كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

توجد العديد من الأسئلة حول كيفية صلاة الوتر الثلاث ركعات، وربما يكون السبب في هذا السؤال هو حرص العديد من الأفراد على تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها، إذ أن الصلاة هي ثاني أركان الإسلام التي فُرضت على المسلمين، حيث فرض الله عز وجل على المسلمين خمس فروض بخمس صلوات يوميًا.

تختلف الصلوات النافلة من حيث عددها، وتعدد أدوارها المتعلقة بذلك، وترفع مكانة العبد عند ربه وتزيد من أجره، وفي هذا الصدد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه.

ومن بين سُبل الاقتراب بين العبد وربه هي النوافل، حيث يتقرب عبدي إلي بالنوافل حتى يحبني. وفي مقالنا عبر موسوعة، سنعرض كل المعلومات الممكنة عن سُنَّة التوتر في الركعات الثلاثة.

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

هناك اختلافات حول سُنة الوتر، ولكن توافق الفقهاء على أنها سُنة مؤكدة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وإذا أدَّاها فسيحصل على أجر من الله، وإذا لم يؤديها فلا ذنب عليه. وسنوضح كيفية صلاة الوتر في السطور التالية :

• أشار الشيخ عبد القادر الطويل إلى أنه إذا صلى الشخص صلاة الوتر في ثلاث ركعات، فلديه خياران وهما :
  • الخيار الأول : الوتر هو أن يُصلِّي صلاة الوتر كاملة بتشهد واحد، دون تشهد بعد الركعتين الأوليين كما في صلاة المغرب، ويأتي هذا استنادًا إلى ما ذُكِرَ عن ابن عباس، حيث قال: `كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يُوتِّر بثلاث: (سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ)، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، و(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)`.
  • هذا هو ما اتفق عليه المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي وشيخ الإسلام وابن الباز وابن عثيمين.
  • الخيار الثاني : الخيار الثاني هو أن ينهي الشخص صلاته في ركعتين ثم يصلي ركعة واحدة كوتر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم `الوتر حق على كل مسلم، فمن أراد أن يصلي الوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أراد أن يصليها بثلاث فليفعل، ومن أراد أن يصليها ركعة واحدة فليفعل`.

تختلف آراء الفقهاء فيما يتعلق بصلاة الوتر، ولقد اتبعت المذاهب الأربعة طرقًا مختلفة في الصلاة النافلة، ولكن الجدير بالذكر أن لكل مذهب وجهة نظر محددة وبرهان يدعمها، وسنذكر في السطور التالية عدد الركعات المفروضة في صلاة الوتر:

المذهب الحنيفي

• يشير المذهب الحنفي إلى أن صلاة الوتر تؤدي بثلاث ركعات مثل صلاة المغرب، وتحتوي على تشهد في منتصفها، وقد استدلوا بقول السيدة عائشة التي نقلت عن النبي الكريم “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدي صلاة الوتر بأربع ركعات وثلاث تشهد في منتصفها، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث، ولم يؤد صلاة الوتر بأقل من سبع ركعات ولا أكثر من ثلاث عشرة.

المذهب المالكي

• وصلت المذهب المالكي إلى أن صلاة الوتر النافلة تُصلَّى ركعة واحدة، ويُسنُّ أن تُسبَقَ بركعتي الشفع، وكان برهانهم على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريف، حيث سُئل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ وهو على المنبر عن صلاة الليل، فقال: “مثْنى مثْنى، فإذا خشِيَ الصُّبْحَ صلَّى واحِدَةً”، فأوترت له المراد بها ما صلى.

المذهب الشافعي والحنبلي

• يتفق الحنابلة والشافعيون على أن أقل عدد لصلاة الوتر هو ركعة واحدة، ولكنه ليس مستحبًا، ويفضل الشافعيون الصلاة بثلاث ركعات بينما يرون بعضهم أن الركعة الواحدة لا تضر.
• ومع ذلك، اتفق المذاهب الفقهية على أن الكمال في صلاة الوتر هو ثلاث ركعات، ومن الممكن الصلاة بخمس أو تسع أو سبع ركعات، حيث تعتبر جميعها ركعات وترية، والوتر الذي يُقصد به هو الركعة الفردية.
• يشار إلى أنهم استشهدوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: “الوتر حق، فمن شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ومن شاء أوتر بثلاث ومن شاء أوتر بواحدة.

طريقة صلاة الوتر

جميع الفقهاء متفقون على أن صلاة الوتر تصلى كما أشار إليه النبي الكريم في حديثه الشريف، حيث تصلى بمثنى مثنى، أي ركعتين وركعتين في نهاية كل ركعتين يختم المصلي صلاته بالتشهد والسلام، ويختم صلاته بركعة واحدة منفردة وهي صلاة الوتر، وهذا ما اتفق عليه جميع الفقهاء بشأن الطريقة التي يجب أن تصلى بها صلاة الوتر، وقد اتجه أصحاب المذاهب إلى الآتي :

• اتفق المالكية والشافعية والحنابلة على أن العبد يجب أن يصلي 11 ركعة أو 13 ركعة على شكل ركعتين ويختم الصلاة بركعتين وهكذا حتى الركعة العاشرة أو الثانية عشرة، ثم يختمها بركعة واحدة.
• صلاة الوتر هي ركعتان منفصلتان، تليهما ركعة واحدة، وهذا ما اتفق عليه الأئمة الأربعة.
• لكن الحنفية اختلفت في رأيها، فاتفقوا على أن الوتر هو ثلاث ركعات مع تشهد واحد ومن ثم السلام.
• بالإضافة إلى أن الشافعي أجاز صلاة الوتر ركعة واحدة رغم عدم استحبابها، بينما اعتبرها الحنابلة مباحة مع الاستحباب.
• يُسمح من قبل المالكية والحنابلة بأن يُصَلِّي العبد ثلاثة عشر ركعة، ومن بينها ثمانية ركعات تتخللها تشهد وتسليم، وبعد ذلك يُصَلِّي الركعات الخمس المتبقية، وكل ركعة تُختَم بتسليم.

سبق لنا أن ذكرنا قصة عبد الله بن عباس الذي ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ثلاث سور في صلاته للوتر، ومن المحتمل أن تكون هذه الثلاث سور هي التي ستتم ذكرها في السطور القادمة :

• بعد قراءته فاتحة الكتاب، كان يتلو سورة الأعلى في ركعته الأولى.
• أثناء ركوعه في الركعة الثانية، كان النبي محمد يتلو سورة الكافرون.
• في ركعة الوتر، أثناء الانتهاء من الصلاة، يمكن قراءة سورة الإخلاص بعد سورة الفاتحة.

حكم صلاة الوتر عند المذاهب الأربعة

هناك اختلاف في آراء الفقهاء حول وجوب وجواز صلاة الوتر، وقد يكون السبب في ذلك هو ما سنتعرف عليه في الأسطر القادمة :

• صلاة الوتر واجبة في المذهب الحنيفي، والواجب لديهم هو أقل من مرتبة الفرض، إذ أن الفرض هو ما أثبت بدليل قطعي، بينما الواجب هو ما كان دليله ظنيا، وذلك استنادا إلى قول رسول الله “إن الله زادكم صلاة، وهي الوتر، فصلوها بين صلاة العشاء وصلاة الفجر”.).
• في حين اتجهت المذاهب الأخرى الثلاثة إلى الاعتقاد بأنها سنة مؤكدة عن رسول الله، ولكنها ليست فرضًا أو واجبًا، فالسنة إذا اتبعتها العبد يحصل على أجر، وإذا لم يفعلها لم يذنب، وقد استشهدوا باية من سورة البقرة رقم 238 “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ” في الكتاب الكريم.
• وفقًا للآية السابقة، فإذا كانت صلاة الوتر واجبة للمسلمين، لكان الله عز وجل ذكرها في كتابه وحدد عدد الصلوات المفروضة بست وليس خمس، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية أن الصلوات المفروضة خمس صلوات في اليوم والليلة، ورد على سائل يسأل عن الإسلام قائلاً: “لا، إلا أن تطوع.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات نكون قد أشارنا إلى الكيفية التي يصلي بها الوتر في صورته الثلاثية، وهو أن يصلي العبد ركعتين بتشهد ثم يسلم، ومن ثم يقوم ليصلي ركعة منفردة بتشهد ثم يسلم.

يمكنك معرفة المزيد من المعلومات بالاطلاع علي مقالات الموسوعة العربية الشاملة:

• كيفية صلاة الوتر بالتفصيل وما هي اوقاتها
• كيفية صلاة الشفع والوتر وحكمها وفضلها 1442
• كيفية صلاة الشفع والوتر لابن باز
• من انواع صلاة التطوع
• حكم من نسي دعاء القنوت في صلاة الوتر

المراجع

• 1