كيفية صلاة الحاجة وفضلها
كيفية أداء صلاة الحاجة وفضلها؟ الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إن الإسلام بُنِي على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. وفي هذا المقال على موسوعة نتحدث عن صلاة الحاجة بشكل خاص.
الصلاة في الإسلام:
الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي واجبة على كل بالغ عاقل راشد، ولا تصير فرضاً على أي مسلم إلا في حالات النفاس والحيض لدى المرأة ولا يجب عليها أداؤها.
فُرضت الصلاة على المسلمين في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة في السنة الثالثة من البعثة، عندما قام النبي بالإسراء والمعراج، وكانت الصلاة خمسين مرة ثم خفضها الله تعالى إلى خمس مرات في اليوم والليلة، تخفيفًا على أمة محمد، ولكن لا يزال القيمة الأصلية للصلاة واحدة في خمسين عندما لا يتم تغييرها.
فرض على المسلمين أداء خمس صلوات، وهناك صلوات مسنونة عن النبي صلى الله عليه وسلم لمتابعة سنته، وهناك صلوات لها أوقات محددة مثل صلاة الجنازة والعيدين والكسوف والخسوف وصلاة الاستسقاء وصلاة الحاجة.
شروط صحة الصلاة:
- يؤمن المسلم بوحدانية الله وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ويتبع الإسلام.
- يأمر الصبي الذي يبلغ من العمر سبع سنوات بأداء الركن الأساسي في الإسلام، وهو الصلاة، ويتم ضرب العلبة عشر مرات.
- ينبغي عدم الصلاة على المجنون لأنه غير مسؤول عن أفعاله وأقواله بسبب تعطل عقله.
- الطهارة هي شرط أساسي لصحة الصلاة، حيث يتم الحفاظ على نظافة الجسم والثياب من الأحداث الكبرى والصغرى من خلال الاغتسال والوضوء.
- يجب تغطية عورة الرجل من السرة إلى الركبة، وتغطية عورة المرأة بالكامل باستثناء الوجه والكفين.
- استقبال القلة في حالة الأمن والقدرة.
- تتضمن نية الصلاة الرغبة في الصلاة مع القصد للقيام بذلك.
- دخول وقت الصلاة وتحري ذلك.
كيفية صلاة الحاجة وفضلها :
- قال ابن ماجه أنه يمكن للإنسان أن يسأل الله عن أمر الآخرة أو الدنيا ما يشاء فإنه يقدر ذلك.
- وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يتوضأ ويأتمن وضوءه ثم يصلي ركعتين، سيعطى ما يطلبه من الله سواء كان ذلك بسرعة أو ببطء.
- تختلف آراء العلماء حول عدد ركعات صلاة الحاجة، فالحنابلة والمالكية يرون أنها تتكون من ركعتين، ويتفق الشافعية معهم على تغيير صيغة الدعاء، بينما يرون الحنفية أنها تتألف من أربع ركعات.
معناها :
- الحاجة في اللغة هي المأربة، ويعرف الشاطبي الحاجة بأنها ما يفتقر إليه المرء من التوسعة ورفع الضيق الذي قد يؤدي إلى المشقة والحرج.
- صلاة الحاجة هي الصلاة التي يقوم بها المسلم للجوء إلى الله والدعاء والتضرع والمناجاة والتوسل لحصوله على ما يحتاجه بشدة.
حكمها :
- عندما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – مشغولًا بشأن ما، كان يفضل الصلاة كوسيلة للاسترخاء والتركيز، وذكر النبي أنه ليس هناك عبد يتوضأ ويتوضأ جيدًا ثم يصلي ركعتين ويستغفر الله إلا أن الله يغفر له.
- يقوم المسلم بأداء صلاة الحاجة ليخص بها أمرًا من أمور الدنيا أو الآخرة، فيقوم بالوضوء ويصلي ركعتين ويطلب من الله ما يشاء، وتعد صلاة الحاجة من السنن غير المؤكدة، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يجب تركها لأن العلماء قد اتفقوا على أنها مستحبة.
طريقة صلاة الحاجة :
- تشبه صلاة الحاجة الصلاة العادية، حيث يتوضأ العبد بالطريقة الصحيحة، ثم يخلص النية لأداء صلاة الحاجة ويؤدي ركعتين أو أربع ركعات. يقرأ دعاء الاستفتاح ثم يقرأ سورة الفاتحة وسورة من القرآن، ثم يركع ويسجد، وبعد الانتهاء من الصلاة والتسليم يدعو بدعاء الحاجة.
- تتم الصلاة بالطهارة والوضوء، ثم تصلى ركعتان أو أربع ركعات بالطريقة المعتادة، ثم تصلى على النبي في التشهد والتسليم، ثم يقال دعاء الحاجة، ثم يدعى بما نريد، ويمكن قراءة آية الكرسي ثلاث مرات أو سبع مرات في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.
- عندما تصلي أربع ركعات، يجب قراءة آية الكرسي ثلاث مرات في الركعة الأولى، وفي الركعات الثلاث المتبقية يجب قراءة سورة الإخلاص والفلق والناس.
- روى عثمان بن حنيف أن رجلا أعمى جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: `يا نبي الله، ادع الله أن يعافيني`. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: `إن شئت أمسكت، فهو أفضل لآخرتك، وإن شئت دعوت لك`. فقال الرجل: `لا، بل ادع الله لي`. فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالوضوء والصلاة ركعتين، ثم أمره أن يدعو بهذا الدعاء: `اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى، وتشفعني فيها وتشفعه فيها`. فقال الرجل: `ففعل ذلك، فبرأ.
دعاء صلاة الحاجة :
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فإذا كان لأحد حاجة إلى الله أو لبني آدم، فليتوضأ وليحسن وضوءه، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: `لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين`. وأسألك يا الله ما يوجب رحمتك، وما يؤدي إلى مغفرتك، والغنيمة من كل خير، والسلامة من كل إثم، فلا تترك لي ذنبًا إلا غُفِرَ، ولا همًا إلا فُرِجَ، ولا حاجة هي لك رضًا ولم تقضِها، يا أرحم الراحمين.
- وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي رضي الله عنه: “ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذن الله ويفرج عنك؟ توضأ، وصل ركعتين، واحمد الله، وأثن عليه، وصل على نبيك، واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات، ثم قل: اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم كاشف الغم، مفرج الهم، مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها، رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
وقت صلاة الحاجة :
- لا يوجد وقت محدد لأداء صلاة الحاجة، بحيث يمكن أن تُصَلَّى في أي وقتٍ من النهار أو الليل، عندما يحتاج المسلم إلى ذلك. ومع ذلك، يُحَذَّر من أوقات تكره فيها الصلاة، وهي: بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس، وحتى وقت صلاة الضحى، وعند سطوع الشمس حتى وقت صلاة الظهر، وعند الانتهاء من صلاة العصر وحتى غروب الشمس. وبالتالي، يمكن أداء صلاة الحاجة في أي وقتٍ آخرٍ غير تلك الأوقات المحذورة.
ورد في فضل الصلاة:
- قال رسول الله: (رأس الأمر الإسلامي هو التوحيد، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله).
- قال رسول الله: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة هو الصلاة، فإذا كانت الصلاة صحيحة، كان سائر عمله صحيحا، وإذا كانت الصلاة خاطئة، كان سائر عمله خاطئا).
- قال رسول الله: الصلاة هي العهد الذي يجمع بيننا وبينهم، فمن تركها فقد كفر.
- قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير}.
- قال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.