قصة النبي نوح
قصة النبي نوح ، واحداً من أنبياء الله الشرفاء الصالحين. الذي أُرسل لنصح وإرشاد قومه. ولم ييأس من حالهم، ولم يمل. وظل يدعوهم لفترات طويلة من الزمن التي قاربت الألف عام. ولكن لا يغير الله قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم. وكان عليه السلام شديد الورع والتقوى للخالق جل جلاله، فكان كلما لبس أو شرب أو مشي حمد الله تعالى على نعمه عليه. كانت دعوته هي الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، والنظر والتأمل في عظمة الله التي تحيطهم في كل شئ. إليكم قصة سيدنا نوح عليه السلام كاملة مع موسوعة، وطريقة هلاك قومه وانتقام الله منهم.
قصة النبي نوح
أُرسل عليه السلام من قبل الله -عز وجل- لهداية قومه. ظل يدعوهم ما يقرب من تسعمائة وخمسون سنة، ولكنهم ظلوا في طغيانهم وتمردهم. نصحهم بكافة الطرق ولكنهم اتهموه بالجنون، ولم يستجيبوا لدعوته. دعوه بالكاذب وشككوا في مصداقيته ونبوته التي يدعيها. ولم يؤمن به إلا عدد قليل جداً من قومه، ولكن ظل الأغلبية على عباداتهم للأصنام وقالوا إن اتباعه من الفقراء والمساكين، ممن لا يملكون التفكير السليم. وجاء ذلك في كتاب الله الكريم أن سيدنا نوح عليه السلام قال (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا).
حاول الداعية نصح الناس ليلاً ونهاراً، ولكنهم كانوا يتمادون في استكبارهم وعنادهم، وكانوا يتهمونه باستمرار، وكانوا يهددونه بالرجم في بعض الأحيان إذا لم يتوقف عن دعوتهم.
ودعاهم بأن الله سيمنحهم الخيرات المتعددة من الماء والبركة التي تنزل من السماء، وأنه سيرسل عليهم الأنهار والجنات الواسعة، وذكرهم بنعم الله وعظمته. ولكنهم لم يستمعوا له ووضعوا أصابعهم في آذانهم، ورفضوا الاستماع، وحتى وضعوا ثيابهم على وجوههم لكي لا يروا نوحًا عليه السلام. ومع ذلك، صبر نوحٌ على الإيذاءات التي تعرض لها، وسبحان من جعله يصبر على ذلك. وفي النهاية، دعا الله نوحًا ليشكو له عن حال قومه.
طريقة هلاك قوم نوح
أمر الله سبحانه وتعالى نوح عليه السلام ببناء سفينة، وعلمه بأن هلاك قومه سيكون على يد طوفان سوف يرسله الله عليهم ليهلكهم جميعاً، ولم يتمكن نوح من الهروب من إيذاء قومه، فكلما مروا عليه ووجدوه يبني السفينة استهزئوا به وسخروا منه، ولكنه أتم بناء السفينة بالكامل بإشراف الله وتحت أمره.
وطلب منه أن يحمل فيها كل من آمن معه، فكان من كل زوجين اثنين. إما الكافرون فيتركهم في القرية لينالوا العقاب. وإذ بماء ينزل من السماء والأرض معاً، وتحركت السفينة وطلب نوح من ابنه أن يأتي معه ولكن استكبر ورفض وقال أنه سيأوي إلى الجبل ولكن لا عاصم له من الله. فذكر في القرآن الكريم، في سورة هود ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).
بعد أن غرق جميع الكفار، أمر الله بوقف المطر وبابتلاع الأرض للماء (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِي). وأمر الله السفينة بالاستقرار في مكان محدد يسمى جبل الجودي، وعاش الصالحون حياة جديدة يتبعون فيها أوامر ربهم ورسولهم نوح عليه السلام.