قصة سيدنا ابراهيم
يعتبر سيدنا إبراهيم – نبي الله – واحدًا من أولي العزم الخمسة، وكان الله قد كرمه بالنبوة في أمته، وجاءت من نسله الأنبياء والرسل. وكان إبراهيم – خليل الله – يحمل كراهية للأصنام منذ صغره، ودعا إلى توحيد الله عز وجل، ولكن كما يحدث على قدر المحبة يأتي الابتلاء، وكان نبي الله إبراهيم أفضل المؤمنين الذين يحتذى بهم.
نشأه إبا إبراهيم عليه السلام
تميز منشأ سيدنا إبراهيم بالغرابة حيث نشأ بين قوم كافرين، وكان بينهم من يعبد الأصنام والحجارة ومنهم من يقدم القرابين للشمس والنجوم ومنهم من يعطي الربوبية للحكام، وأبوه كان يصنع الأصنام وينحتها ليكسب بها مكانة خاصة بين قومه، ولكن إبراهيم كان مختلفًا، فكان يفكر ويستغرب، كيف يمكن للناس أن يعبدوا حفنة من الحجارة والتماثيل التي يصنعها أبوهم؟ وكيف يُمكن أن يكون الإله مصنوعًا ولا يملك عقلاً ولا يتكلم؟ وكيف يُمكن أن نخلق نحن الإلهة التي نعبدها؟ والأهم من ذلك، أين الإله الحقيقي؟ كانت هذه الأسئلة تشغل إبراهيم طوال خلوته.
سيدنا إبراهيم يبحث عن الله
يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون” – يا أيها المؤمنون، لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تتكلموا بصوت عال إليه كما تتحدثون مع بعضكم البعض، لأن ذلك سيفسد أعمالكم وقد لا تشعرون بذلك.
مواجهة إبراهيم مع أبيه
تتحدث هذه القصة عن سيدنا إبراهيم ومواجهته لوالده، حيث قرر أن يخاطر بالتحدث معه عن عبادته للأصنام وما لها من فائدة وأنه يجب عليهما أن يعبدا الله الحق الذي يسمعهما ويراهما. وأبى والده هذه الفكرة وانفعل عليه بشدة، فكيف يمكن لفتى صغير مثل إبراهيم أن يتحدى والده ودينه وتعاليمه؟ حاول إبراهيم تهدئته وإيقاع الوعي فيه بأن الشيطان هو الذي يضله ويضل قومه، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، حتى وعده والده بالرجم والموت إذا لم يتوقف عن دعوة الله، ثم طرده من المنزل. شعر إبراهيم بالحزن لعدم إجابة والده، ولكنه قال له بكل سلام: “سأستغفر لك ربي، إنه كان حفيًّا بي.
قصة إبراهيم والنمرود
أصر إبراهيم على دعوة قومه لعبادة الله سبحانه وتعالى وترك الأصنام. تحدث إبراهيم مع ملك يدعى النمرود وأخبره أن التماثيل التي يعبدونها لا تضر ولا تنفع، ولكن النمرود برر فعله بأنه كبر على دين أبائه. فرد إبراهيم عليه بأن تلك العادات خاطئة. غضب النمرود وقومه من إبراهيم، لأنه يسخر منهم ومن آلهتهم. قال إبراهيم لهم: “بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهم، وأنا على ذلكم من الشاهدين.” واستمر إبراهيم في دعوتهم والحديث مع النمرود بأن الله هو من يحيي ويميت، في حين زعم النمرود أنه يستطيع أن يحيي ويميت. أمر النمرود بإحضار رجلين، وقتل واحد وغفر للآخر، لكن النمرود لم يدرك أن ذلك كله كان بمشيئة الله عز وجل. تحدى إبراهيم النمرود بأن يأتي من الشمس من المغرب، لكنه لم يستطع فعل ذلك، فأدرك النمرود أنه ليس الله ولا يستطيع فعل ما يفعله الله. ثم أرسل الله عليهم الذباب والبعوض ليهلكهم، وجعل النمرود يتعذب بسبب ذبابة دخلت في أنفه، لأنه أدعى الألوهية، والله واحد لا شريك له.
قصة سيدنا ابراهيم والاصنام
ظل إبراهيم يخطط ويخطط حتى عزم على إثبات ما يقول فاختار يوما للاحتفال به قومه وانتظر حتى تجمعوا للاحتفال، ثم اتجه إلى المعابد التي فيها الأصنام وبدأ ينظر إليهم بنظرة ساخرة، وبدأ بتكسير الأصنام إلى قطع صغيرة بسيفه، تاركا الأصنام الكبيرة دون خدوش، ووضع الفأس على واحدة منها. عندما عاد قوم إبراهيم ورأوا ذلك، صعقوا وتساءلوا من فعل ذلك دون أن يهتموا بأن الأصنام لم تدافع عن نفسها، أو حتى الكبير منها. علم الناس أن إبراهيم هو من فعل ذلك، لأنهم كرهوهم بشدة، فطلبوا استدعائه على الفور. عندما سأله قومه إن كان هو من فعل ذلك، قال إبراهيم: لا، ولكن كبيركم هو من فعلها. فطلبوا منه التحدث، ولكن الأصنام لا تستطيع التحدث، لذلك بطلت حجتهم، وأثنى إبراهيم على نفسه لأنهم اعترفوا بذلك. ومع ذلك، سرعان ما عادوا إلى ضلالهم وأمروا بحرق إبراهيم، قائلين: “حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين
تم القبض على إبراهيم، وتجمع الناس من جميع المناطق لمشاهدة الذي يتجاوز حدود الله. أشعلوا نارًا شديدة لم يستطيعوا إطفاؤها، ولكنهم استخدموا منجمًا كبيرًا بعد حفر حفرة واسعة جدًا وألقوا فيها الخشب. في تلك اللحظة، جاء جبريل عليه السلام يسأل إبراهيم إن كان يحتاج إلى أي شيء، ولكن الناس سخروا منه لأنه كان يحذرهم من النار والآن هو في داخلها، ولكن رحمة الله حفظت إبراهيم، حيث أمر الله النار أن تكون بردًا وسلامًا عليه، وذكر الله في كتابه العزيز “يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيم”، فظل إبراهيم في النار وهو محمي من الله، وكان الكافرون ينتظرون حرقه ولكنه لم يحرق، وانطفأت النار. وتحير الناس، وظن بعضهم أنه شيطان وهربوا، لكن الله أهلكهم. وظل إبراهيم يدعو إلى دين الله، ولكن قومه لم يؤمنوا به إلا رجل وامرأة، وتعرض إبراهيم لابتلاءات واختبارات متتالية، ولكنه استمر في الدعوة إلى التوحيد والله بكل ثبات وعزم، وهذه هي همم الأنبياء دائمًا