الفلسفةالناس و المجتمع

مراحل تطور الفلسفة الإسلامية

1625270945 44 kartinkin com p filosofiya fon krasivie foni 44 | موسوعة الشرق الأوسط

مراحل تطور الفلسفة الإسلامية

تتطلب الفلسفة الإسلامية منا التفكير العميق والتأمل، إذ ظهرت العديد من المصطلحات المتعلقة بها التي شهدت تطورًا عبر العديد من المراحل، ومن بين هذه المراحل التي مرت بها الفلسفة الإسلامية والتي يمكن تفصيلها على النحو التالي:

مرحلة النشوء

  • في البداية لم تدخل الفلسفة إلى الحضارة الإسلامية، ولكنها دخلت في العصر الأولى للدولة العباسية وكانت في البداية مثل التيار الفكري. ويعود ظهور الفلسفة الإسلامية إلى كتب فلاسفة اليونان، وقام الخليفة المأمون بمراسلة ملوك الروم لطلب المخطوطات والكتب المتعلقة بالفلسفة، ومن ثم أطلع الملك المأمون على الفلسفة لدى الروم. وفي ذلك الوقت اشتهرت مدينة القسطنطينة بأنها مدينة الحكمة، حيث قام المسلمون بترجمة العديد من كتب الفلسفة ونقلها.
  • في البداية، عُرف علم الكلام باعتباره الأساس الذي استندت إليه العديد من النصوص الشرعية، سواء من القرآن الكريم أو السُنَّة النبوية الشريفة، كما استند العديد من الفلاسفة عليه لإثبات مذاهبهم الدينية باستخدام الحجج العقلية، واعتبروه طريقة للرد على الأفكار المنحرفة.
  • في القرن التاسع، وصل علم الفلسفة إلى ذروة تطوره، بعد أن توسع المسلمون وتعرفوا إلى الفلسفة اليونانية القديمة، وقاموا بترجمة العديد من كتب الفلسفة. ومع ذلك، اختلف المسلمون فيما بينهم حول قبولهم ورفضهم للفلسفة، حيث ظن بعضهم أنها تؤدي إلى الفساد والضلال، وهذا كان موقف العديد من الفقهاء المتشددين. وهناك من وقف في موقف المحايدة ولم يقبل أو يرفض، بل اعتمدوا على النقد والتمحيص والتفكير العميق في الأمور المكتوبة، وبالتالي كان موقفهم مقبولًا لبعض الأشخاص ومرفوضًا للآخرين.

مرحلة النضج

  • استمرت الفلسفة الإسلامية في التطور والازدهار، وكان ذلك واضحًا بشكل كبير خلال مرحلة دراسة المسائل التي يمكن تحقيقها وإثباتها، إذ كان الفلاسفة المسلمون يعتمدون على الأدلة العقلية التي تربط بين مرحلتين هامتين: التعرف على الله سبحانه وتعالى وإثبات الخالق.
  • تمتلك هذه المرحلة أهمية كبيرة في التاريخ، ويعد ابن راشد واحدًا من أهم الدارسين بها، حيث تحكم في استخدام العقل والتفكير الحر بالاستناد على التجارب والمشاهدة.
  • ظهر في تلك المرحلة العديد من الفلاسفة، ومن بينهم كاندي الذي أُطلق عليه اسم “المعلم الأول”، ومن ثم جاء بعده الفارابي الذي تولى فكرة أرسطو وأسس مدرسة فكرية تتلمذ بها العديد من العلماء الذين نالوا شهرة كبيرة، مثل التوحيدي والأميري والسجستاني.
  • يجب الإشارة إلى أن الإمام الغزالي هو رائد الفلاسفة، إذ قام بتحقيق الصلح بين العلوم الإسلامية والمنطق، وقام بتفسير الأساليب اليونانية في المنطق، مما ساعده على أن يكون جانباً محايداً، بعيداً عن التصورات الميتافيزيقية اليونانية.
  • كان الغزالي واحدًا من أشهر علماء الفلسفة الإسلامية، وقد اهتم بتطوير الفلسفة وتطبيقها في علم أصول الفقه، ومع ذلك، تعرض لانتقادات شديدة من قبل الفلاسفة المسلمين المتشائمين الذين هاجموا أفكاره الفلسفية.

مرحلة الخمول

رغم التطور الشديد الذي شهدته الفلسفة الإسلامية، إلا أن هناك تيارًا قويًا يرفض التعمق في المسائل الدينية والفلسفية المتعلقة بالخالق والمخلوق، ويعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كافيين. وأطلق على هذا التيار اسم “أهل الحديث”، وانضم إليه العديد من الفقهاء المسلمين. ومن أبرز ما يميز هذا التيار هو شكهم في الأساليب الحجاجية الكلامية والمنطق الفلسفي.

أهم الفلاسفة في الإسلام

هناك العديد من الفلاسفة الذين ظهروا في المراحل المتقدمة من الفلسفة الإسلامية، ومن بين أبرز أسماء الفلاسفة:

  • الكندي: وُلِدَ يعقوب بن إسحاق الكندي، الملقب بالمعلم الأول، في مدينة الكوفة عام 805 م، ويعد من مؤسسي علم الفلسفة في الإسلام. وضع أول سلم للموسيقى العربية، وحفظ القرآن الكريم ودرس السنة النبوية الشريفة. انتقل إلى مدينة البصرة لدراسة علم الكلام، ثم انتقل إلى بغداد، التي كانت مركزًا للعلوم في ذلك الوقت، وزار مكتبة الحكمة التي أنشأها هارون الرشيد واشتهرت في عصر المأمون. وضع كندي منهجًا في العلوم يهدف إلى التوفيق بين العلوم الدنيوية والعلوم الدينية. توفي يعقوب الكندي في عام 873 م.
  • ابن راشد: ولد ابن راشد في الأندلس عام 1126 م، وكان فقيهًا وطبيبًا وفلكيًا وفيزيائيًا، واتبع نهج الفيلسوف أرسطو الذي كان له تأثير كبير على أوروبا في القرون الوسطى، وساهم ابن راشد في العديد من المجالات مثل الطب والقانون والفيزياء والجغرافيا والفلسفة، واعتبر أن الدين والفلسفة طريقة للبحث عن المعرفة، وتوفي ابن راشد في عام 1198 م.
  • الفارابي: ولد أبو نصر الفارابي في عام 874 م في فاراب في قزخستان، وهو فيلسوف كبير ابتكر في علوم الحكمة والرياضيات، حيث اتبع نهج الفلاسفة القدماء. وقد ساهم في فهم مفهوم الفراغ في الفيزياء. ثم ذهب إلى بغداد وهو في عمر الأربعين عامًا، ومن ثم انتقل إلى سوريا ومصر، واستقر في حلب حيث اقام عند سيف الدولة الحمداني، ومن ثم انتقل إلى دمشق حيث بقي حتى توفي الله عام 950 م. وله العديد من المؤلفات وأشتهر باسم المعلم الثاني.

أشهر كتب الفلاسفة

هناك العديد من الكتب التي اشتُهرت في العصور الإسلامية، ومن بينها:

  • مقدمة ابن خلدون: تأليف ابن خلدون في عام 1377 م، وكانت مثل مقدمة لمؤلفاته الضخمة وهو كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ولكن في ذلك الوقت، اعتمدت المقدمة على أنها كتاب منفصل عن باقي الكتب، لأنها تحتوي على جميع مجالات المعرفة في التاريخ والشريعة والاقتصاد والجغرافيا والعمران والسياسة والطب والاجتماع.
  • آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها: كتاب من تأليف الفيلسوف الفارابي والذي يلقب بالمعلم الثاني، يحتوي على حوالي سبعة وثلاثين فصلاً يتناول خمسة موضوعات هامة وهي: العالم بما يحتويه من موجودات، الأخلاق ومبادئها الأساسية، حاجة الإنسان إلى الاجتماع، الذات الإلهية والتي يمثلها الموجود الأول، والجمادات والكائنات الحية والأجرام السماوية، والنفس الإنسانية.
  • تلخيص كتاب القياس لأرسطو: يعد هذا الجزء واحدًا من ثمانية أجزاء تم إصدارها، وهو تلخيصٌ لكتب أرسطو في المنطق من قِبَلِ ابن راشد.
  • ثلاثية موسوعة الفلسفة: يتميز هذا الكتاب -نمط أعمال أرسطو- بتغطيته للعلوم الطبيعية، وعلم المنطق، والرياضيات، وعلم اللاهوت.

أسئلة شائعة

من هو أول فيلسوف مسلم؟

يعتبر كندي واحداً من أوائل الفلاسفة المسلمين، إذ تأثر بشكل كبير بأفكار المدرسة الأفلاطونية، كما تأثر بالعديد من الأفكار الفلسفية المحيطة به. وقد وضع كندي منهجاً في العلم يعمل على توفيق العلوم الدنيوية والعلوم الدينية

ما هي العوامل التي ساهمت في ظهور الفلسفة الاسلامية؟

تعد العديد من العوامل أسهمت في ظهور الفلسفة الإسلامية، وتشمل ما يلي:
إطلاع الفلاسفة على الفلسفة اليونانية.
يتمثل الأمر في اختيار ما يتفق مع الشريعة الإسلامية وتجنب ما يتعارض معها

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى