الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما تعريف الربا

28 | موسوعة الشرق الأوسط

ما تعريف الربا

قال الله تعالى: وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ۖ وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولٰئك هم المضعفون” (سورة الروم: 39)

  • في اللغة العربية، يُستخدم مصطلح الربا للدلالة على النمو والزيادة في قيمة شيء ما فوق سعره الأصلي، وأما في الشريعة الإسلامية، فإن الربا يُشير إلى زيادة قيمة الدين أو البيع فوق القيمة الأصلية التي تمت المعاينة عليها.
  • ظهر فعل الربا عند أهل الجاهلية، حيث إذا اقترضوا من شخص ما فطلبوا منه زيادة عندما يرد الدين، فإذا أعطوه مائة ريال عندما يردون المبلغ يطلبون منه مائة وخمسين ريالا.
  • تمنع الشريعة الإسلامية الزيادة في الأسعار عن السعر الأصلي، ويعد زيادة الثمن عن الحد الأصلي أمرًا غير جائز ومن الممكن أن يؤدي إلى الظلم
  • زيادة أي شيء فوق القيمة الأصلية تعتبر ربا، سواء حدثت في نفس اللحظة أو بعد فترة زمنية معينة، ونظرًا لأن الربا من الأمور المحرمة في الإسلام، فإن هناك جدلًا كبيرًا وآراء متباينة حوله.

معنى الربا في القرآن

قال الله تعالي: “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”

سورة البقرة: 275

  • ذكر الله تعالى معنى الربا في سورة البقرة، أطول سور القرآن، ليوضح لنا مقدار حرمانية هذا الفعل، إذ أوضح في الآية الكريمة أن الأشخاص الذين يتعاملون بالربا ويتناولون منه، ويكون مالهم مستمداً من الأعمال الربوية المحرمة، فإنهم لن يخرجوا يوم القيامة من قبورهم، وكأنهم يتصارعون في الأرض، كما يتصارع الشيطان، ويمثلهم الله -عز وجل- بالرجال الذين أصابهم المس، ويكون أكل الربا يوم القيامة كمثل الشخص المصروع.
  • أوضح الله -عز وجل- في كتابه العزيز أن البيع والشراء حلال، ولكن الربا حرام، وهذا يشير إلى الفرق بين البيع والربا، وأنهما مختلفان وعند الله جزاؤهما مختلف.
  • من يعلم بوضوح أن أمواله مكتسبة بالربا، ويتوب ويندم على ما فعله ويرجع إلى ربه، فإنه لن يعود للربا مرة أخرى، ولأن الله غفور رحيم.
  • إذا كان شخص يعلم أن ماله محرم، ويأكل من الربا، فإن الله يشير في الآيات إلى أن عقابه هو النار الخالدة التي سيبقى فيها إلى الأبد.

ما هو الربا الحلال

يعد الربا من الأمور المحرمة، وقد تم إثبات تحريمه بالدليل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع، ومع ذلك، يسمح الفقهاء ببعض الأمور الخاصة التي يجوز فيها الربا، والتي تستثنى من التحريم في بعض الحالات، ومن بين هذه الحالات:

  • بيع العرايا: روى زيد بن ثابت رضي الله عنه:  أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رخَّصَ في بَيعِ العَرايا، أنْ تُباعَ بخَرْصِها، ولم يُرخِّصْ في غيرِ ذلك”.
    • قبل مجيء الإسلام كان الناس يتعاملون بالربا، ولكن عند قدوم الإسلام أقر البيع العادل الذي لا ربا فيه.
    • في هذا الحديث، أوضح أبو هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أباح بيع العرايا، وهو نوع من أنواع البيع. ويتمثل في شراء التمور الناشئة التي تبدو صالحة على النخل بتمر من الشخص الذي يتواجد على الأرض. فيعطي ثمار النخلة للشخص الذي يحتاجها ليأكلها في الوقت الذي يرغب فيه، ويأخذ بدلاً منه التمر.
    • تتطلب عملية البيع أن تكون الكمية المباعة متساوية، أي أن كمية التمور على النخل تكون متساوية مع كمية التمور على الأرض.
    • وافق الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ذلك الأمر لأنه في ذلك الوقت كان هناك العديد من الأشخاص الذين لا يملكون نخلاً أو مالاً ويرغبون في إطعام أطفالهم، ولذلك أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون رحيمًا تجاههم، ولكن بشرط أن يكون الوزن أقل من خمسة أوسق، والوسق هو مكيال يأخذ ستين صاعًا ويعادل 130.5 كيلو جرام، والأوصق يعادل 653 كيلو جرام.
  • الزيادة غير المشروطة في القرض: روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: ” أَقْبَلْنَا مِن مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَاعْتَلَّ جَمَلِي، وَسَاقَ الحَدِيثَ بقِصَّتِهِ، وَفِيهِ، ثُمَّ قالَ لِي: بعْنِي جَمَلَكَ هذا، قالَ: قُلتُ: لَا، بَلْ هو لَكَ، قالَ: لَا، بَلْ بعْنِيهِ قالَ: قُلتُ: لَا، بَلْ هو لكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: لَا، بَلْ بعْنِيهِ، قالَ: قُلتُ: فإنَّ لِرَجُلٍ عَلَيَّ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ، فَهو لكَ بهَا، قالَ: قدْ أَخَذْتُهُ، فَتَبَلَّغْ عليه إلى المَدِينَةِ، قالَ: عندما وصلت إلى المدينة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: أعطه أوقية من الذهب وزيده، قال: فأعطاني أوقية من الذهب، وزادني قيراطا، قلت: لا تفصلني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكان في كيس لي فأخذه أهل الشام يوم الحرة
    • كان النبي يراعي أصحابه في كل شيء، وفي كل أحوالهم، كان ييسر ولا يعسر ويواسي الحزين ويعطي المحروم وينصح الناس ويرشدهم إلى الثواب.
    • عند فتح مكة، كان الصحابة في طريق عودتهم إلى المدينة، وتبعهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، واشترى الجمل من جابر بن عبدالله ودفع ثمنه، ثم قدم له البعير كهدية للزواج.
    • يوجد حالات لا تعتبر ربا، فعندما يقترض شخص مبلغاً معيناً أو يشتري شيئًا ويرده بنفس الثمن بعد فترة معينة، أو يعطي الأقتراض منه زيادة بدون وجود شرط، فهذا لا يعتبر ربا.
  • البيع بالتقسيط: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من باعَ بيعتينِ في بيعةٍ فلَهُ أوْكسُهما، أوِ الرِّبا” رواه أبي هريرة رضي الله عنه.
    • أي شراء شيء ما ولكن يُدفع ثمنه على مراحل وليست على دفعة واحدة.
    • من الممكن بيع السلعة بسعر أعلى من السعر الأصلي، ولكن يجب عدم المبالغة في السعر وعدم اعتباره رباً.

ما هو الربا في التجارة

التجارة هي عملية بيع وشراء السلع، وصحة هذه المعاملات تعتمد على تحريم الربا وجواز البيع والشراء من قبل الله عز وجل. ويعود حق المعاملة إلى البائع نظراً لأنه يستفيد من الثمن، وإذا كان هناك ربا أو زيادة في الثمن فوق القيمة الحقيقية فإن هذه المعاملة تعد إثماً وتحمل ذنباً على البائع. ويأتي دليل على ذلك من قول عائشة رضي الله عنها فيما يتعلق بشراء النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا من يهودي بنسيئة ورهنه درعًا من حديد.

أسئلة شائعة

ما الفرق بين الفائدة و الربا؟

تمثل الفائدة صورة من صور الربا، حيث يشمل الربا جميع الأشكال التي يتم من خلالها، وتشمل الفائدة المبالغ المدفوعة من المدين إلى الدائن مع زيادة على المبلغ الأصلي.

ما الفرق بين البيع و الربا؟

البيع هو التبادل بدون زيادة على السعر الأصلي، بينما الربا هو زيادة السعر عندما يصعب الأمر أو يتم تأخير الدفع، ويعد شبيهًا بالاستغلال من الأغنياء للفقراء في ضعفهم وحاجتهم.
يجوز الربح في عمليات البيع، بينما الربا حرام ويحذر الله -عز وجل- الأشخاص الذين يتعاملون به بالعقوبة بالنار الدائمة في الآخرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى