الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن تدوين السنة

تدوين السنه | موسوعة الشرق الأوسط

عندما أتى الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت عليه بعض آيات القرآن، أمر جبريل بتدوينها. فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة لكتابة ما ينزل به جبريل عليه. وقد استخدم الرسول من الصحابة أغصان النخيل والحجارة والزقاق والأضلاع للكتابة. وتم تسجيل كل آية من الوحي التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وحفظها حتى تم تسجيل جميع آيات القرآن الكريم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتم تسجيل جميع آيات القرآن الكريم قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتبق سوى نسخة واحدة لوضعها في مصحف واحد.

اما عن السنة النبوية فكان الامر مختلفا ولم يتم كتابتها او تدوينها كما تم كتابة القران الكريم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.هذا ولم يطلب الرسول من اصحابه ان يقوموا بكتابة السنة النبوية عنه وبالفعل لم يتم كتابتها في حياة الرسول لعدة اسباب منها

• لقد عاش الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة تقرب من 33 عامًا، مما يجعل من الصعب تدوين جميع المواقف والأحكام التي حدثت خلال هذه الفترة الطويلة، لأن ذلك يتطلب تفرغًا واستمرارية في البقاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم معظم الأوقات.

• ومن الأسباب الأخرى هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرغب في تشويش الأمور على المسلمين وجعلها صعبة عليهم في التمييز بين آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية، لذلك لم يطلب تدوين السنة النبوية من الصحابة.

• ومن الأسباب الهامة أيضًا أن معظم الصحابة لم يكونوا يستطيعون القراءة والكتابة، وكان الصحابة الذين تفرغوا لتدوين آيات القرآن الكريم قليلين جدًا، مما جعل من الصعب تدوين أحاديث السنة النبوية بسبب تعدد مواضيعها وتعقيدها، والتي تضمنت جميع مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاته.

قرر الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين عدم تدوين أحاديث السنة النبوية خوفًا من اختلاط الأمر على المسلمين وترك القرآن الكريم، ولم يتم تدوين أي جزء من السنة النبوية في بداية عهد الخلفاء الراشدين. وبعد استشارة الصحابة، قرر عمر بن الخطاب رضي الله عنه تدوين السنة النبوية لحفظها، وبعد شهر من الحيرة، قرر عدم تدوينها حتى لا تزاحم القرآن الكريم، وبعد ذلك، قرر عمر بن عبد العزيز تدوين السنة النبوية وحفظها بعد أن ادرك المسلمون الفرق بين القرآن الكريم والسنة النبوية.

هذا وقد اختلفت المناهج التى يتبعها الصحابة الذين قاموا بكتابة السنة النبوية كما يلى

• اعتمد بعض الصحابة على البحث عن الأحاديث الصحيحة وتدوينها والتأكد من دقة كتابتها، وتم تدوين جميع الأحاديث النبوية المروية عن الإمام البخاري والإمام مسلم والإمام ابن خزيمة.

• بعض الصحابة اعتمدوا الأحاديث الصحيحة والأحاديث المتقربة إلى الصحيحة والتي تم حفظها عن طريق بعض الأشخاص الموثوق بهم، وقد ضمنت كتاباتهم أحاديث صحيحة وحسنة ومقبولة مثل الأحاديث المنقولة عن الإمام الترمذي والإمام النسائي والإمام أبي داود

• اعتمد بعض الصحابة على تجميع كل ما تم نقله عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكتابته، ولكنهم لم يحرصوا على التحقق من صحة الأحاديث النبوية التي تم تدوينها، مثل الأحاديث المنقولة عن الإمام ابن ماجه والإمام عبد الرازق الصنعاني.

تم جمع أحاديث السنة النبوية في كتب خاصة تنقسم إلى فئات

• الجوامع هي مجموعة من أحاديث السنة النبوية التي تم جمعها في كتب، وتشمل ما قيل عن الرسول صلى الله عليه وسلم في العقائد والعبادات والغزوات، ولكن لم يتم التحقق من صحتها ودقتها إلا في كتاب الصحيح الجامع للإمام البخاري، الذي جمع الأحاديث النبوية بحرص ودقة، ويعتبر من أكثر الكتب صحة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم.

• السنن هي مجموعة كتب تم جمع فيها الأحاديث النبوية وتقسيمها حسب أبواب الفقه مثل باب الصلاة والصيام والطهارة والزكاة والحج وغيرها، ومن أشهر هذه الكتب سنن النسائي وسنن ابن ماجه وسنن الدرامي.

• يشير مصطلح `كتب المسانيد` إلى الكتب التي تم جمع فيها الأحاديث النبوية بعد تمييزها وتتبع سلسلة الإسناد التي تربطها بالصحابة الذين حفظوها ونقلوها، ومن أشهر هذه الكتب مسند الإمام أحمد بن حنبل ومسند أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي.

• تضمّنت الكتب التي أُصدرت في الفقه مجموعة متنوعة من الأحاديث، بما في ذلك الأحاديث الموقوفة والمرفوعة والمقطوعة، وتم تصنيف الأحاديث وفقًا لأبواب الفقه المختلفة. وعلى الرغم من أن هذه الكتب كانت تركز بشكل خاص على نقل الأحاديث النبوية، فقد تضمنت أيضًا أقوالًا من الصحابة والتابعين وأتباعهم. ومن بين المصنفات الشهيرة في هذا المجال كتاب أبي بكر عبد الرازق ابن همام الصنعاني وكتاب أبي سلمة حماد بن سلمة البصري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى