اسرار لا تعرفها من قبل عن باولو كويلو
باولو كويلو هو واحد من أهم الكتاب العالميين، وقد قدم العديد من الأعمال الأدبية المميزة التي تحظى بتقدير واحترام ملايين القراء، وسنعرض في هذا الموقع حياة باولو كويلو ونشأته، بالإضافة إلى أهم أعماله الأدبية وفلسفته الإبداعية المميزة.
من هو باولو كويلو
يجب أن تعلم بدايةً أن باولو كويلو هو كاتب غير تقليدي، فلم يبدأ حياته ككاتب، بل عمل في العديد من المجالات مثل الإخراج والتمثيل وكتابة الشعر الغنائي لأكثر من ستين أغنية شهيرة لأهم الفنانين البرازيليين، وكل هذا كان قبل أن يفكر في الاحتراف في الكتابة بشكل دائم.
ينبغي أن نتعرف أولاً على حياة هذا الكاتب المبدع قبل أن يصبح واحدًا من أنجح الكتاب في عصره
نشأته وحياته
ولد باولو كويلو في عام 1947 في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، ونشأ في أسرة متدينة كاثوليكية لأب يعمل كمهندس وأم مسيحية متدينة، وكانت طفولته مليئة بالإبداع والخيال حتى قرر أن يصبح كاتباً، لكن والديه لم يشجعوه على اختيار الكتابة كمهنة، وذلك لعدم رؤيتهم أي مستقبل حقيقي لها.
في فترة المراهقة، كان بولو كويلو يعاني من اضطرابات نفسية شديدة، حيث تم إيداعه في المستشفى النفسي ثلاث مرات، ويقول الكاتب الشهير أن هذه الفترة كانت صعبة في حياته وأن أسرته حاولت جعله يتشابه معهم، ولكنه سامحهم على الرغم من ذلك لأن الحب الذي يشعر به تجاههم أكبر بكثير من أي غضب.
التحق باولو كويلو بكلية الحقوق، ولكنه لم يستمر فيها، وهذا كان متوقعًا بسبب طبيعة الكاتب المتمردة التي ترفض قوانين الجامعة والدولة والحكومة، وقرر ترك الجامعة والانضمام للهيبيين في السبعينات، وبدأ كتابة الأغاني والتعبير عن رأيه المعادي للدولة، مما تسبب في دخوله السجن لأكثر من مرة في شبابه.
أعمال Paulo Coelho
دخول باولو كويلو السجن كان بداية لحياة مليئة بالإبداع، حيث نشر في عام 1982 أول أعماله الأدبية بعنوان Hell Archives، ولكن الكتاب فشل سريعًا، وعاد كويلو بعدها للعمل في مهن متفرقة حتى جاء عام 1986، حيث قرر كويلو حينها الذهاب في رحلة إلى إسبانيا.
قام الكاتب الكبير بالمسير على مسافة 500 ميل على طريق “Road to Santiago de Compostela” الشهير، والذي يُعتبر مكانًا للحج والذي يقصده السياح من جميع أنحاء العالم، ويصف كويلو هذه التجربة بأنها تجربة غيرت حياته بشكل كامل.
قرر بعد ذلك أن يصبح كاتبًا محترفًا ويترك الأعمال الأخرى ليتركز على الكتابة، وكانت النتيجة رواية “الخيميائي” التي صدرت عام 1987 والتي تعتبر من أنجح أعماله على الإطلاق حتى الآن، واستغرق كتابتها أسبوعين فقط وأصبحت واحدة من أشهر الكتب وأكثرها انتشارًا على مستوى العالم.
بعد ترجمة روايته العبقرية إلى الفرنسية وصدورها على رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، بدأ الانتباه يتجه بشكل سريع نحو الكاتب، وقدم الكاتب العديد من الكتب والأعمال الهامة في السنوات التالية.
أهم مؤلفات باولو كويلو
تتميز الكتابات العديدة لباولو كويلو بمذاق مختلف عن غيرها، فهو كاتب يأتي من عالم آخر لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، فتشعر دائماً في كتاباته بالسحر والروحانيات القادمة من مكان مختلف تبث الطمأنينة والدفء في القلب.
وإليك أهم مؤلفات هذا الكاتب:
رواية الخيميائي
تعد رواية الخيميائي بداية شهرة باولو كويلو، حيث يتحدث فيها عن راعٍ أندلسي يدعى سانتياغو قرر القيام برحلة روحانية إلى الأهرامات بسبب اعتقاده بوجود كنز مدفون هناك. خلال رحلته، يتعرض للعديد من المواقف التي تجعله يتحدث لغة العالم ويصبح مؤهلاً لتحقيق كل رغباته.
تتمثل أهمية الرواية في التفكير الفلسفي الذي يعبر عنه الكاتب من خلال شخصية البطل، إذ يتحدث الكتاب عن أسطورة الشخصية ويؤكد أن الشخص الذي يريد شيئاً بإخلاص سيحصل عليه بكل تأكيد، كما يتناول الكتاب فكرة الاستقرار مقابل الترحال والصراع الدائر داخل كل إنسان بين البقاء في العالم الضيق أو السعي للحياة بمفهومها الواسع.
حقق الكتاب نجاحًا كبيرًا، حيث تم ترجمته إلى أكثر من ثمانية لغات مختلفة، وتم بيع ملايين النسخ منه حول العالم، ويعتبره العديد من أفضل الكتب في تاريخ الأدب العالمي، ويراه آخرون سببًا في تغيير حياتهم بشكل دائم.
رواية الشيطان والأنسة بريم
يتحدث هذا الكتاب عن واحدة من أقدم قصص البشرية، وهي قصة الصراع بين الإنسان والشيطان، والخير والشر، ويسعى لاكتشاف حقيقة الإنسان ومدى ميله للخير أو الشر. يروي الكتاب قصة الآنسة بريم التي تعمل في مقهى الفندق الوحيد في قرية صغيرة في البرازيل.
قد هجر جميع الشباب هذه القرية وبقي فيها فقط كبار السن وبعض السياح الذين يأتون لعدة أيام كل عام ثم يغادرون القرية ويتركون سكانها في حالة من السأم والملل المستمرين، إلى أن نزل يوما الشيطان إلى القرية وقرر أن يختبر سكانها في الاختبار الأخير.
تُعَدُّ هذه الرواية الفلسفية واحدة من أهم أعمال الكاتب التي تناقش مسألة الطبيعة الإنسانية، وتستعرض تأثير الطمع والحزن على الإنسان، وتساؤلنا عما إذا كنا حقًّا على المستوى الذي نظن أنفسنا عليه، كل هذه الأسئلة تثار من خلال باولو كويلو وينتظر منا أن نجيب عليها.
رواية على نهر بيدراجلست وبكيت
تعد هذه الرواية الأولى في ثلاثية كتبها باولو كويلو عام 1994، والأجزاء الأخرى هي فيرونيكا تقرر أن تموت، والشيطان والأنسة بريم والتي ذكرناها سابقًا.
تدور القصة حول فتاة تُدعى بيلار، والتي اعتادت عدم طرح الكثير من الأسئلة على نفسها، إذ افترضت أنها سعيدة ولا تحتاج إلى الحب أو الأمل، ولكن حدثت مصادفة غيرت مسار حياتها تمامًا، وقابلت بيلار صديقًا من أصدقائها القدامى في الطفولة، والذي كشف لها عن قدرته على الشفاء.
تواجه البطلة الكثير من التساؤلات المختلفة، التي قد نسيناها من قبل ولكنها تقرر مواجهتها من جديد وهذه المرة ليست بمفردها، كما يتناول الكتاب فكرة التعارض والتناقض بين اختياراتنا وكيف يؤدي كل اختيار إلى طريق مختلف تمامًا لصاحبه.
رواية ألف
نُشرت الرواية لأول مرة عام 2011، وربما يبدأ غموض القصة من عنوانها الذي يشير إلى الحروف الأولى في اللغات السامية مثل اللغة العربية والعبرية، وكان الكاتب يعبر من خلال عنوان كتابه عن تقديره واعتزازه بالثقافات الشرقية واستفادته منها.
تعد هذه الرواية واحدة من الأعمال الرمزية، حيث يتحدث الكاتب فيها عن اكتشاف الذات والصوفية والقيم الروحية المختلفة، ولا يرتبط مضمون الرواية بحدود زمنية أو مكانية، فالبطل في الرواية يسعى لتحقيق الحكمة من خلال تعلم الحب والشجاعة والتسامح، فهل ينجح في تحقيق مسعاه أم لا؟
تتميز كتابات الكاتب الكبير باولو كويلو بالروحانية الخاصة التي لا يمكن تكرارها، فلا يمكن اعتبارها كتابات تقليدية أو تصنيفها في فئة محددة، وهي تمثل تجربة استثنائية بإمكانها تغيير حياتك للأبد، لذلك أنصح بشدة بإضافة كتابات هذا الكاتب المتميز إلى مكتبتك.