ما حكم السحر
يتضمن مقالنا على موقع موسوعة شرحًا شاملاً ومفصلاً لحكم السحر، إذ يعد السحر حقيقة موجودة على الأرض وذكره الله تعالى في القرآن الكريم. وتتمثل تأثيرات السحر فيما يحدث للشخص المسحور، والتي تكون بإذن الله تعالى وقدرته، حيث لا يحدث شيء للإنسان إلا بإذن الله تعالى.
• وقد جاء في القران الكريم ما يثبت حقيقة السحر في قوله تعالى من سورة البقرة وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (102) سورة البقرة
حكم الاسلام في الاشتغال بالسحر
• يعتبر الاشتغال بالسحر من المحرمات في الإسلام، بل يعد من الكبائر المهلكات أو الموبقات، ومن يقوم بالاشتغال بالسحر فإنه قد ارتكب ذنبا عظيما يؤدي إلى اهلكه، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجتنبوا السبع الموبقات”. قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”
حكم الاسلام في تعلم السحر والقيام بتعليمه
• اما ان قيام الانسان بتعلم السحر او القيام بتعليمه فان الاسلام قد حكم بأن ذلك حرام. فقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن السحر والاشتغال به من الكبائر والموبقات لذلك فأن القيام بتعلم السحر لاحد المسلمين او القيام بتعليمه يعتبر من المحرمات او المهلكات وقد يصل الي حد الكفر.
• يؤكد علماء الإسلام أن تعلم السحر أو تعليمه يمكن أن يؤدي إلى الكفر عند استخدام آيات القرآن الكريم كما جاء في قول الله تعالى: “وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ” ومعناها أن الشياطين كفروا بتعليمهم الناس السحر. ولا يكفر بتعليم شيء ما لم يكن هذا الشيء كفرًا، كما جاء في قول الله تعالى في الآية على لسان الملائكة: “إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ.
حكم السحرة والكهان والمشعوذين
• أشار علماء الإسلام إلى أن الساحر الذي يمارس السحر بنفسه يُعتبر كافرًا، ويجب تطبيق حد القتل عليه من قبل ولي الأمر إذا لم يتوب قبل ذلك. ويعتبر الساحر من المرتدين، ويجب عليه التوبة ليتجنب تطبيق حد القتل عليه، وهذا الحد يتم تنفيذه من قبل ولي الأمر. وتخضع الكاهنة لنفس الحكم الذي يتم تطبيقه على الساحر الذي يمارس السحر.
حكم ذهاب المسلم الى السحرة والكهان والمشعوذين
• أشار علماء الإسلام إلى أن الذهاب إلى السحرة أو الكهان أو المشعوذين يعد عملاً من أعمال الجاهلية. وأشاروا إلى أن ذهاب المسلم إلى السحرة أو المشعوذين حرام شرعاً، وتصديقهم يعتبر من أعمال الكفر، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو داود والترمذي وأحمد والحاكم ووصححه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `من أتى عرَّافًا أو كاهِنًا فصدَّقه فيما يقول، فقد كفر بما أُنْزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم`
• ورد في الحديث الشريف حكم من يذهب إلى السحرة أو الكهان أو المشعوذين ويؤمن بما يروون، وذلك بسند جيد عن عمران بن حصين رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
• “يجب على المسلم الابتعاد عن الذهاب إلى السحرة والكهان والمشعوذين، لأن ما يتحدثون عنه يدخل في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، كما جاء في القرآن الكريم: `قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ` [النمل: 65] وقوله تعالى في سورة الجن: `عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ` [الجن: 26-27]
حكم العلاج او التداوي بالسحر
• يعد علاج المسلم للسحر أو استخدام السحر محرمًا، حيث لا يجوز للمسلم استخدام السحر لعلاج السحر بما يشبهه، وجاء في السنة النبوية الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام”، وهذا رواه أبو داود