الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة سليمان

قصة سليمان | موسوعة الشرق الأوسط

سنتناول في مقال اليوم قصة سليمان عليه السلام، فقد عُرف سليمان في قومه بحسن الخلق والإيمان، حيث بعد وفاة أبيه داوود عليه السلام اختاره قومه بالخلافة عليهم فأصبح هو الحاكم الرسمي صاحب المملكة. فقد وهب الله سليمان نعم كثيرة، ومهارات مبهرة، فأعطاه لغة الطير، والوحش حتى النمل كان يفهم كلامهم، ويعرف منطقهم فبعد توليه الحكم جمع قومه، والطيور، والوحش، وأخبرهم بتوليته الملك بعد أبيه، وقال لهم كما في كتاب الله الجليل في سورة النمل ” وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ” (16). وفي هذا المقال نروي قصة سيدنا سليمان عليه السلام من خلال موسوعة.

جدول المحتويات

قصة سليمان والنمل

لسيدنا سليمان مهارة عظيمة فضلها الله عليه، وهي فهم لغة النمل، فكان يستمع إليهم ويفهم كلامهم. وفي يوم من الأيام، كان يسير سيدنا سليمان في زمن القحط ونقص المياه، فمات الزرع والنبات. فخرج سيدنا سليمان هو ورجاله يطلبون المطر ويدعون الله أن يسقيهم. وفي طريقهم، رأوا نملة تخرج من جحرها وترفع يدها إلى الله طالبة الماء وأن يسقيهم الله المطر. فأمر سيدنا سليمان قومه بالرجوع إلى ديارهم لأن دعاء النملة كفى دعاءهم.

في يوم من الأيام، كان سليمان يسير في الغابات، ومعه جيشه. اقترب من وادي النمل، فإذا بنملة تحذر قومها من دخول جحورهم حتى لا يحطموهم. وجاء دليل من القرآن يحكي هذه الحادثة، حيث قال الله تعالى: `حتى إذا أتوا على وادي النمل، قالت نملة: يا أيها النمل، ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون`. سمع سيدنا سليمان هذا الكلام، وعندما سمعه، ابتسم وشكر ربه على النعم التي أنعم بها عليه، حيث فهم حديث النملة. وتوضح هذه الآية مشاعره، حيث قال الله تعالى: `فتبسم ضاحكا من قولها وقال: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت بها علي وعلى والدي، وأن أعمل أعمالا صالحة ترضيك، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين` .

سليمان والهدهد

وكان سليمان قائد شجاع وحاكم قوي فكان يتفقد جيشه كل يوم ليتأكد من وجود كل أعضائه من الطير والوحش والجن والأنس وعند تفقده للطير فوجد الهدهد ليس بمكانه فسأل عنه ولا أحد يدري أين ذهب فتوعد له بالعقاب الشديد إلا إذا جاء له بخبر عظيم يشفع له والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة النمل ” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ(21) “.

ذهب الهدهد لفترة ثم عاد، وسأله الملك سليمان: ما الذي جعلك تتأخر؟ فأجابه الهدهد قائلا: يا نبي الله، لا تستعجل علي، فقد أتيتك من سبأ بنبأ يقين، وكان موقع سيدنا سليمان في فلسطين، وقد رأيت امرأة تحكم سبأ ولها عرش عظيم. فقال سليمان للهدهد: ومن هذه المرأة؟ فأجابه الهدهد قائلا: إنها بلقيس. فقال سليمان: وما الغريب في ذلك؟ فأجابه الهدهد قائلا: كيف أعطاها الله هذا الملك العظيم، وهم يسجدون للشمس هي وقومها، فسبحان الله الذي جعل الطير يدرك أن بلقيس وقومها يعيشون في رفاهية ونعمة من الله، ويعبدون غير الله .

سليمان وملكة سبأ

أراد سليمان التأكد من صحة خبر الهدهد، ولم يكن يصدق أي خبر قبل التأكد من صحته، وقال للهدهد: سأكتب رسالة وأعطيها لك لتسليمها للملكة سبأ، وأريد أن تراقب ما ستفعله الملكة عند تلقيها الرسالة؟

سمعت الرسالة التي تضمنت دعوة سليمان لهم للإسلام والإيمان بالله، وقررت أن أرسل لسليمان بعض الهدايا الثمينة. إذا كان نبيا، فسيرفض تلك الهدايا، وإذا كان شخصا عاديا، فستغريه الهدايا وسيبتعد عنهم. وعندما جاء رسول بلقيس المرافق لسليمان، قال له: ارجع بأموالك وهداياك. فجمع سليمان جيشه وبدأ يفكر في ماذا يفعل معهم. قال لهم: أريد أحدا منكم أن يأتيني بعرش سبأ العظيم. فقال أحد من الجن: سأحضره لك قبل منتصف النهار. فقال له: أريد عرشها قبل أن يعود إلي. فأغمض سليمان عينيه وفتحهما، فإذا بعرش بلقيس أمامه. فجاءت بلقيس إلى سليمان، وفي النهاية، آمنت بلقيس وخضعت لأمر سليمان.

في نهاية القصة، يتضح لنا نعمة الله على سليمان بوضوح، حيث تميز بالحكمة والنبوة ولغة الطيور والأنس والجن ليصبح شخصية ذات مكانة رفيعة في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى