اذكر صفة قراءة النبي للقران .. كيف كان يقرأ النبي القرآن
تعد صفة قراءة النبي للقرآن الكريم واحدة من الأسئلة الهامة التي اهتم بها الباحثون. سنقدم لك في مقالنا اليوم في موسوعة إجابة عن هذا السؤال. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل مثال للأخلاق الحسنة وهو أعظم الخلفاء على الأرض. ويجب أن يكون قدوة للمسلمين في جميع جوانب الحياة، فوصف المولى عز وجل لأخلاقه بأنها عظيمة في قوله تعالى في سورة القلم (وإنك لعلى خلق عظيم).
اذكر صفة قراءة النبي للقران
النبي هو الأفضل لنا في جميع العبادات، حيث وصفته عائشة رضي الله عنها وأرضاها بأنه كتاب الله المتحرك على الأرض، وروى أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ”، ولذلك ينبغي على كل مسلم اتباع نهج الرسول ﷺ واستشفاف الصفات التي تحلى بها، والتي تم ذكرها لنا في السنة النبوية الشريفة.
أنزل الله تعالى آيات القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم، ونستند على هذه الحقيقة من قوله تعالى:{وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين} [سورة الشعراء: 192-195]. فما هي الطريقة التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن؟ وهذا ما سنوضحه لكم من خلال ما يأتي:
كيف كان يقرأ النبي القرآن
- كان النبي ﷺ يتلو القرآن بتلاوة متأنية ولا يتعجل في القراءة ولا يتبطأ فيها.
- كان يعطي الحروف حقها من خلال قراءتها بالأصوات الصحيحة لها.
- تلاوة القرآن بحرفٍ بحرفٍ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتبع أثناء قراءته أسلوب التقطيع، حيث أنه كان يتوقف عند كل آية ويقول، مثلاً: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ويتوقف، ثم يقول: (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ويتوقف، ثم يقول: (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ويتوقف، ثم يقول: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ويتوقف، ثم يقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) وهكذا إلى آخر ما كان يقرأه الصلاة والسلام.
- عند بدء التلاوة، يفتتح القارئ قراءته بالاستعاذة من الشيطان الرجيم والبسملة، حيث يقول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم”، ومن ثم يبدأ في القراءة.
- كان يحسن أيضًا صوته عند قراءة آيات القرآن الكريم.
حال النبي مع القرآن
عند النظر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، نجد أنه كان يحافظ على اتصال دائم مع القرآن الكريم. كان يتأمل ويتدبر آيات القرآن بشكل مستمر لأنه كان يدرك قيمتها وأهميتها. اتبع النبي صلوات الله عليه وسلامه منهج حياته واتخذ القرآن الكريم كدليل له. كان يحرص كثيرا على تطبيق أخلاق القرآن الكريم في حياته، وتم اختياره ليكون رسولا بموجب وحي الله. وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} (سورة آل عمران: 164).
وصفت أنسم سلمة رضي الله عنها وأرضاها قراءة النبي للقرآن الكريم بأنها قراءة مُفسرة حرفًا بحرف، وهذا ما رواه أبو داوود، ووصفت سيدتنا عائشة رضي الله عنها ترتيل النبي للقرآن، قائلة: “لو أراد المستمع أن يعد حروف القرآن لعدها لا كسردكم هذا.
عن عبداللَّه بن عَمْرو بن العاص رضي اللَّه عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم عليه السلام: “رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني” [سورة إبراهيم: 36]، وقول عيسى عليه السلام: “إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم” [سورة المائدة: 118]، ثم رفع يديه وقال: “اللهم أمتي أمتي” وبكى. فقال الله تعالى: “يا جبريل، اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فسله: ما يبكيه؟” فأتى جبريل فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله تعالى: “يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك” رواه مسلم” .).
ورد النبي من القرآن
من بين مظاهر اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم هو أنه كان يهتم بقراءته يوميا، وقد أمره الله تعالى بذلك في سورة النمل عندما قال:{إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء ۖ وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن ۖ فمن اهتدىٰ فإنما يهتدي لنفسه ۖ ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين} [91-92].
يوجد في السنة النبوية الشريفة دليل يثبت اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة ورد يومي من القرآن، حيث إنه عندما جاء وفد ثقيف إلى المدينة، أنزلهم النبي صلى الله عليه وسلم في قبة بين المسجد وأهله، وكان يأتيهم يوميًا بعد صلاة العشاء ليتحدث معهم في أمور الدين. وفي إحدى الليالي، تأخر النبي عليهم حتى جاء إليهم، فسألوه عن سبب تأخره، فأجابهم بأنه لم يستطع الخروج إلا بعد الانتهاء من قراءة الورد الخاص به.
بهذا انتهينا وإياكم، أيها المتابعون الكرام، من حديثنا عن صفة قراءة النبي للقرآن، واستندنا في مقالنا إلى ما جاء في آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية. نشكركم على متابعتكم الجيدة لنا وندعوكم لزيارة موقعنا الموسوعة العربية الشاملة.