قصة عكرمة بن ابي جهل
نتحدث معك عزيزي القارئ في هذا المقال من الموسوعة عن الصحابي الجليل وقصة عكرمة بن أبي جهل، وهو من فرسان قريش ومكة، وينتسب إلى القبيلة المخزومية القرشية، ولد في عام 598م وتوفي في عام 634م في معركة اليرموك، وسماه الرسول (ص) الراكب المهاجر، وتزوج من أم حكيم بنت الحارث بن هشام، وخالها هو خالد بن الوليد سيف الله المسلول، وكان معروفا بشجاعته الكبيرة ولديه العديد من المهارات المختلفة.
لذلك، سنتحدث عنه بشكل مفصل في الأسطر التالية، وتحتاجون فقط إلى متابعتنا.
عكرمة بن ابي جهل
بدأت نشأة هذا الشخص في قصر المغيرة، وعاش في بيئة مترفة، وتمكن من تعلم الكتابة والقراءة في منطقة تهامة، حيث تعلم من أبرز المعلمين هناك، وتعلم أيضًا مهارة المبارزة وفنون الفروسية، بالإضافة إلى معرفته بمهارات القتال، وبالتالي أصبح لديه قدرات كبيرة ومهارات عالية.
تميز العرب بالبراعة في تصويب الأسهم ورمي الرمح، ويتميزون بالحركة الخفيفة عندما يتعرضون لأي نوع من الكر والفر.
مواصفات عكرمة بن ابي جهل
عمرو بن هشام بن المغيرة يتشابه كثيراً في ملامحه مع والده (أبو جهل)، فهو يمتلك مجموعة من الصفات المميزة مثل الحكمة والطول والملامح الحادة والبشرة القمحية، بالإضافة إلى كونه عريض الكتفين وقوي الجسم ومفتول العضلات وشعره كثيف.
قصة عكرمة بن أبي جهل مع الإسلام
كانت قصة اعتناقه الإسلام والإيمان بالله ورسوله غريبة بعض الشيء، فهو كان من أشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم وألده زرع هذا الكره الشديد للنبي الكريم في نفسه منذ الصغر، وقد أمر سيدنا محمد بقتله هو وثلاثة آخرين. وعندما فتح مكة، قال أن عكرمة حتى إذا جاء متعلقًا بأستار الكعبة الشريفة فلن يغير ذلك في الأمر شيء، فقال رسولنا الكريم: “يؤمن ويعفو الناس جميعاً إلا أربعة، بل يأمر بقتلهم، وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة”، وكان هذا الحديث في إشارة لعكرمة.
وبدأت قصة إسلام عكرمة حين ذهب على متن إحدى السفن المتجهة إلى اليمن، وكان هناك عاصفة كبيرة وشديدة، وكانوا في البحر يصارعون الأمواج العاتية، وهنا قال إن القادر على نجاته هو إخلاصه لله عز وجل.
وهنا دعى ربه وقال:تمنى المريض الله عز وجل الشفاء من مرضه، وأعد الله بأنه إذا شُفِيَ، فإنه سيذهب إلى الرسول ويضع يده في يده، وبالفعل استجاب الله له، وشُفِيَ المريض وأسلم بعد ذلك، وقد عفا ورضا الرسول عنه، وتغيرت حياته بفضل الله ورسوله الكريم، وأسلم على يديه.
عندما ذهب إلى المدينة، صرح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن عكرمة سيأتي ويصبح مهاجرًا ومؤمنًا، ولذلك لا يجب على أحد الإساءة إليه ولا إهانته، لأن السب يضر الشخص الحي وليس المتوفى، وبالفعل جاء عكرمة وأسلم وتم بيعته على الإسلام، وكان شاهدًا على معركة طائف وحنين وحجة الوداع.
قبل الإسلام، كان يشارك في العديد من الغزوات الهامة ضد المسلمين إلى جانب قريش، مثل غزوة بدر وغزوة أحد التي شاركت فيها زوجته أم الحكيم، وكانت من بين النساء اللواتي يشجعن ويقفن وراء صفوف رجالهن لتحفيزهم على قتل المسلمين، بالإضافة إلى غزوة خندق.
فيما بعد، تم فتح مكة وتحقق وعد الله ورسوله الكريم، ووعد قريش بالموافقة على سيدنا محمد، وخرج عكرمة مع مجموعة من أهل قريش وتصدوا للمسلمين، ولكنهم هُزموا وهرب عكرمة بعيدًا.
جهاد عكرمة بين أبي جهل في الإسلام
لعب عكرمة دورًا كبيرًا في قتل الكثير من المرتدين عن الإسلام، وخاصةً بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد استعان به أبو بكر الصديق وأرسله مع جيش إلى عمان؛ حيث امتنع الأفراد هناك عن دفع الزكاة، وكان من الضروري وضع حد لهذا الموضوع.
وطلب منه أبو بكر الصديق الذهاب إلى اليمن، ومن هناك انتقل إلى الشام مع جيوش المسلمين.
في إحدى الليالي، اعتكف عكرمة في إحدى الأماكن، واستقبله أبو بكر ورحب به، حيث أراد أبو بكر أن يمنحه معونة، لكنه رفضها، فدعاه أبو بكر للحديث.
وصل عكرمة بن أبي جهل إلى معركة يرموك، حيث أحب القتال وكان يتمنى أن يفدي الإسلام بدمه، وعلى الرغم من تحذيرات المسلمين وخوف خالد بن الوليد عليه، إلا أنه لم يستجب لأي نصيحة وأصر على المشاركة في القتال في سبيل الله. وبعد تعرضه لأكثر من سبعين طعنة، توفي عكرمة بن أبي جهل، بعد أن قدم الكثير من الإنجازات والبطولات وشارك في العديد من الغزوات لدعم الإسلام ونصرة رسول الله الكريم.
المراجع