دعاء يونس في بطن الحوت
يتضمن هذا المقال شرحًا لدعاء النبي يونس – عليه السلام – في بطن الحوت، وهو ما قاله عندما أعرض قومه المبعوث من أجل هدايتهم ودعوتهم إلى عبادة الله تعالى الواحد الأحد، ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته. وعلى الرغم من جهوده وإخلاصه، إلا أنهم ظلوا على كفرهم وعنادهم، حتى يأس منهم وقرر المغادرة.
يُدعى يونس بن متى، أو بيونان بن متاي في العبرية، وهو شخصية عاشت في القرن الثامن قبل المسيح، وتُعرف قصته لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين حيث تم ابتلاعه من قِبَل الحوت في عرض البحر لعدة أيام، ولقد ذُكِرَ في القرآن الكريم بصورة خاصة في سورة يونس. وفي السطور التالية، سنذكر الدعاء العظيم الذي تردده يونس أثناء بقائه في بطن الحوت.
دعاء يونس في بطن الحوت
في الأسطر التالية، سنتحدث عن دعاء ذي النون ونذكر نبذة مختصرة عن ظروف نطقه:
- ظل نبي الله يونس يتحدث مراراً وتكراراً مع شعبه، يحثهم على التوبة من الشرك بالله، ولكنه تعب منهم حتى فقد الأمل فيهم، وعلى إثر ذلك قرر مغادرة مسقط رأسه، نينوى التي تقع في العراق، دون أن يكون قد تلقى أي أمر من الله تعالى أو موافقته، لأنه اعتقد أن الله لن يعاقبه على هذا القرار.
- بعدما خرج من بينهم، بدأ العذاب الذي كان قد توعدهم به بالتحلي عليهم، فسارعوا في البحث عنه حتى يرشدهم كيفية إيمانهم بالله، ولكنهم لم يجدوه، وجاءهم شيخ وأخبرهم بطريقة الإيمان بالله حتى آمن الجميع.
- في ذلك الوقت، صعد نبي الله على سفينة وبدأت رحلتها حتى وصلت عرض البحر، وبدأت الأمواج تتلاطم حولها حتى وصلوا إلى حافة الغرق جميعًا، فقرروا التضحية بأحدهم، ولتحديد هذا الشخص، قاموا بالاقتراع ثلاث مرات متتالية، وكان اسم نبي الله يونس عليه السلام هو الفائز، فلم يجدوا بديلاً عن إلقائه في الماء.
- تناول الحوت هذا الرجل وابتلعه دون أن يؤذيه أو يجرحه بفضل الله، وفي ظلام عميق للبحر وظلام داخل بطن الحوت، سمع صوتًا من التعجب والدهشة، فأوحى الله له بأن هذه الأصوات تنتمي إلى مخلوقات البحر الأخرى التي تسبح فيه، وبدأ في الترديد بالدعاء العظيم “لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين”، وكان ذلك الدعاء هو السبب في نجاته. ثم قذفه الحوت على اليابسة، ونبت الله شجرة اليقطين ليستظل بها ويتناول ثمارها برحمته الواسعة والكريمة.
فضل دعاء سيدنا يونس
يعتقد المؤمنون والمتفق عليهم أن دعاء نبي الله يونس يساعد في تخفيف الهم وتخفيف الأحزان، وسوف نعرض في النقاط التالية فضل هذا الدعاء العظيم في حياة العباد:
- مغفرة الذنب ونيل رحمة الله ورضاه.
- فيه الاقرار بتوحيد الله تعالى واختصاصه وحده بالربوبية وهو واحد من أسباب دخول الجنة.
- إذا تحلى العبد بالإخلاص في الدعاء، فإن الله يقبل جميع دعائه، طالما لم يحتوي على ما يغضبه عز وجل.
وقد قال تعالى في سورة الصافات `وإن يونس لمن المرسلين، إذ أبق إلى الفلك المشحون، فساهم فكان من المدحضين، فالتقمه الحوت وهو مليم، فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)، الآيات (139، 140، 141، 142، 143)`
المراجع
