أول من بنى السجون في الإسلام

تعرف على أول من بنى السجون في الإسلام. قال الله تعالى: `قالت [فذٰلكن] الذي لمتنني فيه، ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين`. السجون هي المكان الذي يحظر فيه خروج المذنبين، وهي وسيلة لعقابهم وتهذيب سلوكياتهم، حتى يخرجوا منها كمواطنين صالحين قادرين على الاستمتاع بالحرية دون خرق القانون. ولكن هذا يثير بعض الأسئلة في أذهاننا، مثل هل كانت السجون موجودة في عهد النبي؟ ومن هو أول من بنى سجونا في الإسلام ومتى حدث ذلك؟ وغيرها من الأسئلة التي سنجيب عليها في هذا المقال على موسوعتنا، فتابعونا.

تاريخ نشأة السجون وتطورها 

• تُستخدم السجون كأماكن لمعاقبة المجرمين، وهي من الأشياء التي يعرفها الناس منذ القدم، وذُكرت في القرآن الكريم عدة مرات، ولكنها تعرضت للعديد من التغييرات سواء في الشكل أو طريقة البناء أو الإدارة، وذلك بسبب التطورات التي تشهدها العصور والتي تنعكس على كل شيء من حولنا.

السجون في عهد الرسول

• في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك سجون في البلاد، حيث كان الرسول يقوم بحل المنازعات ويحكم بين المتخاصمين بالحق، وبعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام وتأسيس دولة الإسلام وبعد أن آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، ازداد عدد المسلمين بشكل كبير وبالتالي زادت الجرائم، فأصبح المسلمون بحاجة إلى طريقة لمعاقبة المذنب على جريمته.
• كان من الطرق التي انتشرت في عهد الرسول، حبس المجرمين في المسجد أو الخيمة، وكانوا يحرسهم بعض المسلمين، وقام النبي بحبس سهيل بن عمرو، وكان يحبس بعض اليهود، كما كان صلى الله عليه وسلم يحدد مدة الحبس لكل مجرم.
• بعد وفاة رسول الله وتولي أبو بكر خلافة الدولة الإسلامية، لم يتطور مفهوم السجون في عهد أبو بكر عن ما كان عليه في عهد الرسول، وبقي الأمر كما هو، على الرغم من وجود المرتدين.

أول من بنى السجون في الإسلام

• يعتقد العديد من العلماء والباحثين في التاريخ الإسلامي أن أول سجن تم بناؤه في الإسلام كان بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وكان يقع في الكوفة، وتم بناؤه لمواجهة زيادة أعداد المسلمين وارتفاع معدل الجرائم والفتن، وخاصة بعد مقتل عثمان بن عفان. وقد كان الهدف من بناء السجن هو تعديل سلوك المسلمين والحد من انتشار الجرائم في البلاد. وكان من أوامر علي بن أبي طالب أن يتم بناء السجن بطريقة إنسانية، وأن يتم بناؤه من الحجر والطين لتصعُد من صعوبة الهروب منه للمجرمين، وعلى الرغم من كون علي بن أبي طالب هو أول من بنى السجون في الإسلام، إلا أن السجن في عهده لم يكن مُدارًا بصورة ملائمة.

أول من خصص منزل لمعاقبة المجرمين في الإسلام

• بعد وفاة أبي بكر الصديق وتولي عمر بن الخطاب خلافة الدولة الإسلامية، ازدادت التوسعات وزاد عدد المسلمين بشكل كبير، فأصبح من الضروري وجود مكان مخصص لمعاقبة المجرمين، فقام عمر بن الخطاب بشراء منزل من منازل الصحابة وجعله مخصصًا لمعاقبة المجرمين، كما تم نقل أن عمر بن الخطاب حبس بعض المجرمين في آبار المياه.
• يُعتبر عمر بن الخطاب مبتكر فكرة تخصيص مكان محدد للسجن ومعاقبة المجرمين، في حين بنى علي بن أبي طالب أول سجن فعليًا في الإسلام.
• في عهد عثمان بن عفان ونظرًا لاستمرار الفتوحات الإسلامية وزيادة عدد المسلمين، قام عثمان رضي الله عنه بشراء العديد من المنازل وتخصيصها لمعاقبة المذنبين، كما قام بتوفير الحراسة لهذه المنازل لمنع السجناء المعاقبين من الهروب.

تطور السجون في عهد الأمويين

• نجح الأمويون في تحويل قلاعهم وحصونهم إلى سجون، وكانت تتميز هذه السجون بشكلها الجميل والمميز، وكان من المستحيل الهروب منها لأي مجرم.