الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
قصة واحكام السعى بين الصفا والمروة فى الحج
يوضح هذا المقال أهمية السعي بين الصفا والمروة في فريضة الحج، ويشرح الأحكام التي يجب اتباعها والدعاء الذي يجب قوله خلال السعي، كما يقدم قصة السعي بين الصفا والمروة، ويجيب على الأسئلة التي قد تشغل بال المسلمين الذين يرغبون في أداء هذه الفريضة
السعى بين الصفا والمروة فى الحج
- تقع الصفا والمروة شرق المسجد الحرام، ويعد السعي بينهما من أركان الحج لبيت الله الحرام، ويمتد طول المسعى بين الصفا والمروة لمسافة تقرب من 250 مترًا، وبعرض يصل إلى 40 مترًا.
- يتطلب السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، حيث يتم البدء من جبل الصفا والانتهاء عند المروة، وتعتبر المسافة بين جبل الصفا وجبل المروة شوطًا واحدًا، ويتم العودة من المروة إلى الصفا ليتم عد الشوط الثاني، ويستمر الحاج في السعي هذه الطريقة حتى يكمل السبعة أشواط.
- يعد السعي بين الصفا والمروة من شروط الحج، وعدم قيام الحاج بها يعتبر من الأسباب التي تجعل حجته باطلة.
دعاء السعي بين الصفا والمروة:
- ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوجه نحو الكعبة للسعي بين الصفا والمروة، وكان يدعو قائلا “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.
- للحاج أو المعتمر الحق في الدعاء بما يشاء وما يريد من الله تعالى، ويحق له أن يقرأ القرآن الكريم، ومع ذلك، فإن الأفضل هو اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنها تحمل الخير له في دينه ودنياه وآخرته.
مسافة السعي بين الصفا والمروة:
- تبلغ المسافة بين جبلي الصفا والمروة حوالي 250 متراً، وعرض المسعى بينهما يبلغ 40 متراً، وإذا قمنا بحساب مسافة سعي السبع أشواط، فإنه يكون مساوياً لضرب 400 متر في 7، وهو يعادل حوالي 2800 متر.
قصة الصفا والمروة:
- تعود قصة الصفا والمروة إلى زمن نبينا إبراهيم عليه السلام، حيث أمره الله تعالى بترك زوجته السيدة هاجر وابنها نبينا إسماعيل في الصحراء. وعندما تركها سيدنا إبراهيم وذهب، وجدت السيدة هاجر نفسها وابنها في الصحراء، فسألت إبراهيم: “أين تتركنا يا إبراهيم؟”. ولم يجب عليها إبراهيم، فقالت له: “ألله هو الذي أمرك بهذا؟”. فأجاب إبراهيم بنعم، فردت السيدة هاجر وهي واثقة: “فإذن فالله لن يضيعنا”. وبقيت هاجر في الصحراء، في حين ذهب إبراهيم، وكان يدعو الله قائلا كما ذكر في القرآن الكريم: “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون.
- بعدها، توجهت السيدة هاجر وابنها إلى الصحراء، لكن الماء انفد، ووجدت ابنها يصرخ من شدة العطش، فبدأت تسير بين جبلي الصفا والمروة، تسعى للعثور على ماء أو أي شخص يمنحها ماء، وعندما وصلت إلى سعيها السابع سمعت صوت الماء، فالتفتت لترى ملكا ينقب في الأرض حتى ينبعث الماء لها، فبدأت تقول `زم زم`، ومن هنا سميت الماء بـ ماء زمزم، ثم شربت السيدة هاجر وسقت ابنها الرضيع، ثم قال لها الملك: `لا تخفي الضياع، إن هذا هو بيت الله، سيرزق الله هذا الفتى وأباه، وإن الله لا يضيع أهله`.
- وقد حدث بالفعل ما أخبرت به، ففي هذا المكان بنى نبي الله إبراهيم عليه السلام بيت الله الحرام، وساعده في ذلك ابنه إسماعيل عليه السلام، وذلك وفقاً لقوله تعالى: `وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ`.
احكام السعي بين الصفا والمروة:
- يعد السعي بين الصفا والمروة من العبادات المرتبطة بالطواف حول الكعبة المشرفة، ولا يجوز للحاج السعي بين الصفا والمروة قبل أن يطوف بالكعبة، وإذا قام بذلك وسعى قبل الطواف فإن سعيه باطل.
- يجب على الحاج البدء في السعي من الصفا وانتهائه في المروة، ولا يجوز التخلي عن هذا الترتيب.
- يجب على الحاج أن لا يترك مسافة بين الصفا والمروة دون أن يسعى فيها.
- يجب على الحاج عدم أخذ فترات راحة طويلة بين الأشواط، ويجب أن تكون الأشواط متتابعة دون فواصل زمنية طويلة.
- يجوز للمرأة الحائض السعي بين الصفا والمروة، لأن السعي لا يشترط الطهارة، ولكن من الأفضل أن تكون الحائض على طهارة.
- إذا زاد الحاج عن الأشواط المفروضة عنه سهواً، فلا ضرر في ذلك، وسيجازيه الله تعالى بثواب السعي كاملاً بإذن الله.