قصة النبي عيسى
تدور هذه المقالة حول قصة النبي عيسى، حيث كانت قصة مولده ووفاته من المعجزات التي قدمها الله سبحانه وتعالى في الأرض. وقد كان النبي الوحيد الذي ولد بدون أب، إذ طهر الخالق أمه، سيدتنا مريم، واصطفاها عن نساء العالمين. إن هذه القصة تحمل الكثير من الرموز والمعاني العميقة، حيث يشعر القارئ بالدهشة والإعجاب في كل مرة يقرأها، وكيف لم يؤمن قومه بعد كل هذه الأحداث وظلوا على كفرهم، وكيف اعتقدوا أن النبي هو السبب وراء حدوث كل هذا. يقدم موسوعة هذه القصة بشكل تفصيلي ودقيق.
قصة النبي عيسى
بعد أن اهتم ذكريا بسيدة مريم، ووضعها في المحراب بمفردها، لم ينساها الله عز وجل يوماً، وكلما دخل عليها وجد عندها جميع الخيرات، وسألها من أين لك هذا يا مريم؟. فأجابت: هو من عند ربي.
حتى جاء يوم ووجدت أن سيدنا جبريل يدنو إليها وقد تخفى في هيئة بشر. وأخبرها بأنها جاء ليبشرها لا داعي للخوف منه، وأخبرها بأنها سوف تلد غلاماً سيكون أحد أنبياء الخالق جل جلاله. ولكن وقعت الصدمة عليها فأخت تقول (قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) ۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا)_ سورة مريم. وحملت بالفعل ومر الحمل حتى إن جاء لها المخاض، فاختبئت عند جذع نخلة لتستتر بها عن أعين الناس وتمنت لو أن تموت قبل أن يحدث لها. وذُكر في كتاب الله العزيز ( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا). حتى بدأت المعجزة وجدت أن طفلها في المهد يُحدّثها ويقول لها بأن لا تخاف ولا تحزن وأن تهز جذع النخلة حتى يسقُط عليها رطباً جنياً.
حتى أفاقت مريم واتخذت رضيعها معها وهي صائمة عن التحدث مع الناس، وقصدت الطريق إلى أهلها، ولكن ردت فعلهم بأن أنكروها واتهموها بالبغاء، وقالوا لها يا مريم كان أبوكِ رجلاً صالحاً وما كانت أمك بغياً. ولكنها ظلت صامتة فقط قامت بالمشاورة عليه ليتحدث في المهد ويقول (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).
قصة سيدنا عيسى في مرحلة الشباب
بدأ الناس يتجمعون حول سيدنا عيسى عليه السلام بسبب كثرة معجزاته في الحياة، حيث كان قادرًا على فعل بعض الأشياء مثل شفاء الأكمة والأبرص. وتطور الأمر إلى أن اعتبروه إلهًا لهم، ولم يكونوا مقتنعين بأنه من عند الله وأن هذه المعجزات كانت من قوة الله التي أعطاها الله لسيدنا عيسى.
وقد نزل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ما المسيح ابن مريم إلا رسول، قد خلت من قبله الرسل، وأمه صديقة، كانا يأكلان الطعام، فانظر كيف نبين لهم الآيات، ثم انظر كيف يؤفكون.
ودعا هذا الرجل قومه كثيرًا، ولكنهم كانوا غافلين عن ما يفعلون، وقالوا أن عيسى ابن الله (ما كان لله أن يتخذ من ولد، سبحانه، إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون)، وكل ذلك يأتي بأمر من الله.
وفاة سيدنا عيسى
كان رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء، هي آخر معجزات الله المعروفة في حقه، حيث لم يؤمن قومه به إلا الحواريون، ونوى اليهود قتله، لكن الله عز وجل رفعه إلى السماء، ووضع مكانه رجلاً يشبههم، فقتلوه وصلبوه، وزعموا أنهم قتلوا وصلبوا سيدنا عيسى ابن مريم رسول الله، ولكنهم في الحقيقة قتلوا وصلبوا رجلاً شبيهاً به، والذين اختلفوا في هذا الأمر فهم مشكوكون فيه، ولا يملكون أي معرفة بهذا الأمر إلا مجرد ظنون وتخمينات، وليس لهم علم يقيني بذلك.
أهم معجزات سيدنا عيسى
- يستطيع صانع الطيور من الطين أن يشكلها وينفخ فيها لتصبح حقيقية بإذن الله.
- كان يشفي الأكمة والأبرص.
- كان بإمكانه إخبار الناس بمحتويات منازلهم قبل دخوله إليها.