحمات الله، وتكثر فيه الحسنات والعبادات.
  • ويُقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جاءَ شهر رمضان، فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ”، وهذا يُعَدُّ دليلاً قاطِعًا على عظمة شهر رمضان الكريم، حيثُ يتم فتحُ أبواب الجنة للأعمال الصالحة والقيام بالطاعات الواجبة على كل مسلم ومسلمة، ويُعتَبَرُ الحديث دلالةً على غلق أبواب جهنم، حتى لا يمسها أحد في الشهر الكريم.
  • أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بوجود باب في الجنة يسمى الريان، ويدخل هذا الباب فقط المسلمون الصائمون. ومن منا لا يرغب في الدخول إلى هذا الباب؟! فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم`.
  • يتمتع المسلم الصائم بنكهة فم طيبة خالية من البكتيريا عند الله، وذلك وفقا لصحيح البخاري، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لرائحة فم الصائم الزكية أفضل عند الله من رائحة المسك.

وبهذا، يا عزيزي القارئ، قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على الركن الرابع من أركان الإسلام، بالإضافة إلى شرح أركان الإسلام بطريقة مبسطة ومنسجمة، وتم ذكر الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية التي ذُكرت فيها الأركان الخمسة الحميدة، بالإضافة إلى فوائد الأركان المختلفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى