الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
قصص عن العطاء في الإسلام
قصص عن العطاء في الإسلام
يعد العطاء من أفضل الصفات الحسنة في الإسلام، حيث حث عليه الإسلام وتميز به الرسول – صلى الله عليه وسلم – واتبعه الصحابة وجميع من تبعهم، واشتمل الإسلام على العديد من القصص التي تحتوي على الأخلاق الكريمة، من بينها العطاء.
قصة عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
- حضر رجل من الأعراب مرة واحدة يرغب في رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وبعد لقائه بالرسول وفرصة جلوسه معه، طلب من النبي أن يعطيه بعض ممتلكاته الدنيوية بدلاً من اغتنام تلك الفرصة العظيمة.
- لم يرفض الرسول صلى الله عليه وسلم طلب الرجل الذي طلب منه الحصول على الأغنام، ولم يقل له أنه لا ينبغي له الاهتمام بمتاع الدنيا، وقد وافق على طلبه وأعطاه العديد من الأغنام، وكانت هذه الأغنام بكميات كبيرة جدًا، بحيث قيل عنها أنها أغنام تملأ واديًا بين جبلين.
- وذلك ترحيباً من الرسول صلى الله عليه وسلم بالرجل الأعرابي وتشجيعاً له على الدخول في الإسلام، ولتعليمه أن هذا الدين هو دين العطاء.
- عاد الأعرابي إلى قومه ومعه الأغنام، وقال لهم: `يا قوم، اسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى فيه الفقر`.
- كان عطاء رسول الله سببًا في تثبيت الرجل على الدين وإصراره على أن هذا هو الدين الحق، كما عاد إلى قومه ليدعوهم للانضمام إلى هذا الدين الحق معه.
قصة عطاء الرسول للرداء
- في يومٍ ما، قامت امرأةٌ بنسج رداءٍ من الصوف لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عندما انتهت من صنع الهدية، قدمتها لرسول الله، الذي فرح كثيرًا لأنه كان في حاجة إليها.
- عندما خرج الرسول وهو يرتدي الرداء الصوفي، رأى أحد الصحابة الرداء وأعجب به بشدة، ثم طلب من الرسول أن يهديه إليه.
- يعتبر الرسول معروفًا بإعطاء الطلبات عند الطلب، ولم يتردد الرسول في إعطائها له.
- بعد أن ذهب الرسول إلى أمه الصحابة، قالوا لها: `ألا تعلمين أن الرسول بحاجة إليكِ، وإذا طلب منه شخص أي شيء فإنه يعطيه إياه حتى وإن كانت هي التي بحاجة إليه`.
- فأجابه الصحابي قائلًا: `رجوت بركتها عندما لبسها النبي -صلى الله عليه وسلم-، عسى أن يكفّني بها`.
قصة عطاء عائشة رضي الله عنها
- يشتهر بأن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – كانت تأوي المساكين والفقراء، وتتصدق بما لديها دون أن تسأل.
- في إحدى المرات، جاءت امرأة تطلب شيئًا لتأكله، وطرقت باب عائشة -رضي الله عنها- وكان في بيتها رغيف واحد فقط.
- على الرغم من أنها صائمة وليس لديها أي شيء لتأكله، إلا أنها طلبت من خادمتها أن تعطي تلك الفقيرة ذلك الرغيف.
- تعجبت الخادمة من تصرف عائشة، وطلبت منها أن تبقى جزءًا من الرغيف لتفطر به، لكن عائشة أصرت على أن تعطيها الرغيف كاملاً.
- في المساء، وبفضل كرم الله على أم المؤمنين، أهداها أحدهم شاه ووجدت عائشة -رضي الله عنها- طعامها، ونادت خادمتها وأطعمتها منه.
- ونصحتها بفوائد العطاء وأن الله كريم مع عباده، وأن هذا هو ما يعود على المانح بالخير.
قصة أخرى في عطاء أم المؤمنين
- عندما تعرض عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للطعن، أمر ابنه عبد الله بأن يذهب إلى أم المؤمنين ويقول لها: “يسلم عمر بن الخطاب عليك”، ويطلب منها أن يدفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عائشة -رضي الله عنها- كانت تتمنى هذا المكان، وعلى الرغم من ذلك استسلمت لنفسها وأهدت هذا المكان لغيرها.
- ذهب عبد الله إلى عمر بن الخطاب وقال له: `ما لديك؟` فأجاب عمر: `قد أذنبت لك يا أمير المؤمنين، فتفضل بدفن جثتي بجوار جثة النبي الأمين`.
- قال عمر بن الخطاب: “لم يكن شيء أهم بالنسبة لي من ذلك المضجع، فإذا مُتِّ فاحملوني وسلموا على روحي، ثم قولوا: يستأذن عمر بن الخطاب، فإذا أذنت لي فادفنوني، وإلا فأعيدوني إلى مقابر المسلمين.
قصة عطاء عبد الله بن جعفر
- في أحد الأيام، رأى عبد الله بن جعفر غلامًا صغيرًا يعمل في بستان من نخيل
- عندما جلس الغلام لتناول طعامه، شاهد كلبًا جائعًا يبحث عن الطعام، فأعطاه الغلام قرصًا فأكله الكلب، ثم أعطاه القرص الثاني وأكله أيضًا.
- رمى الغلام القرص الثالث وأكله الكلب، ولم يتبق للغلام شيء ليأكله، وعندما سأله عبد الله بن جعفر عن طعامه، أجاب الغلام بأن الكلب أكل القرص بأكمله.
- تعجب عبد الله بن جعفر من كرم الغلام وقال له: لماذا لم يبق لك شيء؟ فأجاب الغلام: لأن هذه الأرض ليست للكلاب. ويدل ذلك على أن الكلب جاء من مسافة بعيدة يبحث عن الطعام، وأنه كان يبدو عليه الجوع، لذلك أردت إشباعه.
- اشترى عبد الله بن جعفر البستان والغلام، وأعتق الغلام وأعطاه جزءًا من البستان.
ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
- جاء ضيف لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأراد الرسول تكريمه، ولم يجد شيئًا يكرم به ضيفه، فاستشار زوجاته وسألهن عن شيء يكرم به ضيفه.
- قالت كل واحدة منهن أنها لا تملك سوى الماء.
- فبعث الرسول الكريم برسالة إلى أصحابه ليكرموا ضيفه، وسألهم من يستقبل هذا الضيف أو يضيفه؟.
- رد رجل من الأنصار عليه وقال: `أنا أكرمه`، وأخذ الضيف إلى بيته، وقال لزوجته `اكرمي ضيف رسول الله`.
- قالت المرأة للرجل: ليس لدينا شيء إلا طعام أطفالنا، فأجابها الرجل: أعدِّي الطعام وأضيئي النار، ونامي أطفالك إذا رغبوا في تناول العشاء.
- تجهزت زوجته الطعام وقدمته إلى الضيف بكرم واحترام.
- في الصباح، ذهب الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال إن الله سعدني الليلة وأنه ضحك.
- وفي سورة الحشر، نزل الله الآية التي تقول: يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” (الحشر: 9).
عطاء الأنصار للمهاجرين
- بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، ترك أهل مكة كل ما لديهم من متاع وأموال، وهاجروا إلى المدينة لدعم دينهم.
- يأتون المهاجرون إلى ما عند الله -عز وجل- من جنات وثواب، خائفين من العذاب والعقاب، ومتركين متاع الدنيا الذي لا يرغبون فيه.
- فاستقبل أهل المدينة “الأنصار” المهاجرين من مكة، ورحبوا بهم بأفضل استقبال، وقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتأسيس المودة والأخوة بين الأنصار والمهاجرين.
- تظهر هنا كرم وسخاء الأنصار حيث لم يبخلوا على إخوانهم، وشاركوهم البيت والعمل والزوجات.
- يتضح ذلك من حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: “عندما وصل المهاجرون إلى المدينة، نزلوا على الأنصار في دورهم، فقالوا: يا رسول الله، لم نر مثلهم في العطاء والكرم، فقد شركوا معنا في الإقامة وأعطونا من مؤنتهم، ولقد خفنا أن يكونوا قد أخذوا أجرنا كله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، بل تدعون لهم وتثنون عليهم عند الله.
عمر بن الخطاب يختبر عطاء الصاحبة
- في يوم ما، وضع عمر بن الخطاب أربعمائة دينار في صرة وأعطاها لغلامه.
- قال للغلام: اذهب بتلك الصندوق وأعطها لأبي عبيدة بن الجراح، وانتظر في المنزل لبعض الوقت لتعرف ما سيفعل بها.
- ذهب الفتى إلى منزل أبي عبيدة ابن الجراح، وأعطاه الحقيبة وقال له يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض احتياجاتك، فقال له الله يوفقه ويرحمه، وتردد الفتى في المنزل ووجد أبا عبيد بن الجراح يقسم تلك الحقيبة، ويقول لخادمته اذهبي بهذه السبعة إلى منزل فلان، وهذه الخمسة إلى منزل شخص آخر حتى تنفذ الحقيبة.
- عاد الغلام إلى أمير المؤمنين وأخبره بما حدث، وأعاد عمر صنع صندوق مماثل وطلب من الغلام أن يأخذه ويذهب به إلى بيت معاذ بن جبل وينزل فيه.
- قام الغلام بنفس السلوك الذي قام به مع أبي عبيدة، وقدم الجارية إلى معاذ بن جبل وقسم محتويات الصرة بين بيت فلان وبيت فلان حتى انتهت الصرة.
- قالت امرأة لمعاذ ونحن مساكين، اترك لنا أيضًا، فكان هناك ديناران متبقيان في النهاية وأعطاها لها.
- عاد الغلام إلى عمر بن الخطاب، وحكى له ما حدث، ففرح أمير المؤمنين بهم وقال: إنهم أخوة بعضهم لبعض.