الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

تفسير الاية 53 من سورة النور

نزل الله سورة النور على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ولذلك فهي سورة مدنية. وأُنزِلت السورة بواسطة جبريل عليه السلام، وتحتوي على 64 آية. تقع سورة النور في الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم، وهي السورة رقم 24 في المصحف الشريف. سُميت السورة باسم “النور” بعد أن أُنزِلَتْ السورة الخامسة والثلاثون في القرآن الكريم، لقوله تعالى: “الله نور السماوات والأرض” (النور: 35). ومن أسباب تسمية السورة باسم “النور” هي كثرة اشتمالها على الآداب والأحكام والفضائل التي توضحها الله، وتعد من نور الله على عباده.

• تتناول سورة النور موضوع الفضائل التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، والطرق التي يمكن اتباعها لتربية النفس وتهذيبها. تبدأ السورة بتأكيد أن الله هو الأعلم بخلقه، ويعلم ما ينفع ويضر عباده. وأمر الله عباده باتباع الحق وما يأمر به، لتحقيق مصالحهم في الدنيا والسعادة في الآخرة.

• تحدث سورة النور عن جريمة الزنا والقذف، وأشارت إلى جزاء الفاعلين وعقاب الله لهم في الآخرة، وأوصت المسلمين بالعفة والحسن الخلق وحسن الظن بينهم، كما بينت براءة المحصنات في حادثة الإفك، وحذرت من الرذيلة ودعت إلى انتشار الفضيلة.

• وتضمنت سورة النور ذكر هذه الجريمة الشنيعة وكيفية الوقاية منها، وذلك عن طريق تجنب الإغواء للنفس، وذلك باتباع الآداب الواجبة عند دخول المنزل، مثل اتباع أداب الاستئذان قبل الدخول وغض البصر، كما نهت السورة عن التبرج أمام غير المحارم. وأمر الله تعالى في سورة النور بضرورة زواج المسلمين والمسلمات، دون النظر إلى الفقر والغنى، وذلك لحفظ النفس من المحرمات، وأن الله هو من يغني ويرزق.

• ذكر الله تعالى في سورة النور أن الشيطان يحاول إغواء الإنسان ويجب على المسلم عدم اتباعه، لأنه يوسوس للإنسان ليفعل الذنوب، حتى يتبرأ منه يوم القيامة بعد أن يتسبب في دخوله لنار جهنم. وأشارت السورة الكريمة بعد ذلك إلى ضرورة اتباع آداب دخول المنزل واستئذان الأطفال البالغين عند دخولهم المنزل، وبعض الأحكام الخاصة بالنساء عند الكبر. وتضمنت الآية في ختامها حديثًا عن المساجد وجزاءً لمن تعلق قلبه بالمساجد عند الله سبحانه وتعالى. كما وعد الله المسلمين بانتصارهم على الكفار، واختتمت السورة بإعلان ملك الله سبحانه وتعالى لكل شيء.

تفسير الاية رقم 53 من سورة النور

• قال الله تعالى في كتابه العزيز من سورة النور (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (53) وفي هذه الاية قد اشار الله سبحانه وتعالى الي المنافقين الذين عندما كان رسول الله يطلب منهم ان يخرجوا في الغزوات كانوا يقسمون له.

• هذا وقد امرهم الله ان لا يحلفوا لأن الله يعرف مقدار طاعتهم له وللرسول صلى الله عليه وسلم ومدي كذبهم في كل مرة يتنصلون عن الخروج للغزوات. وأمر الله تعالى انه في حالة ايمانهم فليتبعوا ما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يفعل المؤمنين الصادقين وكما جاء في قوله تعالى في سورة التوبة قال تعالى : ( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) [ سورة التوبة : 96 ] .

• كما قال تعالى في سورة المنافقون في وصفهم : يقول الله تعالى في سورة المنافقون: “اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون.” وكذلك في سورة الحشر يذكر الله تعالى نفاق الكفار الذين يقولون لإخوانهم المسلمين: “إذا خرجتم معنا سنخرج معكم، وإن قتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون، إذا خرجوا معكم لا يخرجون معكم، وإذا قاتلتم لن ننصرنكم، ولئن نصرناكم لنولين الأدبار ثم لا ينصرون.

• في نهاية آية سورة النور، يشير الله تعالى إلى أنه خبير بأفعال الناس، وأنه يعلم كل شيء على الأرض، ويعلم ما في قلوبهم، وأنهم كذابون في ادعائهم بالإيمان وظهوره، ويشير الله سبحانه وتعالى إلى أنه يعلم ما في ضمائرهم، وأن كذبهم وتقسيمهم بالباطل وظهورهم بالطاعة هي أمور يعلمها الله سبحانه وتعالى أنها كذب وادعاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى