حديث عن العفو والتسامح
حديث عن العفو والتسامح
العفو والتسامح هما من أهم صفات المسلمين، حيث يتمثل ذلك في نسيان الماضي والتنازل عن حقوق الأخرين دون الشعور بالهوان أو الخوف أو الضعف. والسبب الوحيد في ذلك هو السعي إلى إرضاء الله تعالى الذي يقول في سورة الشورى الآية 25: “وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات”. وفيما يلي بعض الأحاديث التي ذكرت في السنة النبوية عن العفو والتسامح
- عن عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنها-: قالت: ما ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شيئا بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا إذا كان يجاهد في سبيل الله، وما نال منه شيء قط، فينتقم الله من صاحبه، إلا إذا انتهك شيء من محارم الله، فينتقم الله منه – عز وجل -.
- ورد أنَّ رجلًا جاء إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: فقال يا رسولَ اللهِ: (أيُّ الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ وأيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ).
حديث عن التسامح ومعناه
هناك العديد من آثار انتهاج سلوك العفو والتسامح على حياة العباد في الحياة الدنيا والآخرة أولها العزة والنصر على أهواء النفس ووسواس الشيطان ذلك من ناحية الأثر على الفرد، وفيما يتعلق بأثرهما على المجتمعات فهو ما يتمثل فيما يسود من استقرار وأمن ونتعايش بين أفراده وهو ما اتصف به النبي الحبيب وعلى الجميع أن يتأسى به، ومن الأحاديث الشريفة التي وردت في ذلك الصدد:
- يتحدث أبو كبشة الأنماري عن حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول النبي إن هناك ثلاثة أمور يقسم عليها ويحث المسلمين على العمل بها، وهي: عدم نقص المال بسبب الصدقة، وصبر المسلم في حال تعرضه للظلم، فإن ذلك يزيد في عزِّه عند الله، وعدم فتح باب المسألة، فإذا امتنع المسلم عن السؤال والمسألة فإن الله سيفتح عليه بابًا من الفقر أو الحاجة.
- عن عياض قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم `وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال.
- عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم: (مكتوب في الإنجيل: لا تكن جارحا ولا خشنا ولا مشاحنا في الأسواق، ولا تجاز عن الشر بالشر، بل اعف عن واصفح).
- عن عقبة قال: ذات يوم كنت أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عقبة بن عامر، اصلح من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك.
- حسب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، القوي ليس الذي يتصرف بالعنف والصراخ، بل القوي هو الذي يتحكم في نفسه عند الغضب.
آيات واحاديث عن العفو والتسامح
- شغلت الشريعة الإسلامية نفسها بتوضيح مدى أهمية التسامح والعفو في حياة المسلمين، ليس فقط بين المسلمين أنفسهم، ولكن أيضا بين المسلمين وغير المسلمين. ومن الأدلة التي تدعم ذلك في السنة النبوية، قال النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم، حين كان يخدمه غلام يهودي ومرض هذا الغلام، جاء النبي ليعوده، فجلس عند رأسه وقال له: “اسلم”. نظر الغلام إلى والده الذي كان بجانبه، فقال له: “اطع أبا القاسم”، فأسلم الغلام. ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: “الحمد لله الذي أنقذه من النار.
- كما أمر الله جل وعلا باتباع الإحسان والعفو في الحياة، حيث قال سبحانه في سورة فصلت في الآيات 34 و35: “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
حديث عن التسامح إسلام ويب
يتضمن التسامح اللين والعفو واليسر والحلم والإحسان والجود، وهو خلق عظيم من أخلاق النبي الحبيب. ويتم الحث على التسامح في جميع الأديان السماوية، وليس فقط في الدين الإسلامي. وكان عفو النبي صلى الله عليه وسلم وتسامحه له أثر كبير في دعوة الناس للإسلام وجعل الكثيرين يحبونه. ومن أحاديث السنة النبوية المتعلقة بالتسامح:
- عن أنس رضي الله عنه قال: كنت أسير جنبا إلى جنب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يرتدي رداءا نجرانيا سميكا ذو حواف سميكة. ثم جاء رجل عربي وأخذ يجذب رداءه بقوة. نظرت إلى جزء عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحظت أن حافة الرداء تركت أثرا على صفحة عنقه بسبب قوة الجذب. ثم قال الرجل: يا محمد، أعطني من مال الله الذي عندك. رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضحك، ثم أمر بأن يعطى المرء ما يريده.
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة).
من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي سبق ذكرها، يتبين مدى أهمية وفضل اتباع خلق العفو والتسامح في الدين الإسلامي، حيث إنه خلق عظيم، ولا شك أن العفو والتسامح أفضل عند الله من الانتقام والحقد، وقد قال الله تعالى في سورة الشورى الآية 40 “وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين.