بحث عن العنف الاسري أسبابه ومظاهره وطرق علاجه

العنف الاسري

العنف الأسري أصبح ظاهرة شائعة في العديد من الدول العربية في الآونة الأخيرة، ولذلك يعتبر من القضايا المهمة التي تشغل منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الدفاع عن الطفل والمرأة، لأنهم هم الأكثر تضرراً من هذا النوع من العنف.
لم يعد العنف يقتصر في هذه الأيام على الآباء العنيفين القساة على زوجاتهم وأطفالهم، بل يسجل اليوم العديد من حالات العنف التي تقع على يد الأمهات أو الأشقاء الأكبر سنًا تجاه والديهم وإخوتهم الأصغر سنًا، والمؤلم هو تسجيل بعض حالات العنف التي ترتكبها الأشقاء الأصغر سنًا تجاه عائلاتهم.
لقد أفسدت جميع تلك الأمور المشينة سمعة الأسرة في العديد من المجتمعات وحولتها من ملاذ آمن من الصعاب إلى سجن يتحمل فيه أفرادها عقوبة لا يمكن تبريرها غير بالتسلط واستغلال ضعفهم وعجزهم.

بحث عن العنف الاسري مع المراجع

تقدم الموسوعة بحثًا عن العنف الأسري مع المراجع، وهو أحد المشكلات التي تواجه بعض المجتمعات، وخصوصًا العربية، ويترتب عليها عدة أسباب من بينها الجهل وضعف الدين وغيرها من الأسباب. ويتسبب العنف الأسري دائمًا في آثار سلبية على المستوى الفردي والمجتمعي، ولذلك يجب محاولة مكافحته والقضاء عليه بكافة الوسائل والأشكال الممكنة.

مقدمة عن العنف الأسري

تم تصنيف العنف الأسري كجريمة سواء كانت جنحة أو جناية، ويتم ارتكابها من قبل شخص يعيش مع الضحية في نفس المكان، سواء كان أفرادًا من الأسرة أو طفلاً يتعرض للعنف، أو قد يكون الفاعل قريبًا من الضحية مثل الزوج الحالي أو السابق وغيرهم من العلاقات التي تجعلهم يعيشون في مكان واحد.
يتضمن العنف الأسري الجرائم التي تتعلق بتعنيف شخص محمي قضائيًا ضمن إطار قوانين العنف الأسري، ولكنه يشمل أيضًا نطاقًا أوسع من الأسر، حيث يمكن أن يكون هناك صلة بين الضحية والجاني خارج نطاق الأسرة، مثلما يفعله أصدقاء العائلة أو الأقارب.

عناصر بحث عن العنف الأسري

سنتناول في بحثنا عن العنف الأسري أهم جوانب هذا النوع من العنف، وتتمثل هذه الجوانب في العناصر التالية:

تعريف العنف الأسري.
أسباب العنف الأسري.
أنواع العنف الأسري.
خاتمة بحث عن العنف الأسري.

تعريف العنف الأسري

يتم تعريف العنف الأسري على أنه إلحاق الأذى بأفراد الأسرة الواحدة بعضهم البعض، ويشمل ذلك العنف الذي يمارسه الزوج ضد زوجته أو العكس، والعنف الذي يمارسه أحد الوالدين أو كلاهما ضد الأولاد أو العكس. ويتضمن العنف عدة أشكال، منها الاعتداء النفسي والجنسي والجسدي والتهديد والإهمال وسلب الحقوق. وغالبًا ما يكون المعتدي هو الطرف الأقوى والمعنف هو الطرف الأضعف.
يوجد تعريف آخر للعنف الأسري يشير إلى أنه سلوك يهدف إلى تحريك الرعب أو إلحاق الأذى، سواء كان ذلك نفسيًا، جنسيًا دون موافقة، أو يتعلق بالجنس، العرق أو العمر، ويؤدي إلى شعور الشريك بالإهانة أو تحت التهديد، أو التعرض للإيذاء العاطفي أو الجنسي.
من بين مظاهر العنف الأسري محاولة الطرف الأضعف قمعه بواسطة الأطفال أو الحيوانات الأليفة أو أحد أفراد الأسرة، ويهدف ذلك إلى السيطرة على الطرف الآخر بالضغط العاطفي، مما يؤدي عادة إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالعجز والقلق والاكتئاب، ويتطلب ذلك التدخل الطبي السريع للتعامل مع آثار العنف الأسري.

مظاهر العنف الأسري

السلوك العنيف الشائع هو تعدي أحد أفراد الأسرة بالضرب على الآخرين، وعلى الرغم من قبح هذا الفعل، فإن العنف لم يعد مقتصرًا عليه فحسب، بل يأخذ أشكالًا ومظاهرًا مختلفة ومتعددة، ومنها :

يتعرض أفراد الأسرة للاستغلال والاضطهاد عندما يستغل أحد أفرادهم قوته وسلطته عليهم ويجبرهم على أداء أنشطة يكرهونها، مثل إجبار فتاة على الزواج من شخص لا ترغب به كزوج، حرمان الأبناء من حرية التعبير عن آرائهم، منع أفراد الأسرة من ممارسة هواياتهم المفضلة، وحتى تحديد تخصصاتهم الدراسية بناءً على رغبة الأقوى.
لا يمكن التهاون بأثر العنف اللفظي على النفس، مثل الشتم واستخدام ألفاظ مهينة تجاه أفراد الأسرة، والحديث معهم بطريقة عنيفة وإلقاء الأوامر عليهم بقسوة وكأنهم لا يشعرون.
ظهرت مؤخرًا ظاهرة العنف الجنسي وتتمثل في “إجبار الزوجة على ممارسة الجنس دون رضاها واللجوء إلى الضرب، وتحرش الآباء بأبنائهم جنسيًا” وهي ظاهرة مؤلمة يواجهها المجتمع العربي حاليًا.

أسباب العنف الأسري

تقف وراء انتشار ظاهرة العنف الأسري العديد من الأسباب أهمها :

غياب النزعة الدينية

العنف هو جريمة بشعة وغير مقبولة في أي من الديانات السماوية.
نستطيع من خلال نظرنا إلى سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قدوة المسلمين، أن نتعلم كيفية التعامل الصحيح مع آل بيته وأحفاده، ونتبين منها كيفية التعامل السليم الذي يرضي الله ورسوله مع الأهل.
كان يتعامل برفق ورحمة مع الآخرين، ولم يضربهم أو يستغل سلطته لإجبارهم على القيام بأمور يرفضونها، كما كان يقدم المساعدة في أعمال المنزل، حيث كان يخيط ملابسه ويخدم نفسه ويصلح حذائه وغير ذلك.
وكان رحيماً مع أحفاده، وكان يلعب معهم، وقال -صلى الله عليه وسلم- : `ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويُوَقِّر كبيرنا`.

عوامل اجتماعية

يعتبر العنف الأسري من العوامل المساعدة في زيادة انتشاره.
مثل ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه وتفشي البطالة بين الشباب.
تزيد هذه العوامل من مستوى التوتر لدى البعض، مما يدفعهم إلى استخدام العنف تجاه ذويهم كوسيلة للتخلص من غضبهم.

عوامل شخصية

يتصف بعض الأشخاص بالعنف ويستمتعون بإيذاء الآخرين ولا يظهرون أي شفقة أو رحمة تجاههم.
تدفع البعض إلى استخدام العنف لإظهار قوتهم وتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الآخرين.
يفقد بعض المدمنين على المخدرات السيطرة على غضبهم وانفعالتهم.
بالإضافة إلى معاناة بعض الأشخاص من اضطرابات نفسية أو أمراض عقلية.

آثار العنف الأسري

تنقسم آثار العنف الأسرى إلى :

جسدي

يصل العنف الأسري في كثير من الأحيان إلى القتل وفقدان الأرواح، وهذه هي أسوأ نتائجه.
يترك عادة جروحا وآثارا صعبة الشفاء عند الكثير من الضحايا، وتبقى هذه العلامات على جسمهم كتذكير بالوحشية التي تعرضوا لها.
قد يؤدي لإعاقة شخص ما وتقييده مدى الحياة، مثل فقدان القدرة على الرؤية.

نفسي

يترك العنف الأسري ندوبًا عميقة في النفس لا تزول مع مرور الوقت.
يفقد من يتعرض للعنف الأسري شعور الأمان والثقة بالأشخاص المحيطين به.
يمكن أن يتسبب العنف في حالة شديدة من الخوف للجنس الذي يتعرض للعنف، مثل شعور النساء بالكراهية تجاه جميع الرجال بسبب عنف تعرضن له من والدهن أو أزواجهن أو حتى أخوتهن.

أنواع العنف الأسري

العنف النفسي

يعتبر العنف من أكثر الظواهر انتشارًا في مختلف المجتمعات، حيث يكون غالبًا غير مرئي ولكن محسوس، وذلك عندما يحدث بسبب نظرة يلقيها شخص على آخر تعبر عن احتقاره أو تقليله في مظهره أو مكانته.
بسبب صعوبة إثبات تعرض الضحية لهذا الفعل، لا يوجد دليل مادي يمكن تقديمه للسلطات وللمحكمة لإثبات حدوث الشتم والسب والقذف وما شابه ذلك.

العنف الجسدي

يشير هذا المصطلح إلى إلحاق الضرر الجسدي بأحد أفراد الأسرة، سواء كان ذلك بالقيام بعمل مؤذٍ أو بالامتناع عن القيام بعمل، فقد يتعرض الطفل للأذى نتيجة إهمال والديه لرعايته، أو يتم تعمد إلحاق الأذى به من قبل فرد آخر في الأسرة عن طريق الضرب أو تعطيل حاسة من الحواس، مثل وضع اليد على الفم لمنع الكلام، وقد يصل العنف الأسري في بعض الأحيان إلى حد القتل، ويتراوح من العنف البسيط كالصفع إلى استخدام الأسلحة والأدوات الحادة.

العنف الجنسي

يشير المصطلح إلى أي كلمة أو عمل يُسيء لكرامة الإنسان وخصوصية جسده، سواء كان ذلك عنفًا جسديًا أو جنسيًا أو معنويًا، مثل التعليقات الجارحة أو الألفاظ الجنسية أو الاعتداء الجنسي.
يتضمن العنف الجنسي إجبار الأطفال الصغار – سواء ذكورًا أو إناثًا – على ممارسة بعض الأفعال أو استغلالهم لأغراض مختلفة، مثل الحصول على المال.
يمثل هذا النوع من العنف اختراقًا كبيرًا للضوابط الأخلاقية والشرعية والقانونية التي تنظم العلاقات الأسرية، وغالبًا ما يكون من الصعب حماية الضحية وتطبيق العقوبة على مرتكب العنف الجنسي، ولذلك تحاول معظم المجتمعات عدم الكشف عن تلك الأمور

علاج العنف الأسري

يتحمل الجميع مسؤولية العمل على إزالة ظاهرة العنف الأسري نهائيًا من المجتمع، وهناك بعض الحلول التي يمكن أن تساعد في حل هذه المشكلة مثل :

يتضمن تفعيل الدور الإعلامي توعية المجتمع حول الأضرار التي تنجم عن العنف الأسري، سواء على الفرد أو المجتمع بأكمله.
يجب فرض عقوبات صارمة على أي شخص يتعرض للأذى بأي شكل من الأشكال لأفراد أسرته.
يتم تخصيص دور رعاية لضحايا العنف الأسري لتوفير ملجأ آمن لهم، وتقديم الرعاية الطبية والنفسية اللازمة.
يتم التركيز في الخطاب الديني الموجه للمجتمع على أفعال الرسول مع ذويه، وحث المسلمين على اتخاذه قدوة لهم.

خاتمة عن العنف الأسري

بعدما تناولنا مقالًا تفصيليًا بعنوان “بحث عن العنف الأسري”، أصبح العنف الأسري ظاهرة منتشرة في جميع طبقات المجتمع، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المستوى الاقتصادي، حيث يتعرض الرجال والنساء والأطفال وكبار السن للعنف. وبالطبع، فإن النساء هن الفئة الأكثر عرضة للعنف الأسري. وعلى الرغم من أن العنف يبدو في كثير من الأحيان كسلوك متعمد، إلا أنه في بعض الأحيان يتم ممارسته عن غير قصد، ويترتب على ذلك انعدام قدرة الفرد على التأقلم مع أسرته وأحبائه. ولذلك، فإنه ينبغي التدخل السريع لمعالجة هذه المشكلة قبل أن تتفاقم.

المراجع

الوسوم