دعاء تفريج الكرب وتيسيير الأمور
إن السعادة والفرح هما الهدف الأساسي لكل إنسان يعيش على هذه الأرض، وتعني الطمأنينة للقلب وراحته الحياة في حد ذاتها. ومع الحياة ومشاغلها وانشغال الإنسان بالعديد من الأمور المادية، يتلاشى السعادة ويشعر الإنسان بالكرب والضيق، ويبحث عن من يساعده للتخلص من هذا الشعور الذي يجثم على قلبه ويجعله دائمًا في حالة قلق واحساس بالخوف. وعلى الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن العوامل المادية هي السبب الرئيسي في هذا الشعور، إلا أن العوامل الإيمانية والابتعاد عن الله هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشعور.
إذا تخلى الإنسان عن الله واعتمد على الأمور المادية التي لا تفيد ولا تساعد في تخفيف الأحزان والهموم عن القلب، فسيعيش حياة مليئة بالضيق والتعب، وقد قال الله عز وجل: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}
توضح هذه الآية أن سبب الهموم والقلق لا يأتي إلا بسبب البعد عن طاعة الله، ولذلك يجب علينا العودة إلى الله والصلاة والدعاء إليه، فإن ذلك سيخلصنا من الهموم، ويجب أن ندعو الله لأنه قادر على كل شيء: إذا أراد شيئًا فقط يقول كن فيكون.
يعتقد العديد من العلماء أن الدعاء إلى الله من القلب وبطريقة تلقائية أفضل في عين الله، ولكن الكثير من الناس يفضلون الدعاء بالأدعية التي دعا بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، تكريماً له واتباعاً لسنته.
شروط الدعاء
- من أهم شروط الدعاء هو الإخلاص لله والإخلاص في الدعاء، ويجب على الإنسان أن يكون صادقًا في نيته ويخلص في دعائه، دون أي شوائب من الرياء.
- إن اليقين بإجابة الدعاء هو أيضًا من الشروط الضرورية، لذلك يجب على الإنسان أن يكون على يقين بقدرة الله تعالى على الاستجابة للدعاء.
- أن يكون رزق الإنسان من الحلال، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ،
وقال تعالى :يقول الرجل الذي يسافر وهو مشعث أغبر ويمد يده إلى السماء: يا رب، يا رب، {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}
وطعامه حرام وشرابه حرام ولباسه حرام ويتغذى على المحرمات، فكيف يُستجاب دعاؤه؟.
أدعية تفريج الكرب
ذكر في الأحاديث النبوية الشريفة العديد من الأقوال التي تخفف الهم والحزن وتجلب السرور والراحة والأمان للإنسان المسلم.
دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس قائلا: أيها الله، إليك أشكو ضعف قوّتي وقلة حيلتي وضعفي أمام الناس، أنت ربّ العالمين ورب المستضعفين وأرحم الراحمين، فإلى من يلجأ الضعفاء والمظلومون إلا إليك؟ أهاجر إلى عدوٍّ يتجهّمني أو يلجأ إليه أمري، إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي.
ومع ذلك، صحتي هي الأوسع بالنسبة لك، أستعيذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وباصطفائك لهذا الأمر في الدنيا والآخرة، من أن ينزل علي غضبك، أو يحل علي السخط، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم.
أيها الله، أرجو رحمتك، فلا تسلمني إلى نفسي حتى لو لم يمض وقت قصير، وأصلح كافة شؤوني، لا إله إلا أنت، يا الله، إني أسألك، يا الذي لا يراه العين، ولا يشوبه الظن، ولا يصفه الواصفون، ولا يتأثر بالأحداث والزمان، الذي يعلم وزن الجبال ومقدار البحار وعدد قطرات المطر وأوراق الأشجار وما يحدث في الليل والنهار، وليس بمخفي عنه سماء ولا أرض ولا جبل إلا ويعرف ما في أعماقه وعظمته ولا بحر إلا ويعرف ما في أعماقه وسواحله.
يا الله، أدعوك أن يكون خير عملي آخر عملي، وأن يكون يومي المفضل هو اليوم الذي ألقاك فيه، فأنت قادر على كل شيء.
يا الله، انتقم لي من من آذاني، وانتقم لي من من كاد لي بالشر، وأهلك من يريد لي الموت والهلاكة، وخذ بيد من يريد لي الشر، وأطفئ لي نار من أشعلها لي، وألهمني السكينة والطمأنينة في قلبي وأسرع لمساعدتي، واحفظني بحمايتك الواقية، واسترني بسترك الكافي، يا من كفاني كل شيء، احفظني مما يؤرقني في الدنيا والآخرة، واجعل قولي وفعلي صادقين، وارحمني يا رفيق العطوفة، وفرج عني جميع الضيق ولا تحملني ما لا أستطيع تحمله.
يا الله، أنت إلهي الحق الحقيقي، يا منبع البراهين، يا من عظمته تتجلى في الأركان، يا من رحمته تشمل كل مكان وزمان وفي هذا المكان، احفظني بعينك التي لا تنام، واسترني بكنفك الذي لا يرام، فقد ثبت في قلبي أن لا إله إلا أنت، وأنا لا أستطيع النجاة إلا بمعونتك، فارحمني بقدرتك، يا الله العظيم الحقيقي، يا الأكرم من كل الأكرمين، يا الأجود من كل الأجودين، ويا الذي يحاسب بأسرع الحساب، يا رب العالمين، ارحمني وارحم جميع المسلمين، فأنت على كل شيء قدير.
اللهم اسمح لنا كما أعطيتهم الإذن، برحمتك أعجل لنا وقت النجاة من عندك، بكرمك وسخائك، وبارتفاعك في علو سمائك، أيها الأكثر رحمة. يا إلهي، الذي لا يشغله شيء عن آخر، الذي يعلم كل شيء عن كل شيء، وأنت العالم بأسرار الأمور، ومحاسب لأفكار القلوب، وأنت القائم في المكان الأعلى، وعلمك يحيط بالمكان الأدنى، ارتفاعك عظيم جدا، يا من يغيثني في الأوقات الصعبة، ويفك قيودي، ويزيل مشاكلي، يا أكثر الراحمين الرحمة. يا أكرم الكرماء.
اللهم ارحمني وارحم جميع المذنبين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، إنك على كل شيء قدير.
ندعو الله أن يستجيب لدعائنا كما استجاب لدعاء الآخرين برحمته، ونسأله أن يسرع لنا في إرسال الفرج من عنده بكرمه وجوده في سمواته، يا أرحم الراحمين. إنه على كل شيء قدير، نبتديء باسم الله الذي له الشأن العظيم والبرهان الوافر والسلطان القوي، فكل يوم له شأن وقدرة الله في كل شيء، وهذه العبارة هي عبارة عن تذكير بوجود الله العظيم الذي ليس له مثيل في القوة والقدرة. ونرفع صلواتنا وتحياتنا لنبينا محمد الخاتم للأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه جميعًا.
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا