تعريف الايمان واركانه
استوعب المقال مفهوم الإيمان بالله عز وجل وأركانه، حيث نزّل الله سبحانه وتعالى الإسلام ليكون خاتم الديانات السماوية ورحمة وهداية للبشر جميعًا، وأمر المسلمين بالطاعة والابتعاد عن المحرمات، ودعاهم الله سبحانه وتعالى لاتباع أحكام الإسلام، وحث على حب الله سبحانه وتعالى ورسوله واتباع السنة النبوية الشريفة. وفرق الله تعالى بين درجات طاعة المسلمين، حيث قسّمها إلى الإسلام والإيمان والإحسان.
• وذكر في الحديث الشريف الذي رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنهم كانوا يومًا عند نبي الله صلى الله عليه وسلم، فظهر لهم رجل بثياب بيضاء شديدة وشعر أسود شديد، لا يظهر عليه أي علامات السفر، ولا يعرفه أحد منهم، حتى جلس إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم، ووضع يديه على فخذيه، وسأله عن الإسلام، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام هو أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إذا استطعت، فصدقه الرجل وأكد على صدقه، ثم سأله عن الإيمان، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر الكلي، الخير والشر، فصدقه الرجل وأكد على صدقه، ثم سأله عن الإحسان، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإذا لم تكن تراه، فإنه يراك
تعريف الايمان
• تعرف اللغة العربية كلمة الإيمان بعدة معانٍ، فمنها ما يشير إلى المعنى الذي يعني الأمان والاطمئنان، ومن المعاني الأخرى المطروحة أن الإيمان هو العكس من القلق والخوف. ويشمل معنى الإيمان في اللغة العربية التصديق بالله تعالى والانقياد لأوامره سبحانه وتعالى.
• وقد فسر العرب الايمان بعدة معاني منها الأمن الذي يقصد به عدم وجود الخوف وهذا المعني يظهر في ايات القران الكريم في قوله تعالى (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف) وكما جاء ايضا في قوله تعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً). كما جاء بمعني اخر في الحديث الشريف وهي بمعني الحفظ فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم (النّجومُ أمَنَةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النّجومُ أتى السّماءَ ما توعَد، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهَبتْ أتَى أصحَابي ما يوعَدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأمّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما يُوعدون). كما قد فسر العرب معني لفظ الايمان بمعني التصديق كما جاء في الاية الكريمة قال تعالى (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ).
• تعني الإيمان في المذهب الحنفي القول باللسان والإيمان بالجنة، وأما في الاصطلاح العام فإنه يشمل القول باللسان والإيمان بالقلب والأعمال بالجوارح التي تزيد وتنقص.
أركان الايمان
• ذكر الله سبحانه وتعالى الإيمان في كتابه العزيز كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. ومن ما ورد في كتاب الله العزيز عن الإيمان قوله تعالى (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله). وقوله سبحانه وتعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولٰكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين).
• كما ذُكِر في القرآن الكريم، فإن من لا يؤمن بالله سبحانه وتعالى يضلّ عن الطريق المستقيم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديثٍ نبويّ، حين سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان والإسلام والإحسان: “أخبرني عن الإيمان”، فقال: “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله، خيره وشره”، فقال جبريل: “صدقت
• أول أركان الإيمان هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وهو يعتبر إيماناً بوجود الله سبحانه وتعالى وبأنه هو الخالق الوحيد والرازق الوحيد، ويؤمن المسلم بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وقال الله عز وجل: “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
• الركن الثاني من أركان الإيمان هو الإيمان بالملائكة، ويعني الإيمان بأنهم من عباد الله المكرمين، وهم موكلون بأداء عدة مهام، منها حمل العرش أو كتابة أعمال العباد، ومن الملائكة من وكل بالجنة والنار، ويجب على المسلم الإيمان بهم جميعًا. وأما الركن الثالث فهو الإيمان بالكتب السماوية جميعها دون تفرقة، فيجب على المسلم الإيمان بالقرآن الكريم وتنفيذ أحكامه، كما يؤمن بالكتب السماوية الأخرى، وقد قال الله تعالى: “المص، كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين، اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون.
• من أركان الإيمان أن يؤمن المسلم بالرسل والأنبياء جميعهم، ويؤمن بكل من بعثه الله للهداية للبشر، ويؤمن بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولًا. كما أن من أركان الإيمان أن يؤمن المسلم باليوم الآخر، ويجب على المسلم أن يؤمن بالقدر.