تعريف سورة يونس
تعريف سورة يونس هو أن جبريل عليه السلام نزل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي سورة مكية باستثناء الآية الواحدة التي نزلت في المدينة المنورة، وهي الآية رقم 40 التي وصف فيها الله تعالى اليهود. وقد أشار ابن عباس رضي الله عنه إلى ذلك. وأوضح البغوي أن جميع آيات سورة يونس مكية باستثناء ثلاث آيات نزلت في المدينة المنورة، بدءًا من الآية رقم 94.
• تُرتَّب سورة يونس في القرآن الكريم في المرتبة العاشرة، وتحتوي على مائة وتسعة آيات. عدد كلمات سورة يونس هو 1841 كلمة، وعدد حروفها 7452 حرفًا. وسُمِّيت هذه السورة باسم يونس كرامةً له، لأنَّها تحكي قصة قوم يونس الذين آمنوا بالله تعالى بعدما وعدهم نبيهم بالعذاب، فتاب الله عليهم وغفر لهم بعد إيمانهم، كما ذكر الله في سورة يونس في كتابه العزيز: “ولولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين” (يونس: 98)
• ومن ما ذُكِر في فضل سورة يونس، روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتي سبعًا من المثاني الطول وأوتي موسى ستًا، وعندما ألقى الألواح رُفِعت ثنتان وبقيت أربعًا، وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أخذ السبع الأول فهو حبر”، وروى سعيد بن جبير أن يونس كان من طول الأنبياء.
• ومن الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم فضل سورة يونس، وذكر أبو داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، اقرأ علي، فأمره بقراءة ثلاث مرات من آيات السبع المثانيات ذوات الر، فقال الرجل: سني كبرت، وقلبي اشتد، ولساني غلظ، فأمره بقراءة ثلاث مرات من آيات حم المصطفى، فقال الرجل: مثل مقالتي، فأمره بقراءة ثلاث مرات من سورة المسبحات، فقال الرجل: مثل مقالتي، فطلب الرجل من النبي صلى الله عليه وسلم قراءة سورة جامعة، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم له “إذا زلزلت الأرض” حتى انتهى، فقال الرجل: لا أزيد عليها أبدا، وبعدما رحل الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم “أفلح الرجل مرتين.
• وفيما يتعلق بفضل سورة يونس، روى عمر بن عبد العزيز أنه روى ابن أبي الدنيا عن أبي مودود قائلاً: بلغنا أن عمر بن عبد العزيز قرأ ذات يوم: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} (سورة يونس: 61)، فبكى بكاءً شديداً حتى سمعه أهل الدار، فجاءت فاطمة وجلست تبكي لبكائه، وبكى أهل الدار لبكائها. ثم جاء عبد الملك ودخل عليهم وهم يبكون، فقال: “يا أبت، ما يبكيك؟.” فقال: “خير يا بني، ودَّ أبوكَ أنه لم يعرف الدنيا، ولم تعرفه، والله يا بني! لقد خشيتُ أن أهلك، والله يا بني لقد خشيتُ أن أكون من أهل النار.
اما عن ما قد تضمنته سورة يونس فهو كما يلي
• تعني التوحيد بأن الله هو الوحيد الذي يعلم بشؤون عباده ويتجنب ظلمهم، وهو الذي يرحمهم ويغفر لهم ويتفرد بفضله ويرعى أمورهم.
• تنزيل الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لهداية الناس الجميع، وتتضمن سورة يونس أهمية إيمان المسلمين بالكتب السماوية والرسل الذين وحي بهم الله سبحانه وتعالى، وذلك بعد الإيمان بالله.
• السورة تتحدث عن الرسل بشكل عام وعن النبي صلى الله عليه وسلم بشكل خاص، وتشرح حقيقة البعث والرجوع إلى الله، وتوضح جزاء المؤمنين الذين اطاعوا الله وجزاء الكافرين الذين عصوا الله تعالى وتفصيل أن جزاء المخلوقات يتوقف على أفعالهم في الدنيا واتباعهم الهدى أو الضلال.
• تضمنت سورة معينة صفات الإنسان ومعتقداته، وتحث على تصحيح هذه الصفات باستخدام الدين والتوبة إلى الله، وتتحدث عن الأعمال الصالحة التي أمرنا الله بها والتي جاء بها الرسل من عند الله تعالى.
• تناولت هذه السورة موضوع الكتاب الذي أنزله الله وصورة الحكمة التي تحملها آياته، كما تحدثت عن قوم يونس عليه السلام الذين أمنوا بآيات الله بعد أن وعدهم نبيهم بالعذاب الذي يأتي من الله، وبعد أن توبوا واعترفوا بما قد فعلوه بآبائهم الذين لم يؤمنوا، كما هو مذكور في قوله تعالى: “قد مس آباؤنا الضراء والسراء” في سورة الأعراف.
• في النهاية، تحدثت السورة عن الذين زعموا أنهم يستطيعون إنتاج آيات مثل القرآن، وتحدى الله تعالى هؤلاء بأن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن الكريم.