الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من هو صاحب سر الرسول

image.img .2019 12 10 14 18 23 735 04 00.cache | موسوعة الشرق الأوسط

من هو صاحب سر الرسول 

صاحب سر الرسول هو الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. وقد ذكر أبو هريرة -رضي الله عنه- لخيثمة بن أبي سبرة -رضي الله عنه- أن سعد بن مالك وابن مسعود وحذيفة وعمار وسلمان هم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. وكان حذيفة هو الصحابي الذي كان يعرف سرًا خطيرًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

نسب صاحب سر الرسول

حذيفة بن اليمان هو صاحب سر الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ووالده هو الصحابي الجليل اليمان، واسمه الحقيقي حسل ويقال أيضاً حسيل، وهو ابن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ذُكِرَ أنه قتل رجلاً وهرب إلى يثرب ودخل في حلف بني عبد الأشهل، وأطلق عليه اسم اليمان لأنه حالف اليمانية وهم الأنصار. تزوج حسيل والد حذيفة امرأة من بني عبد الأشهل اسمها الرباب بنت كعب الأشهلية وهي والدة حذيفة بن اليمان. وكان لحذيفة إخوة وأخوات وهم: سعد وصفوان ومدلج وليلى. أسلمت أم حذيفة الرباب وبايعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم. ويُذكر أن لحذيفة ابنتين أيضاً وهما فاطمة وأم سلمة. والله تعالى أعلم.

وفاة صاحب سر الرسول

جاء في سيرة الصحابي الجليل صاحب سر الرسول – صلى الله عليه وسلم – حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه -، أنه عندما أصابه ألم الموت وشعر بالخوف، بكى بكاء شديدا. وسئل عن سبب بكائه، فأجاب قائلا: “لا أبكي حزنا على الدنيا، بل الموت أحب إلي، ولكني لا أدري إذا كنت قد قدمت على رضا الله أم على سخطه.” ثم دخل عليه أصحابه، وسأله إن كان قد جلبوا معهم أكفانا، فأجابوا بالإيجاب. فطلب منهم أن يريها، وعندما رأى الكفن، وجده جديدا ونظيفا. فقال لهم: “لماذا أحتاج لكفن؟ إنما يكفيني لفافتان بيضاوتان ليستا مصحوبتان بقميص. فلن أترك القبر إلا لفترة قصيرة، حتى يتم استبدالهما بشيء أفضل أو أسوأ.” ثم قال: “مرحبا بالموت، يا حبيبا جئت بشوق، فلا ينجح من ندم.” ثم تلاشت روح حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – النقية إلى خالقها. وحدث ذلك في مدينة المدائن في السنة السادسة والثلاثين للهجرة بعد وفاة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بعد أربعين ليلة. والله أعلم.

تعامل الرسول مع أصحابه

  •  حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على توطيد علاقات الألفة والمودة مع أصحابه من خلال منحهم الألقاب والصفات، كما وصف الزبير بن العوام بحواريه ووصف أبو بكر وعمر بوزيريه ووصف عبيدة بن الجراح بأمين الأمة 
  • رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان حريصا على تعزيز روابط الصداقة والمحبة بين أصحابه، وكان يشاركهم في الطعام والشراب، ومن ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، حيث قال: “كنت جالسا في بيتي، فمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بي، فأشار إلي، فقمت واتبعه، وذهبنا حتى وصلنا إلى بيت منزله النسائي، فدخل ثم أذن لي، فدخلت الحجاب، فسأل: “هل لديكم طعام؟”، فقالوا: “نعم”، فأتى بثلاثة رغيفات، فوضعوها على طاولة، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغيفا ووضعه بين يديه، ثم أخذ رغيفا آخر ووضعه بين يدي الآخرين، ثم أخذ الثالث وقسمه إلى نصفين، ووضع نصفه بين يديه ونصفه بين يدي الآخرين، ثم سأل: “هل لديكم شيء من الأدم؟”، فقالوا: “لا، إلا خلا”، فقال: “أحضروه”، فجاء بهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقال: “إن هذا الخل هو أفضل الأدم.
  •  يجب إدخال البهجة والسرور على قلوب الأصدقاء من خلال المزاح واللهو، ومن بين ذلك المزاح مع رجل يدعى زاهر بن حزام الذي كان من الذمم، حيث يروي أنس بن مالك -رضي الله عنه- القصة ويقول: (جاء النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع بعض متاعه، فاحتضنه زاهر بن حزام من الخلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يره، فسأله: من يريد شراء هذا؟! فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم وعرف زاهر بن حزام، فألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري هذا العبد؟ فقال زاهر بن حزام: يا رسول الله! والله لو قدرت لقاتلتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن عند الله، أنت لست بمجاهد.
  •  شارك أصحابه الشدة والألم والجوع، إذ دعاهم وهم يعانون الجوع في الخندق لتناول الطعام الذي أعده لهم جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، ودعاهم إلى المشاركة فيه رغم قلته، قائلا -صلى الله عليه وسلم-: (يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع لكم سورا، فحي هلا بكم).
  •  وكانت العادة السائدة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هي مساعدة بعضهم البعض في حل المشاكل التي تواجههم، سواء عن طريق بث التفاؤل والأمل في نفوسهم وتذكيرهم بالثواب الذي ينتظرهم في الآخرة، أو بمباشرة الحل العملي كما فعل صاحب الدين الذي جاء يشتكي دينه، فقال لأصحابه: (تصدقوا عليه)، وعندما لم يكن التصدق كافيا لتسديد دينه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (خذوا ما وجدتم، فليس لكم إلا ذلك).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى