تكليم الله لموسي
يعد سيدنا موسى عليه السلام أحد الرسل الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى من بين أولي العزم، وأرسله إلى أهل مصر وفرعون وبني إسرائيل. واشتُهر سيدنا موسى عليه السلام باسم “كليم الله تعالى”، حيث تكلم الله سبحانه وتعالى معه عندما أخبره بأنه نبي مرسل من عنده، وعندما طلب الله تعالى منه الذهاب إلى فرعون لدعوته إلى الله سبحانه وتعالى.
• بدأت قصة سيدنا موسى عليه السلام بعدما قتل رجلًا بدون قصد، فعلم أهل مصر بذلك وتم إبعاده من المدينة إلى مدينة أخرى حيث التقى بنبي الله شعيب عليه السلام. وتشير الدلائل إلى أن الشخص الذي التقاه موسى عليه السلام كان نبي الله شعيب عليه السلام، لأن شعيب كان يعيش في مدينة بعد أن دمر الله قومهم بسبب كفرهم وعنادهم. وعاش شعيب عليه السلام في مدينة لفترة طويلة حتى التقى به موسى عليه السلام، وعقدا اتفاقية بأن يزوجه إحدى بناته مقابل سقي الغنم لمدة ثماني سنوات، وزاد موسى عليه السلام المدة إلى عشر سنوات كرمٍ منه.
• بعد انتهاء المدة التي اتفقا عليها، قام موسى عليه السلام بنية العودة إلى مصر، وجمع أهله وما اكتسبه من الأغنام خلال السنوات الماضية، ثم توهّم موسى عليه السلام في الطريق في ليلة مظلمة هو وأهله. ورآى موسى عليه السلام نارًا في منطقة جبل الطور في سيناء، وطلب من أهله الانتظار حتى يذهب إلى الجبل ويشتعل بالنار، ثم يسأل من أشعلها عن الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه.
تكليم الله لموسي عليه السلام
• وصل سيدنا موسى عليه السلام إلى منطقة النار ورأى النار تشتعل في شجرة، ولاحظ أن الشجرة كلما زادت حرارة النار، زادت خضرتها. وتحدث الله سبحانه وتعالى إلى موسى عليه السلام أثناء توجهه إلى وادي طوى وهو متجه إلى القبلة، وأمره بخلع نعليه، وأخبره بأنه رب العالمين وأنه نبي مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى.
• كما امر الله سبحانه وتعالى موسي عليه السلام ان يتجه الى فرعون ليدعوه الى عبادة الله وحده وقد جاء ذلك في كتاب الله العزيز في سورة طه في قوله تعالى (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16))
معجزات موسي عليه السلام
• اعطي الله سبحانه وتعالى سيدنا موسي عليه السلام عدد من المعجزات حتي يؤانسه من الخوف الذي اصابه وحتي يصدق فرعون وقومه في وجود الله تعالى. فمنح الله موسي القدرة على اخراج حية عند القاء عصاه فامره الله تعالى ان يلقي عصاه عندما كان يكلمه على جبل الطور فالقاها موسي عليه السلام فتحولت الى حية وعادت الى صيغتها الاولي عندما عاود موسي عليه السلام امساكها كما جاء في قوله تعالى في سورة طه (َمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21).
• كما منح الله سبحانه وتعالى موسي عليه السلام القدرة على ان يدخل يده في جيبه فتخرج يده بيضاء تتلألأ من دون سوء ودون مرض وهي المعجزة التي لم يستطع فرعون وقومه الرد عليها وقد جاء ذلك في كتاب الله العزيز في سورة طه (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24))
• هذا وقد طلب موسي عليه السلام من الله سبحانه وتعالى ان يشد ازره ويساعده بوجود هارون اخيه في دعوة فرعون معه الى عبادة الله تعالى نظرا لتمتعه بفصاحة اللسان وقد كان له ما اراده وقد جاء في كتاب الله العزيز في قوله تعالى (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37))