الخبيئة صيد الفوائد
الخبيئة الصالحة
• يُعَدُّ الاحتفاظ بالعبادة والصلاة في السر من علامات الإيمان الحقيقي، حيث يتدبر العبد ويتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في الخفاء، ويكون تقديم العبادة خالصاً لله تعالى. وتُعَدُّ عبادة السر زينة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وتساعد في تخفيف الهموم والأحزان، كما تساعد عبادة السر في مغفرة الذنوب وتحقيق علو وسمو المؤمن عند الله سبحانه وتعالى.
• يعتبر الخبيئة أو عبادة السر من أنواع العبادة التي تحتاج إلى إخلاص وحب الله في القلب، وتعبر عن التجرد إلى الله تعالى والتمسك به. ويعتبر المرء الذي يفضل الخبيئة وعبادة السر أنه يسعى للرضا والرحمة من الله، ويعتبر هذا الأمر دليلاً على صدق إيمانه واخلاصه لله.
فضائل الخبيئة
الخبيئة هي علامة صدق الايمان
• يعتبر الاختباء والسرية هما دليل على صدق إيمان الشخص بالله تعالى، كما أنهما دليل على صدق نيته لله وحده. ولذلك، فإن من يمارس العبادة في السرية هو شخص يدرك تمامًا أن الله تعالى يعلم ما في نفسه، فيقوم بالتضرع إليه مما يؤدي به إلى الوصول إلى أعلى مستويات الإحسان، وهي (أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه، فإنه يراك)
دليل البعد عن النفاق والرياء
• تدل الخبيئة أو عبادة السر على صدق المؤمن وابتعاده التام عن الرياء والنفاق، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما جاء في قوله تعالى: `إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا` (النساء: 142). وقد جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل` (صحيح الجامع)، أي عمل صالح مخفي لا يعلم به أحد إلا الله.
امثلة علي عبادة السر
صدقة السر
• بالنسبة للصدقات التي تؤدى في السر، فهي من أعظم العبادات التي يجزي عليها المؤمن من الله تعالى، وقد أثبت ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (البقرة: 271).
• ورد في حديث أبي هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن صدقة السر تطفئ غضب الرب”، وفي حديث مشهور عن السبعة الذين يظلهم الله تعالى بظله يوم لا ظل إلا ظله: “رجل يتصدق بصدقة فيسترها حتى لا يعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل يذكر الله خاليا فيفاض عيناه.
قيام الليل والنوافل
• صلاة النوافل تعدّ من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وحتى لو كانت في السر، فإن أجرها عند الله سبحانه وتعالى عظيم. وقد ثبت ذلك في قول الله تعالى في سورة السجدة، حيث قال: “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون” (السجدة: 16-17).
• يتضمن فصل النوتفل وقيام الليل في السر في سنن الإمام الترمذي، حيث روى بلال بن رباح – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: `عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد`، حسنه جماعة منهم الألباني.
الصيام
• الصيام هو واحد من أعظم العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وهو من العبادات التي تتميز بأن أجرها عظيم وثقل وزنها عند الله، لذلك فإن القيام بها في السر يحمل أجرًا عظيمًا. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث روي عن أبي هريرة: “كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” وهذا الحديث متفق عليه
الذكر والدعاء
• ويأتي هذا لأنَّ أفضلَ الدعاءِ وأفضلَ الذكرِ ما يكونُ في الخفاءِ بعيدًا عن الناسِ وأن يكونَ بينَ العبدِ وربهِ، وقد ثبتَ ذلكَ لما جاءَ في آياتِ القرآنِ الكريمِ عن زكريا عليه السلام في قوله تعالى في سورة مريم “ذكرُ رحمَتِ ربِّكَ عبدهُ زكريا، إذا نادى ربَّهُ نداءً خفيًّا”، وقالَ سبحانهُ وتعالى في سورة الأعراف “ادعوا ربَّكم تضرُّعًا وخفيَّةً، إنه لا يحب المعتدين
• ذُكِرَ في القرآن الكريم عن الذكر والدعاء في الخفاء في آية من سورة الأعراف، حيث قال الله تعالى: “وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ.” كما ذُكِرَ في سورة آل عمران عن فضل الذاكرين والداعين في الخفاء، حيث قال الله تعالى: “وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ” (آل عمران: 17)، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى في يوم القيامة: “ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه