قصة حواء ام البشر
تحكي هذه القصة الكاملة والمكتوبة للأطفال عن حواء، أم البشر، الجميلة التي خلقها الله لتُهدي الكون بأنوثتها وحنانها الفياض، ورغم الهجوم الذي تعرضت له بسبب خروج البشر من الجنة، إلا أن كل شخص يدرك قيمتها ودورها في المجتمعات وبناء الأبناء المؤهلين الذين يبنون ويعمرون الأرض. كما رفع الله تعالى شأن حواء في كتابه الحنيف، وخصها بسورة تحمل اسمها؛ وهي سورة النساء، وأوصانا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بالمرأة في أحاديثه الوحي التي لا تأتي عن الهوى.
فقد قال عليه السلام” استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان”. وما هي قصة حواء التي خلقت من ضلع نبي الله آدم عليه الصلاة والسلام؟ فهي تلك القصة التي حكاها القرآن الكريم لنا، وما زالت الأمهات والآباء يحكونها لأطفالهم لكي يأخذوا منها العظة والعبرة، ويوقنوا بضرورة خشية الله ورحمته التي وسعت كل شيء. لذا، نقدم لكم موسوعة في جولة لتروي قصة حواء وآدم كما جاءت في القرآن، ونتحدث عن شكل حواء وهل أغوت سيدنا آدم للتناول من الشجرة؟ فتابعونا.
قصة حواء ام البشر
- Eve هي أم البشر وأول نساء الكون أجمع وزوجة سيدنا آدم عليه السلام، حيث خرج الجنس البشر أجمع من الجنة بعد أن حرّضهم الشيطان وجعل سيدنا آدم وزوجته أعداء له، ليحببها فيما حرّم الله ولا يرضى عنهما الله، ويجعل سوآتهم مكشوفة، ويجعل مستقرهم الأرض بدلاً من الجنة التي فُتِحَتْ بابُها لهم ولكن أغلقها الله عليهم بأمره، بسبب أفعالهم.
- حكى الله لنا قصة حواء أم البشر في ديننا الحنيف، فإنها خلقت من ضلع لسيدنا آدم عليه السلام، كما ذكر في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن كان أعوج شيء في الضلع فأعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء”، وفسر العلماء هذا الحديث بأن حواء خلقت من ضلع لسيدنا آدم عليه السلام أثناء نومه، وسميت حواء لأنها خلقت منه وهو حي.
- بدأ الصراع الحقيقي عندما رفض الشيطان الرجيم إبليس أن يسجد لآدم عليه السلام، مما جعل الله تعالى يُخرجه من رحمته، ويتوعد إبليس بالانتقام من جنس آدم وذريته. وقد روى الله عز وجل قصة إبليس وفعلته في سورة البقرة في الآية 34، حيث قال تعالى: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.
- عندما خلق الله الإنسان والمرأة، أعطاهما فرصة العيش في الجنة والاستمتاع بما فيها من الراحة واللذات، ولكن منعهما الله تعالى من الاقتراب من شجرة محددة، وجعلها ممنوعة عليهما. وذكر الله تعالى في سورة البقرة الآية 35 الأوامر التي أعطاها لكل من آدم وحواء عليهما السلام، بأن يسكنا في الجنة ويأكلا من كل شيء ما داما فيها، ولكن لا يقتربا من هذه الشجرة لأنهما سيكونان من الظالمين.
- وسوس الشيطان لهما، ليغري قلب حواء وعقلها بأن تقترب من شجرة التفاح التي شاهدتها وأحبتها، وأيضًا أغوى سيدنا آدم بأكل التفاح، وهذا أدى إلى غضب الله عليهما وإغلاق أبواب الجنة في وجههما، وخلع ردائهما الذي أعطاهما إياه، وطردهما من رحمته لعدم إتباع أوامره، وهذا تم ذكره في سورة البقرة الآية 36، “فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين”، حيث تم طردهما من الجنة وخسروا نعم الله ورحمته، وندموا على ما فعلوه.
- بدأ الإنسانان في البحث عن الملبس والمشرب والطعام، ولكنهما كانا يفكران في صفح الله ومغفرته، وكانا يستغفران الله، فتاب الله عليهما وأعطاهما الحياة الطيبة والراحة والأطفال والأموال والسعادة في الدنيا، وذلك بعد أن استغفرا الله وتوسلوا إليه ليتاب عليهما، وجاء توبة الله لهما في سورة البقرة الآية 37: “فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”، وعلما كيفية مواجهة الشيطان ووسوسته التي تدمر الإنسان وتدمره. وهذا الدرس يجب أن يتعلمه الناس جميعًا.
- وصعدا إلى بيت الامتحان والعمل والتعب والسعي لحفظ أولادهما واكتساب الطعام والسكن، بعدما عاشا حياة مريحة ونعم الله عليهما بكل خير ورزق، ولم يتركهما في الدنيا بلا مال، بل أكرمهما بإنجاب الأبناء؛ قابيل وهابيل، ليبدأ صراع جديد بين الإخوة نشبه الشيطان.
حواء وآدم
- خلق الله تعالى حواء لأدم من ضلع أعوج يحمي القلب من أي مكروه ويجعله يقاوم كل ما قد يتسبب له في نزيف ومن ثم الموت، وهذا وفقًا لما اكتشفه العلماء فيما بعد، ليستيقظ أدم عليه السلام من ثُباته ويجد ثاني مخلوق بعده وهي حواء، وقد أنس لها وأحبها، لذا فقد خلقها الله تعالى لدور هام في حياة أدم ولكي لا يعيش وحيدًا، بل خلق له الود والرحمة والسكن والألفة وكل المعاني الجميلة في حواء التي تقر عينه ويسكن قلبه إليه ويطمئن بجوارها، ليبدأ الامتحان معها في الحياة الدنيا ويقعا في فخ الشيطان الذي نصبه لهما في تزيين المعاصي والتناول من الشجرة المحرمة وقد جعل الله هذا اختبارًا فأخفقا فيه، لذا أنزلهما الله إلى الأرض.
- أنعم الله عليهما بالأولاد من البنات والبنين الذين تزوجوا بسرعة وملؤوا الأرض وعمروها بالعديد من الأشخاص الذين أكملوا بناء الكون بعدهم.
- يجب أن نذكر أن هناك العديد من العلماء ينفون الاتهام الموجه لحواء بأنها أغوت سيدنا آدم لتناول ثمرة الشجرة، وأن هذه المعلومة لم تذكر في القرآن الكريم. بالعكس، يشير القرآن إلى أن العصيان وقع بسبب الشيطان وليس بسبب حواء، لذلك فإن ادعاء بعض الأشخاص بأن حواء أغوت آدم وأجبرته على تناول الثمرة ليس مدعوما في ديننا الحنيف. بل ذكر الله المعصية التي أدت إلى خروجهما من الجنة في سورة طه الآية 124: `فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى`. ولم يذكر القرآن نوع الثمرة بوضوح، لذلك لا يمكننا أن نحكم بأنها تفاحة أو غيرها، وهناك علماء يشير بأنها شجرة تين، والله تعالى أعلم.
- يروي بعض العلماء أن حواء هي سبب نزول الإنسان من الجنة، مستشهدين بحديث أبي هريرة في صحيح مسلم: “لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر.
شكل حواء
- لم يوضح الوصف المفصل لحواء، وهي أم البشر والمخلوق الثاني وزوجة سيدنا آدم عليه السلام، ولكن الله تعالى خلق كل ما هو جميل ومرضٍ للعين ومحبب للقلب. ولذلك، اتفق العلماء على أن حواء كانت تتمتع بأسمال الأنوثة والجمال الذي جذب سيدنا آدم عليه السلام، كما كانت تتمتع بملامح خاصة حسب ما ذكرت المصادر.
- لا توجد أدلة في القرآن تشير إلى ملامح الجنة، وإنما هي اجتهادات من العلماء استنادًا إلى ما ورد في المراجع.
يحكي مقالنا قصة حواء، أم البشرية التي منحها الله الخيرات كلها، وجعلها نموذجًا يضيء حياة آدم عليه السلام، حتى يكونا معًا في السراء والضراء، ويواجهان الشيطان ووسوسته، ويتوب الله عليهما جراء المعصية التي ارتكباها. وتبدأ رحلتهما في الأرض بالسعي وراء الرزق، وبناء السكن وتعمير الأرض بالذرية.