قصة موسى وفرعون

قصة موسى وفرعون هي إحدى قصص الأنبياء التي حدثت منذ بداية الخلق، والتي ذُكرت في القرآن الكريم، وتروي لنا الكثير من المواقف التي تعرض لها أنبياء الله أثناء نشرهم دين الله في الأرض. وتحتوي هذه القصص على عبر وحكم يمكن أن نتعلم منها الكثير. وذكر القرآن 25 قصة للأنبياء والمرسلين، بدءًا من سيدنا آدم وكيفية خلق الإنسان، وتنتهي بخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ويقدم موقع موسوعة إحدى هذه القصص، وهي قصة سيدنا موسى وفرعون.

قصة موسى وفرعون

مولد نبينا موسى

في الأزمنة القديمة في مصر، كان هناك حاكم يدعى فرعون، وكانت لديه سمعة سيئة بسبب ظلمه وفساده تجاه الشعب الإسرائيلي. ولكنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل زاد من ظلمه عندما رأى في حلمه نارًا تأتي من منازل بني إسرائيل، تأكل مملكته وعرشه وتدمر كل شيء لديه. فاستدعى الكهنة والسحرة في البلاد ليسألهم عن هذا الحلم، وتنبأ أحدهم بأن طفلاً من بني إسرائيل سيولد وسيكون سببًا في هلاكه وفقدان مملكته وعشيرته. فخاف فرعون من هذا الحلم وأمر جنوده بقتل كل طفل يولد في منازل بني إسرائيل.

كانت امرأة من عمران حامل بنبي الله موسى، وخافت على حملها من جنود فرعون. عندما ولدته، أسمته موسى وأخفته ووضعته في صندوق وربطته في بيتها بحبل وألقته في النهر، لكي لا يراه أحد. ولكن الصندوق انتقل إلى بيت فرعون، حيث التقته زوجة فرعون وأحبته. فطلبت من فرعون أن يكون ولدهم. وجلبت العديد من المرضعات لإطعام الصبي، ولكنه لا يزال يبكي رغبة في أمه. حتى جاءت أخت موسى وعرفت بما حدث، وقالت إنها ستدلهم على مرضعة. وجاءت أم موسى وأرضعته، وهدأ موسى وتوقف عن البكاء وعاد إلى حضن أمه.

خروج سيدنا موسى من مصر

تربى موسى عليه السلام داخل قصر فرعون حتى أصبح شابًا قويًا، وكان عادلا ولا يحب الظلم، وكان يدرك جيدًا ظلم فرعون. وفي يوم من الأيام كان يمشي في السوق، فرأى مشاجرة بين شخص من بني إسرائيل وجندي من جنود فرعون، فنجد الشخص واستغاث به الرجل من بني إسرائيل. فجاء موسى وضرب جندي فرعون ضربة حتى مات على إثرها، ثم ندم موسى كثيرًا على فعلته هذه. عندما علم الفرعون بأمر جنوده بقتل موسى، جاء رجل وأخبر موسى بقرار الفرعون، فهرب موسى من مصر إلى مدين في فلسطين.

رصد موسى عددًا كبيرًا من الرجال وهم يجتمعون حول بئر الماء لسقاية أغنامهم، وعندما رأى فتاتين ينتظران حتى يمتلئ البئر قرر موسى ملئ الماء لهما. بعد ذلك، تواصل موسى مع الفتاتين وعرض عليهما الزواج، وبعدما وافقت إحداهما، عاش موسى في مدينة مدين لمدة عشر سنوات، ثم عاد إلى مصر.

نزول الوحي علي سيدنا موسي ومواجهة فرعون

عند وصول سيدنا موسى إلى جبل الطور في طريقه إلى مصر، ناداه ربه من فوق السموات وكلمه الله، وسأله عن عصاه التي بيده، فأجابه بأنه يتكأ عليها ويرعى بها غنمه، ثم أمره الله بإلقاء العصا فألقاها، فتحولت إلى حية، كما أمره بإدخال يديه في جيبه وخرجت يده بيضاء، ثم أمره بالذهاب إلى فرعون لدعوته إلى الحق والعودة إلى الله، وطلب موسى من الله أن يكون أخوه هارون عونًا له في مواجهة فرعون وقومه.

عاد موسى إلى فرعون، ولكن لم يستجب فرعون لكلامه ودعاه بالساحر، فأمر السحرة بفعل مثل ما فعل موسى بعصاه، وفعلوا ذلك، لكن عصا موسى أكلت عصيان السحرة، فأمن السحرة بموسى. ثم قام فرعون بتعذيبهم، وأمر الله موسى بأن يخرج من مصر مع من آمن به، وعندما خرجوا، ذهب البحر وانشق بعصا موسى إلى قسمين حتى تمكنوا من العبور والهروب من بطش فرعون، ولحق بهم فرعون وجنوده، ولكن الله أغرقهم في البحر ليكونوا عبرة، ونجا موسى والقوم الذين كانوا معه.