الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة سيدنا نوح عليه السلام

قصة سيدنا نوح عليه السلام | موسوعة الشرق الأوسط

تعرف على قصة سيدنا نوح عليه السلام من خلال السطور التالية، إذ هو من أنبياء الله الصالحين الذين أرسلهم الله لهداية الناس إلى الحق والصواب، وذُكِرَ في العديد من الآيات في مواضع مختلفة من القرآن الكريم، وأُطلق عليه أبو البشر بعد آدم عليه السلام، حيث نجا بعض الناس معه من الطوفان بعد هلاك الكافرين. وتحتوي قصته على العديد من العبر والمواعظ التي أخبرنا بها الله عز وجل في كتابه الكريم، وسنطلعكم عليها من خلال هذا المقال في موسوعتنا لتعم الفائدة، فندعوكم لمشاركتنا أحداث القصة.

جدول المحتويات

قصة سيدنا نوح عليه السلام

قصة نبي الله نوح عليه السلام من القصص التي تتجلى فيها رحمة الله عز وجل بعباده الصالحين، وكذلك عذابه للكافرين منهم، إذ أرسل المولى نوحًا لقومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وليكفوا عن عبادة الأصنام التي لا نفع ولا فائدة منها على الإطلاق، إلا أنهم صدوه ولم يستجيبوا له، فلم ييأس نوح من دعوتهم، فكما جاء في القرآن الكريم ظل يدعوهم لمدة 950 عامًا كاملة لعله يُخرجهم من الظلمات إلى النور، فلم يؤمن معه إلا عدد قليل منهم.

كان قومه على يقين بأنه مدعي كاذب والعياذ بالله من ذلك، فلم يؤمن معه سوى الضعفاء الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة. ومع كذبهم هذا لم يتوانى نوح في دعوتهم فلم يترك وقت في الليل والنهار سرًا أو علانية إلا ودعاهم لعبادة الله فيه، فردوه ولم يؤمنوا به، وجاء ذلك في قوله تعالى بسورة نوح “قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا”.

تأتي هذه الآية لتوضيح أفعال قوم سيدنا نوح التي تضمنت إيذاء دعوتهم لله، فقد وضعوا أصابعهم في آذانهم لعدم سماع كلامه الحق، وغطوا رؤوسهم بالثياب لعدم رؤية وجه النبي الكريم، وبسبب إصرارهم وكفرهم، توعد الله تعالى بعذاب شديد لهم، إلا المؤمنين منهم.

لم يتوقف الأمر مع قوم نوح عند عدم استجابتهم لدعوته، بل اتهموه بالجنون وهددوه بالرجم، ولكن نوح لم يلتفت لهذه الاتهامات واستمر في دعوتهم، حتى أوحى الله عز وجل له بصنع السفينة، وعلى الرغم من الطبيعة الصحراوية التي عاش فيها نوح، إلا أنه كان على يقين بأن الله عز وجل سيهلك الكافرين، لذا أطاع أوامر الله وبدأ في صنع السفينة، ولم يلتفت لما يقوله الكافرون عنه.

هلاك قوم نوح عليه السلام

أخبر الله تعالى نوح بأنه سيقوم بتدمير الكافرين بطوفانٍ عظيم، وعلمه كيفية صنع السفن، وبدأ في صنع السفينة بإشراف من الله عز وجل، وعلى الرغم من التهكم الذي تعرض له أثناء بناء السفينة، إلا أنه لم ينحرف عن مهمته واستمر في العمل. ومن ثم، أوحى الله تعالى له بأن يحمل معه في السفينة جميع المؤمنين، لينجوا من الطوفان. ثم أمر الله السماء بالمطر وأخرج ماءً عظيمًا من الأرض، فارتفع الطوفان وارتفعت معه السفينة. ورأى نوح ابنه فطلب منه أن يؤمن بالله ويصعد معه السفينة لينجوا من الطوفان، ولكن ابنه رفض وأصر على الكفر على أمل النجاة بالصعود إلى الجبل، متجاهلا أنه لا ملجأ من قضاء الله.

تعرض الجميع للغرق في الطوفان، باستثناء سفينة نوح التي لم تتأثر بالكارثة بفضل أمر الله، ونجا كل من كان على متنها، وبعد أن أمر الله عز وجل بابتلاع الأرض للماء وتوقف المطر، استقرت السفينة على جبل يسمى الجودي، حيث بدأ أصحاب نوح المؤمنين حياة جديدة على الطريق الصحيح.

ولعل من أبرز الدروس التي نتعلمها من تلك القصة هي:

  • ينصر الله عباده المؤمنين وينجيهم من كل سوء، طالما كانوا على يقين بالله وبوعده.
  • يُعلمنا نوح صبرًا على الأغبياء وعدم الرد عليهم، واتباع العقل والحكمة في التحدث معهم، لأن أمر الله تعالى هو الرد الأفضل.
  • يتم الاستعانة بالله عز وجل، ويتم الايمان بأنه سيجعل لكل مؤمن مخرجًا من أمره مهما طال البلاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى