الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
خصائص التنمية البشرية في الاسلام
خصائص التنمية البشرية في الاسلام
في هذا المقال، سنسلط الضوء على خصائص التنمية البشرية في الإسلام، حيث تعتبر التنمية البشرية واحدة من المجالات الأكثر أهمية لتنمية قدرات الأفراد وزيادة خبراتهم العملية وتطوير معارفهم ومهاراتهم، وتمكينهم من تحقيق مستوى معيشي جيد بجهودهم الشخصية. ونظرًا لأن الإسلام يهتم بجميع شؤون الإنسان، فقد كان للتنمية البشرية مكانة هامة في هذا الدين، حيث يستخدمها المسلمون لتطوير قدراتهم ومهاراتهم. وتتميز التنمية البشرية في الإسلام بمجموعة من الخصائص التي سنعرضها لكم في هذا المقال على موقع الموسوعة.
- يتطلب التحقق من التنمية والتطوير بشكل دائم ومستمر لتحقيق الهدف الإنساني.
- وجود تغيير وتطور ومرونة في الجوانب التي تحتاج إليها.
- اشتمال عملية التنمية لكافة قدرات الإنسان.
التنمية البشرية في الإسلام
- يولي الدين الإسلامي اهتمامًا كبيرًا للإنسان، لأنه يعتبر خليفة الله على الأرض، وهو الذي يستطيع إعمارها وصنع ثرواتها.
- وبالتالي، حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يُعد الرائد الأول للتنمية البشرية على تنمية الإنسان وقدراته من خلال تعليمه أولًا.
- تمت مشاهدة أهمية التعلم في غزوة بدر حيث انتصر المسلمون على الكفار وأمروا بتدريب 10 من أفراد المسلمين كشرط أساسي لإطلاق سراح الأسرى، وهذا يدل على أن التعلم والتدريب يساهمان بشكل كبير في تطور المجتمع وتقدم الأمم.
- على الرغم من عدم ذكر مصطلح التنمية البشرية بشكل مباشر في الدين الإسلامي، إلا أن هناك مصطلحات أخرى تحمل نفس معنى هذا المفهوم، ومن بين تلك المصطلحات:
الإعمار
- من بين أمثلة ذلك هو مفهوم الإعمار، حيث قال الله تعالى في سورة هود “خلقكم من الأرض وسكنكم فيها لتستغلوها وتعمروها، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إن ربي قريب مجيب”. إن الله خلق الأرض وجعلها مستعمرة للبشرية لاستغلالها وتطويرها، ولذا يجب أن يكون الإنسان مجهزا بالإيمان والمهارة والعلم ليقوم بإعمار الأرض، وهذا هو أحد أهم عوامل التنمية البشرية التي يجب التركيز عليها.
التزكية
- ظهر مفهوم التنمية البشرية في مفهوم التزكية، وذلك بناءً على ما ذكره الله تعالى في سورة الشمس، حيث يقول “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”، وبذلك فإن من يطهر نفسه من الذنوب والمعاصي فقد تزكاها.
الاستخلاف
- يتضح من مفهوم الاستخلاف سبب خلق الله تعالى للإنسان، إذ إنه خلق الإنسان ليكون خليفته في الأرض ووفر له الوسائل اللازمة لتحقيق هذه المهمة، ومن أجل القيام بهذا الدور، يجب على الإنسان تطوير قدراته العملية والنفسية.
العلم
- كما ظهرت التنمية البشرية في الإسلام في مجال العلم، فالإنسان مطالب بالتعلم وزيادة معرفته لتكون قادرًا على تنفيذ مهمته في الأرض بشكل أفضل. لذلك، أمر الإسلام بالتعلم واكتساب المعرفة في جميع المجالات المفيدة التي يمكن أن تستفيد منها الآخرين وتنمية الأرض.
التخطيط
- يعتمد الإسلام أيضًا على مفهوم التخطيط، الذي يشبه المفهوم الذي تعتمد عليه التنمية البشرية، فعلى الإنسان أن يعالج مشكلاته بوضع حلول لها، وأن يستخدم المقاييس العلمية لدراسة التوقعات في المستقبل.
- لقد أمر الله تعالى بالتخطيط، وتظهر هذه الوصية بوضوح في قوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون.
- يُعد التخطيط في كل جوانب الحياة، بما في ذلك التخطيط للحروب، من أهم ما يجب أن يقوم به الإنسان، وهو جزء لا يتجزأ من التنمية البشرية.
الأمانة
- هناك العديد من العوامل التي تساعد على تحكم سلوك الإنسان، ومن أهمها الأمانة.
- يجب أن يكون الإنسان أمينًا في جميع جوانب حياته الدينية والعملية والتعاملية، فعندما يلتزم بالأمانة فإنه يلتزم بالأخلاقيات المهنية، وبالتالي يتم تطوير المؤسسات المحلية والعالمية، حيث يعود الفساد في كثير من الأحيان إلى عدم وجود الأمانة.
- فهم التنمية البشرية الصحيح يتمثل في تنظيم سلوك الإنسان الأخلاقي من خلال عدة عوامل، أبرزها الأمانة.
التغيير
- تهدف التنمية البشرية إلى تغيير إمكانيات الإنسان وتطويرها إلى الأفضل، وهي واحدة من الأهداف الأساسية للتنمية.
- وقد ظهر مفهوم التغيير في قول الله تعالى في سورة الرعد بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد لهم عنه ولا وال لهم غيره.
- التغيير الذي يجب العمل عليه هو الذي ينفع الإنسان ويساعده على التحسن، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بسعي الإنسان لمعرفة كل ما هو جديد.
الإصلاح
- يتمركز علم التنمية البشرية حول إصلاح الإنسان ليكون مفيدًا لدينه ومجتمعه وللناس.
- لا يقتصر مفهوم الإصلاح في الإسلام على تحسين إمكانيات ومعارف ومهارات الإنسان فقط، بل يشمل أيضًا إصلاح إيمان الإنسان وسلوكياته وأخلاقياته وتعاملاته.
- ظهر مفهوم الإصلاح من خلال رسائل الأنبياء التي أرسلها الله معهم إلى عباده، حيث كانت تهدف في المقام الأول إلى إصلاحهم، وجاء ذلك في قول الله تعالى في سورة هود “إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ.
المسؤولية
- من بين العوامل الأساسية التي يعتمد عليها علم التنمية البشرية هو عامل المسؤولية، والذي يشير إلى مسؤولية الإنسان في زيادة معرفته وتطوير قدراته.
- لا يقتصر مفهوم المسؤولية على الفرد فقط، بل يتمدد ليشمل الدولة أيضًا، إذ يجب على الدولة توفير وسائل تطوير مهارات الإنسان وزيادة قدرته على الإبداع، وظهر ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.
أهداف التنمية البشرية في الإسلام
تسعى التنمية البشرية في الدين الإسلامي لتحقيق مجموعة من الأهداف ومنها:
- تُهيّئ البيئة الصحية للإنسان بحيث يعيش فيها بشكل مستقر ومريح.
- تطوير معارف الإنسان وجميع مهاراته.
- تعزيز روح المعنوية لدى الإنسان، بما يمكّنه من المساهمة في تطوير مجتمعه.
- الهدف هو مساعدة الإنسان على تحسين مستوى حياته وتحقيق الاكتفاء من الغذاء والمال، خاصة للأفراد الأكثر حاجةً.
- ارتقاء الإنسان بذاته على جميع الأصعدة.
- يجب تجنب وقوع حوادث العمل التي تعرقل التقدم نحو الأهداف المحددة.
- تحسين أداء الإنسان في عمله وحياته.
- يتضمن حقوق الإنسان الحصول على جميع حقوقه ومنع تعرضه لأي أنواع من الإساءة.
وصلنا إلى نهاية مقالنا حول خصائص التنمية البشرية في الإسلام، حيث تحدثنا عن المحاور الأساسية للتنمية البشرية وأهدافها، وندعوكم لمتابعة المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.