مفهوم الميقات

مفهوم الميقات

تُعتبر المقيات مفاهيم هامة في الدين الإسلامي، حيث يتم بها القيام بالعبادات والطقوس الدينية في أماكن محددة زمنيًا أو مكانيًا، مثل مكة والمدينة وغيرها، ويمكن تعريف المقيات من حيث اللغة والشرع كما يلي:

• مفهوم المقيات في اللغة: جمع الميقات هو تحديد الوقت، حيث يمكن تحديد أوقات الصلاة أو أوقات معينة لتحديد الزمن، ويتم تحديد المواقع المكانية للقيام بعمل ما.
• مفهوم المقيات في الشرع: الميقات في الشريعة تحدد بالزمان والمكان، فهي تحدد أوقاتًا وأماكن معينة لأداء العبادات. والوقت المحدد في الشريعة للعبادة يسمى الميقات الزمني، وهو زمن محدد مخصص للعبادة المحددة. أما الميقات المكاني فهو مكان محدد للعبادة، مثل الحج والعمرة. ويمكن تعريف الميقات الزمني على أنه مكان وزمان العبادة التي تم تخصيصها.

أنواع المواقيت

الميقات من حيث الشرع يكون له نوعان، ويمكن توضيحهم فيما يلي:

• الميقات الزماني: هو عبارة عن زمن معين يتم تخصيصه للقيام بعبادة معينة، حيث إن الصلوات الخمسة التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة لها مواقيت معينة، ولكن كلمة مواقيت تكون أكثر استخداماً مع الحج والعمرة، وفيما يلي نوضح كل منهما:
  • ميقات العمرة: لقد حُدد من خلال الشرع الميقات التي يتم به أداء العمرة، وهو الموعد الذي يصح به الإحرام للعمرة في كل أوقات السنة.
  • ميقات الحج: يوضح بعض العلماء أن ميقات الحج في شوال وذي القعدة، لكنهم يختلفون في تحديد الأيام، حيث يقول البعض أنه في العشر الأولى من ذي الحجة ويقول البعض الآخر في شهر ذي الحجة بأكمله، ويرى آخرون أنه في ثلاثة عشر يومًا من ذي الحجة.
• الميقات المكاني: هو عبارة عن مكان معين يتم تخصيصه للقيام عبادة معينة، وتختلف المواقيت على حسب التواجد، ويمكن توضيح مواقيت الحج والعمرة فيما يلي:
  • مواقيت الحج: يختلف موقت الإحرام على حسب المكان الذي يتواجد به الناس، حيث إن كان الأشخاص يسكنون في حدود الحرم فيحرمون من بيتوهم، وإن كانوا خارج الحرم يكون إحرامهم على حسب قبلتهم، أما من يسكن في أماكن المواقيت يكون الميقات من نفس موضعه.
  • مواقيت العمرة: تعتبر نفس المواعيد المحددة في جدول مواقيت الحج.

معنى الإحرام من الميقات

يعني الإحرام في اللغة الدخول في الحرمة، وفي الدين يشير إلى الدخول في النسك، ويكون حكم الإحرام جائزًا لأنه فريضة من فروض الحج والعمرة.

يحدد الإحرام أوقاتًا محددة في خمسة مواقع مختلفة، ويمكن توضيحها كما يلي:

• ميقات أهل المدينة: منطقة ذو الحليفة أو “أبيار علي”، وتبعد عن مكة المكرمة بمسافة تصل إلى حوالي 450 كيلومترًا، وتعد واحدة من أبعد المواقع عن مكة المكرمة لإحرام الحجاج.
• ميقات أهل الشام ومصر والمغرب العربي: إذا كان شخص مسافرًا عن طريق الطريق الذي يمر بمنطقة الجحفة، فسيكون ذلك موقعًا لإحرامه، حيث يقع هذا المكان بين مكة والمدينة القريبة من مدينة رابغ شمال غرب مكة، ويبعد حوالي 200 كيلومتر عن مكة .
• ميقات أهل العراق: إذا جاء الشخص من هذا الطريق، فإن ميقاته يكون في مكان يسمى ذات العرق، وهو مكانٌ في البادية بالقرب من عقيق الطائف، ويبعد حوالي 110 كيلومترًا شمال شرق مكة المكرمة.
• ميقات أهل الشرق من الرياض: إذا جاء الشخص من هذا الطريق، فسيكون ميقاته في قرن المنازل أو السيل الكبير، وهو جبل يقع في شرق مكة ويوجه نحو عرفات، ويبعد عن مكة بحوالي 100 كيلومتر.
• ميقات أهل مكة: يمكن حرمانه من أي اتجاه، ويفضل الإحرام من الجعرانة والحديبية أو التنعيم.

الحكمة من المواقيت المكانية

يُعَد بيت الله الحرام حصنًا كبيرًا وشريفًا، وقد جعله الله -عز وجل- في مكة المكرمة، وجَعَلَ لها مواقيت لا يَمكُن للمسلم أن يَتَجَاوَزَهَا أَو يتخطاها من دون الإحرام، لأنها من طُرُق تعظيم الله ولبيته الحرام.

حكم من تجاوز الميقات بلا إحرام

لا يُسمَح بالحج أو العمرة دون الإحرام، ومن تجاوز الميقات بلا إحرام فإنه يجب عليه العودة إلى مكان الإحرام للإحرام، وإذا لم يعد إلى موقع الإحرام وأحرم من موقع آخر بقصد يعرف الحكم، فإنه يرتكب إثمًا محرمًا في الدين، ونسكه لا يصح ويكون عليه دم.

فإذا تجاوز المسلم الميقات بجهل أو نسيان وعاد إليه وأحرم منه مرة أخرى، فلا يوجد عليه ذنب، ويعتبر الحج أو العمرة صحيحة.

ميقات من هو دون المواقيت

يمكن حرمان من يتواجد في مكان غير مواقيته من جهة مكة، مثل أهل الشرائع وجدة، كما يتم حرمان من تجاوز الميقات ولا يرغب في الحج أو العمرة، وإذا نشأت لديه نية الحج أو العمرة بعدها، يتوجب حرمانه من المكان الذي نشأت فيه النية.

حكم الإحرام في الطائرة

إذا ركب شخص الطائرة ونوى الحج أو العمرة، ومر بموقع الإحرام في الطائرة، عليه أن يلبس ملابس الإحرام في الطائرة ومن ثم ينوي الإحرام. إذا لم يكن معه ملابس الإحرام، يستطيع أن يحرم بالسراويل ورأسه مكشوف، وإذا لم يكن معه سراويل يستطيع أن يحرم في قميصه.

لا يحق للحاج أو المعتمر تأخير الإحرام حتى يصل إلى مطار جدة ويحرم منه، وإن كان الأمر ضروريًا، يجب عليه العودة إلى أقرب ميقات للإحرام، وإذا أحرم في المطار أو خارج موقع الميقات عن عمد، فإنه يرتكب خطيئة، ولكن نسكه صحيح ولا يجب عليه الدية.

والدليل على ذلك هو حديث عبد الله بن عباس الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: `السراويل لمن لا يجد الإزار، والخف لمن لا يجد النعلين`

أخرجه البخاري.

حكم من مر بميقاتين

على من ينوي الحج أو العمرة ويمر بموقعين معينين أن يحرم من أول موقع يمر عليه، إذ يجب على المصري أو الشامي أو المغربي، مثلاً، أن يحرم إذا مر بموقع أهل المدينة قبل أن يمر بموقع الجحفة الذي يعد ميقات الإحرام الأصلي له، ولا يمكن تأجيل الإحرام حتى يصل إلى موقع الجحفة.

أسئلة شائعة