الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن النميمة والغيبة

قصة عن النميمة | موسوعة الشرق الأوسط

تُعَدّ النميمة من العادات السيئة التي يمارسها الكثير من الناس، وخاصةً في الآونة الأخيرة حيث انتشرت بين الكثيرين، والغريب أن بعض الأشخاص يتباهون بهذا الفعل وينشرونه بينهم، رغم حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه العادة وتحريم الله عز وجل دخول الجنة للمتنمرين، ومع ذلك فإن هناك من يقوم بهذا الفعل

جدول المحتويات

 تعريف النميمة :

تشمل هذه الممارسة نقل الكلام بين الأشخاص والتوقيع بينهم، وكذلك إثارة الفتن بين الناس ونشر البغضاء بينهم .

ذُكر في الأحاديث الشريفة التي نقلها الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير عن النميمة وأضرارها وعقاب النمام، وتُعتبر النميمة من الخطايا الكبيرة والمعاصي الكبرى .

ما هو النمام :

النمام هو الشخص الذي يتحدث عن الآخرين بغيبوبة ويكشف الأسرار التي لا يجب كشفها، مما يتسبب في خلافات وعداوات شديدة بين الناس. وللنمام صفات خاصة به، فهو يحب الجلوس في المجالس والاستماع إلى حديث الآخرين، ثم يقوم بنمشهم. اللهم احفظنا من النميمة والخيانة .

ويجد الكثيرون أنفسهم حلفاء متعددون يحلفون على هذا وذاك، لجعل كلامهم مصداقًا عند الناس .

يندفع سريعًا ليبلغ الشخص الذي تكلم عنه بالسوء عندما يسمع كلامًا سيئًا عنه أو يتحدث أحدهم بشكل سيئ عن شخص آخر، على الرغم من أنه يدرك أنه يزيد من العداء بين الأشخاص، ولكنه مصر على فعل ذلك، وتُعَدُّ النميمة مرضًا وآفة انتشرت في مجتمعنا هذا .

دوافع النميمة :

  • هناك عدة أسباب تدفع الأشخاص ذوي القلوب الضعيفة للنميمة بين الناس، منها عدم وعيهم بحرمة هذه الأفعال المسيئة وأنها من كبائر الذنوب عند الله، وأنها قد تؤدي إلى تدمير العلاقات بين الناس وزرع البغضاء بينهم.
  • عندما يكون الشخص نمّامًا ويحمل غلًا وحقدًا وحسدًا تجاه الآخرين، يحب أن يثير الفتن بينهم .
  • يمكن أن يتبع الحديث في المجالس بنم الناس ليستطيع التحدث بطريقة تشاركية معهم ويجذب اهتمامهم وإعجابهم به .
  • إذا أراد الشخص إيذاء شخص ما أو تشويه سمعته، فيقوم بالتحدث عنه للمسؤول أو الحاكم في سبيل إلحاق الضرر به .
  • عندما يريد شخصٌ التعبير عن حبه لآخر، فإنه يبدأ بالتملُّص ليخبره بأنه داعمه ومحبُّه ويخاف عليه، لكن في الواقع يمكن أن يتسبب ذلك في إيذائه .
  • عندما يتنمرون النمامون في المجالس بالمزاح والضحك، فإنهم يتحرشون بالناس ويسخرون منهم .
  • عندما يريد شخص ما معرفة أسرار أشخاص آخرين، فإنه يتحدث عنهم للناس حتى يتم تحريك الحديث عنهم وينتشر بين الناس.

ما الذي يجب علينا فعله مع النمام :

  • يجب علينا عدم الاعتماد على كلامه وحديثه بشكل كامل وعدم إعطاء شهادتنا له، فهو كاذب .
  • يجب علينا توبيخه وتحذيره من النميمة وتحثه على الابتعاد عنها .
  • يتعين علينا أن نبغض الخطيئة والمعصية ونكرهها بشدة، وأن نحبب التوبة والاقتراب إلى الله .
  • يجب علينا عدم التجسس على الآخرين للتأكد من صحة حديثهم أو كلامهم .
  • ألا ننهي النميمة ثم نقع في النميمة مرة أخرى، ونسمع هذا الشخص قال كذا وكذا، رغم أننا حذرناه من ذلك؟ فحذارى أخي المسلم .

صفات النمام :

  • يتضمن وصف النمام في القرآن التسمية بتسع صفات، ومنها أنه حلاف أي أنه يحلف كثيراً في محاولة لإقناع الآخرين بصدقه ونزاهته، ولكن في الواقع يكون ذلك غالبًا ضد الحقيقة.
  • الحلف الكثير هي صفة بغيضة تقلل من قيمة الشخص، وتدل على عدم احترامه لنفسه وإهانته لها.
  • الهماز هو الشخص الذي ينمر ويتذمر عن الآخرين في المجالس، ويشير إليهم بالإيماءات، ثم يتحدث عنهم بعد ذلك .
  • ينشر هذا الشخص النميمة والبغض بين الناس، ويحاول أن يفرق بينهم ويثير الكراهية والبغضاء .
  • يمنع هذا الفعل الخير القادم له وللآخرين، ولذلك فهو مناع للخير .
  • والسادس، أنه معتد ويتجاوز حدود الحق والصدق والعدل في التعامل مع الناس .
  • سابعًا، أنه يقوم بفعل أثيم ومصر عليه .
  • يعتبر هذا الشخص مكروهًا ومستهجنًا بين الناس، ويتميز بالصفات السيئة والمكروهة .
  • وأخيرًا، هو زنيم وهذه صفة بغيضة لدى النمامين جميعًا .

عقوبة النمام : 

تحذر هذه المقولة الشهيرة `(لا يدخل الجنة نمام)` من النميمة، وتدعو للابتعاد تمامًا عن هذه العادة السيئة. نسأل الله حمايتنا وحماية جميع المسلمين من النميمة وأضرارها.

قصة صغيرة عن النميمة:

يحكى أن رجلاً كان يتسوق في أحد الأسواق ووجد تاجرًا يبيع العبيد، وكان يوجد معه عبد واحد، فسأل الرجل التاجر عن سبب بيع العبد وما هي قصته

فرد عليه التاجر وقال له: يوجد في هذا العبد عيب واحد فقط!

فتعجب الرجل وقام بسؤاله عن ذلك العيب الوحيد، فقال له التاجر:  يعتبر هذا العبد نمامًا، أي أنه يحب دائمًا نقل الكلمة والأحاديث بين الأشخاص ليثير الفتنة بينهم، وقال الرجل: `هذا عيب بسيط جدًا، سأشتري هذا العبد لي ولمنزلي`.

فعلًا، قام الرجل بشراء العبد من التاجر وأخذه معه إلى المنزل. وفي اليوم التالي، خرج الرجل من المنزل، وترك العبد مع زوجته. وفي تلك الأثناء، ذهب العبد إلى زوجة الرجل وأخبرها بأن زوجها يريد الزواج من امرأة أخرى، ونصحها بأن تأخذ شيئًا من ملابسه أو شعرًا من رأسه، وتذهب به إلى أحد الدجالين لمنع زوجها من الزواج مرة أخرى.

وفعلًا، نويت الزوجة تنفيذ تلك الخطة، وعندما عاد الزوج، قال الخادم له بأن زوجته تريد قتله، وذلك حتى تستطيع الزواج من رجل آخر الذي كانت على علاقة به، ولم يصدق الرجل في البداية كلام الخادم.

وفي حلول الليل، جاءت الزوجة إلى زوجها ومعها موس لأخذ بعض شعرات من شعره أو ذقنه، وعندما رأى الرجل زوجته، تذكر كلام العبد الذي قاله له منذ قليل، فقام الزوج ليأخذ حقه من زوجته التي أرادت قتله، وضربها بالموس في بطنها فتوفيت على الفور.

عندما علم أهل الزوجة بالخيانة قاموا بالانتقام من الرجل وقتله أيضًا، واندلعت الكثير من النزاعات بين الأهالي بسبب النميمة التي بدأها الرجل في البداية عندما اشترى العبد النمام.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى