الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما معنى اعقلها وتوكل

addtext com MDczNDMyMTI5MA | موسوعة الشرق الأوسط

اعقلها وتوكل على الله في كل أمور حياتك” يعني أن تستخدم عقلك في اتخاذ القرارات والإجراءات، وفي الوقت نفسه تعتمد على الله في جميع جوانب حياتك، وأن الثقة بالله والتوكل عليه هي أساس الإيمان القوي والتوحيد بالله، فالتوكل على الله تعالى هو دليل الثبات في الإيمان. والقرآن الكريم والأحاديث النبوية تحث المؤمنين على التوكل على الله في جميع أمور الحياة، وقد قال الله تعالى: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، وأخبر الرسول الكريم عن جماعة من أمته سيدخلون الجنة من غير عذاب وهم المتوكلون على الله، وهذا المقال يتحدث عن التوكل على الله تعالى وترك الأمور له، وذلك بالتفكير واتخاذ الإجراءات اللازمة .

جدول المحتويات

اعقلها وتوكل على الله

يتعين على كل مسلم مؤمن أن يتوكل على الله تعالى في جميع أمور حياته، وأن يقبل بقضاء الله عز وجل بصدر رحب، وأن يرضى بكل ما قسمه الله تعالى له. فإن القيام بمثل هذه الأفعال يعد دليلاً على قوة العقيدة وثباتها، وكذلك يدل على أن هذا الشخص وصل بإيمانه وثقته بالله إلى مستوى عالٍ جدًا.

توجد علاقة بين الاعتماد على الله تعالى واتخاذ الإجراءات اللازمة، ويشعر الكثيرون بالحيرة في معرفة الفرق بين هذين الأمرين، وتتعدد المفاهيم الخاطئة بين الاعتماد على الله تعالى وبين اتخاذ الإجراءات اللازمة والتفكير والتدبر، ويفهم كل شخص تلك المعاني بحسب قوة إيمانه ومستواه الديني.

يقوم المؤمن الفطن، صاحب العقل الرشيد، بالتفكير في أمره، وبعد الوصول إلى القرار الصحيح يعزم على تنفيذه ويترك النتيجة لله رب العباد، بدون الخوف من التجربة واتخاذ القرار، بل يتخذ القرار ويترك الأمر لله مع الشعور والإيمان والثقة في تدبير الله، وهذا هو المعنى الحقيقي للاعتماد على الله والتوكل عليه، فقد قال تعالى: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .

فالعزيمة في اتخاذ القرار بعد التفكير السليم واستخدام الأسباب الدنيوية والدينية، ثم التوكل على الله، هو الطريق الصحيح الذي يجب على كل مسلم اتباعه في جميع أمور حياته.

قصة اعقلها وتوكل

فقد جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه، قال:فقد سُئل الرسول عن رجل يتردد بين أن يعقل زوجته أو يطلقها، فأجابه الرسول: “عقلها وتوكل

يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه في هذا الحديث عن أحد السائلين الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما إذا كان ينبغي له أن يربط ناقته ويتوكل على الله، أو يتركها بدون ربطها ويتوكل على الله. والمقصود من “أعقلها” هنا ليس العقل بمعناه الحرفي، وإنما المقصود هو ربط الناقة بحبل متين لحمايتها ومنعها من الهروب، والذي يرمز إليه بـ “عقال” الناقة. فكان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم شاملاً ومختصراً لجميع المعاني، حيث أجابه بقوله “بل أعقلها وتوكل”، أي يجب عليك أن تربطها بحبل متين وتعتمد على الله في الحفاظ عليها وحمايتها، فهذا هو المعنى الحقيقي للاستعانة بالأسباب والتفكير المنطقي والتوكل على الله في نفس الوقت.

كلاً منهما لا يتناقض مع الآخر ولا يتعارض معه، ولا يقلل من شأن الإيمان بالله عز وجل، ولا يتعارض مع الإيمان بنفاذ قضاء الله مهما كانت الأسباب.

مصدر: 1.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى