ما تعريف الطلاق العاطفي واسبابه وعلاجه ؟
يعاني الكثير من الأزواج والزوجات من ظاهرة الطلاق العاطفي، والتي تحدث نتيجة لعدة أسباب وعوامل مختلفة، ولتجاوز هذه الظاهرة يجب قراءة هذا المقال ومعرفة بعض الحلول التي يمكن اتباعها للتغلب على ظاهرة الطلاق العاطفي، وسوف نوضح أيضاً أسباب انتشار هذه الظاهرة بين الأزواج والزوجات.
ما هو الطلاق العاطفي؟
الطلاق العاطفي هو ظاهرة تشبه الانفصال، ولكن يكون غير مكتمل؛ حيث لا يترك الطرفان بعضهما البعض بشكل نهائي عن طريق الطلاق أو الانفصال الكامل، ولكن يشعر كل منهما بالجفاء وعدم الاهتمام واللامبالاة بأمور الطرف الآخر، ويؤدي ذلك إلى انعدام المودة والحب بين الزوجين، وبالرغم من وجود الزوج والزوجة في نفس المنزل، تشعر كل منهما وكأن الآخر غير موجود عاطفيًا، وهذا الانفصال العاطفي يُطلق عليه اسم الطلاق العاطفي أو الانفصال الصامت.
بعض أسباب حدوث ظاهرة الطلاق العاطفي:
أولًا: الحالة المادية:
يعتبر الضغط المادي وارتفاع تكاليف المعيشة من العوامل التي تؤدي إلى حدوث انفصال عاطفي، وخاصةً إذا كان كل من الطرفين يعمل،
يسعى الشخصان إلى تلبية احتياجات منزلهما وأطفالهما بدون التفكير في العواطف، ويعملان دائمًا على جلب المال والتفكير في العمل
بسبب الالتزامات المستمرة في العناية بالمنزل والأطفال، يكون كل شخص مشغولًا بتلك الأفكار وتتحول العلاقة العاطفية بين الزوجين إلى طابع الالتزام الدائم
حالة من البرود وعدم الاهتمام.
ثانيًا: التخلي عن المسئولية:
تعتبر تخلي أحد الأطراف عن مسؤولية المنزل من الأمور التي تسبب الخلافات الزوجية المستمرة، وبالتالي تتغير المشاعر بين الزوجين تجاه بعضهما البعض، ومن أمثلة ذلك تخلي الرجل عن مسؤولية المنزل وتحميل الزوجة بالمسؤولية الكاملة، مما يؤدي إلى انفصال عاطفي بينهما بسبب الضغوط والمسؤوليات التي تواجهها الزوجة، كما أن المرأة التي تطالب زوجها بالكثير من الأمور ولا يستطيع تحملها، فإن ذلك يؤدي مع الوقت إلى الشعور بالملل والإرهاق.
ثالثًا: الأنانية:
يُعَدُّ الأنانية بين الزوجين من الأمور الشائعة في الفترة الحالية، حيث يفتقر الشخص المتأثر بهذه الظاهرة إلى الاهتمام بالطرف الآخر
يتركز الاهتمام على الاحتياجات والمتطلبات الخاصة به، مما قد يؤدي إلى نسيان حقوق الطرف الآخر عليه، وهذا ما يؤدي إلى الانفصال واللامبالاة بين الطرفين وبدء الانفصال العاطفي.
رابعًا: البخل:
يتسبب البخل في الطلاق العاطفي، سواء كان بخلًا ماديًا يمنع الرجل زوجته من المال الذي تحتاجه، أو بخلًا معنويًا يمتنع فيه أحد الطرفين عن تلبية احتياجات الطرف الآخر للمشاعر والاهتمام، وعند حدوث البخل من أحد الأطراف، تنخفض درجة الحب بينهما وينتهي العلاقة العاطفية بينهما.
خامسًا: الخيانة الزوجية:
في حالة تعرض الزوجة للخيانة من قبل زوجها، فإنها لن تتمكن من التغاضي عن هذا الموقف أو نسيانه. وستبقى الزوجة دائمًا تتذكر الغش والخداع الذي تعرضت له من قبل زوجها. وعلى الرغم من أنها لا تنفصل عن زوجها بشكل كامل، إلا أنه يصعب عليها نسيان هذا الأمر، وهنا تبدأ عملية الانفصال العاطفي.
سادسًا: الإهمال:
يعتبر إهمال أحد الأطراف للآخر وعدم الاهتمام به من قبله واعتباره شيئًا غير هام، ويتجلى ذلك في العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة
يمكن أن يكون التفضيل لأحد الأطراف على الآخر في بعض الأحيان من بين الأسباب التي تؤدي إلى نهاية العلاقة العاطفية بين الطرفين.
كيفية التغلب على الطلاق العاطفي:
- يجب على الزوجين أن يتصافحوا ويتفاهموا على تلبية الحقوق والتعرف على الواجبات التي يجب الالتزام بها.
- المشاركة والنقاش في جميع جوانب الحياة، سواء كانت في العمل ومشاكله أو الأفكار والمخاوف.
- يُمكن حل المشكلات التي تواجه الزوجين من خلال التواجد معًا والتشاور حتى يتم التوصل إلى حلول فعالة.
- يتطلب الحب والمودة بين الزوجين الابتعاد عن الأنانية والتفكير في مصلحة الطرف الآخر، وخاصة في العلاقة الحميمة التي تشكل أساس الحب والتقدير.
- يتم محاولة كسر الروتين من خلال التجديد في المنزل أو الطعام والحديث، بالإضافة إلى الخروج والتنزه حتى لا يشعر الزوجين بالملل.
- ينبغي التعبير عن الحب والمشاعر بشكل مستمر لتجنب جفاف العلاقة العاطفية بين الزوجين
- “يتمثل مدح الزوجين في بعضهما البعض باستمرار والإقرار بأهمية كل طرف في حياة الآخر.
الطلاق العاطفي وتأثيره على الأبناء:
- يؤثر الطلاق العاطفي بشكل كبير على الأطفال، إذ يؤثر على حالتهم النفسية ويجعلهم يشعرون بالخوف والقلق بشكل دائم بسبب تدهور العلاقات العاطفية داخل المنزل.
- يعاني الأطفال في مرحلة المراهقة من انحرافات، وذلك نتيجة البحث عن الحب والعاطفة خارج المنزل، حيث لم يجد الأطفال هذه الأشياء داخل المنزل.
- يتعرض بعض الأبناء لحالة اكتئاب شديد ورغبة في الانعزال عن العالم الخارجي والمجتمع.
- كما يؤدي الإدمان إلى ضعف شديد في شخصية الأبناء وفقدانهم القدرة على مواجهة التحديات والمشاكل.
- يتأثر مستقبل الأبناء بتجارب أبائهم، ويطبقون ما حدث معهم في المستقبل على أسرهم وأبنائهم.