الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

أهمية الصداقة في الاسلام

أهمية الصداقة في الاسلام | موسوعة الشرق الأوسط

أهمية الصداقة في الاسلام

الصداقة هي إحدى العلاقات الاجتماعية المهمة في الحياة التي تجمع بين فردين أو أكثر، وتستند هذه الصداقة على المحبة والمودة بين الأصدقاء. يحتاج كل شخص في الحياة إلى صحبة صالحة يتوجهون بها نحو طريق الحق والابتعاد عن الضلالة، ويسيرون في الحياة بإستقامة ليحظوا برضا الله ومحبته.

  • تعتمد الصداقة الحقيقة على الأخلاق الحميدة، حيث يتنافس الأصدقاء معًا في الارتقاء بالأخلاق الكريمة والتقوى، وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير.

يولي الإسلام اهتمامًا بالصداقة التي تكون مليئة بمحبة الله وطاعته، وتظهر فوائد الصداقة وأهميتها في العديد من الأمور مثل:

تناصح الأصدقاء

  • يتبادل الأصدقاء النصائح الإيجابية والتشجيع على طاعة الله سبحانه وتعالى، والحب في الله يعد من أفضل أنواع الصداقات التي يحبها الله -سبحانه وتعالى- وحث عليها الإسلام، حيث يجب أن تكون المحبة خالصة لله وخالية من أي مصالح دنيوية، وأن تعتمد فقط على الصلاح والتقوى وطاعة الله وحبه. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله).
  • يمتلك الصديق الصالح تأثيرًا كبيرًا وواضحًا على صديقه، حيث يقبل منه النصائح والتوجيهات، بينما قد لا يقبل الغرباء تلك النصائح من أي شخص. ومن بين الأمثلة على الصداقة الصالحة القوية كانت الصداقة بين أبو الدرداء -رضي الله عنه- والصحابي الجليل عبد الله بن أبي رواحة -رضي الله عنهما-، حيث كانت تجمعهما صداقة قديمة وقوية منذ أيام الجاهلية. فلما أسلم عبد الله بن رواحة، ذهب إلى صديقه أبي الدرداء الذي لم يسلم بعد، وعندما وجد عبد الله بن رواحة عند صديقه أصنامًا قام بتحطيمها ليثبت له أنها مجرد جماد لا تقدر على النفع أو الضر، وقابله أبو الدرداء بصدر رحب وأسلم بعدها.
  • حثت الإسلام والشريعة الإسلامية على التآخي والتصاحب، وحثت على حب الله وطاعته، وعلى نصح الخير والإعانة على التقوى وطلب العون من الأصدقاء الذين يحبون ويثقون بهم. فجعل الله الأصدقاء أمنًا وأمانًا لأصدقائهم، حتى يحموهم من الوقوع في الذنوب والزلات، ويتقبلون النصائح الصالحة من الأصدقاء كطاعة لله.

الإعانة على فعل الطاعات

  • يحث الإسلام على التناصح والتواصي بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى المساعدة في الطاعة لله سبحانه وتعالى وعلى فعل الخير والابتعاد عن الخطايا والمعاصي.
  • أقسم الله -سبحانه وتعالى- بأن جميع البشر هم من الخاسرين، إلا من آمن بالله -سبحانه وتعالى- وعمل الصالحات، ووفَّى بشروط الايمان، والعمل الصالح، والطاعة، ووصل بالحق والصبر، وذلك كما قال تعالى في سورة العصر
  • فمن صبر واحتسب، فإن هذا الصبر عند الله والإيمان بالله ومساعدة الصديق على طاعة الله يؤدي إلى الفوز العظيم للفرد وصديقه.

تأثير الصديق على أخلاق وسلوكيات صديقه

  • للصديق تأثير كبير على صديقه، حيث يتمتع كل شخص بأخلاق صديقه، فإذا كان صديقه صالحًا فإنه يسير على نهجه، ويحب الله ويطيعه، وإذا كان صديقه فاسدًا فإنه يتشابه مع أخلاق صديقه، ويسير على طريق يبتعد فيه عن الله وعن طاعته.
  • لذلك، حث الرسول – صلى الله عليه وسلم – على اختيار الأصدقاء ذوي الأخلاق الحسنة للتشبه بهم، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الشريف: “الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
  • كما شبه رسول الله الكريم الصديق الحسن ببائع المسك، حيث إنه يعطيك الفائدة والمحبة ولا يضرك أبدا، بينما يشبه الصديق السيئ من يضرك ويؤثر عليك سلبا، فإن صحبته لا تجلب لك إلا الأذى والضرر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الجليس الصالح والسيئ كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يهديك فيعطيك منه أو تشتري منه أو تجد منه رائحة طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة كريهة

فضل الأخوة في الله

ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث الشريفة أهمية الصداقة والأخوة والمحبة في الله، والتأثير الإيجابي الذي يترتب على الإنسان في الدنيا والآخرة نتيجة الصداقة الصالحة التي تقوم على طاعة الله.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رجل زار أخا له في قرية أخرى، فبعث الله له ملكا يرافقه، فلما وصل إليه، قال: أين ترغب؟ قال: أرغب في أخ لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه نعمة تستدعي ذلك؟ قال: لا، إلا أني أحببته في الله عز وجل، قال: إني رسول الله إليك، فإن الله قد أحبك كما أحببته فيه
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن فضل المحبة في الله، `سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظلّه، رجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه`
  • رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضا قال لتأكيد فضل المحبة في الله وفوائدها الكبيرة التي ينالها الإنسان في يوم القيامة: “سيبعث الله أقواما في وجوههم نور يوم القيامة، على منابر من اللؤلؤ، يغبطهم الناس، وهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء”. ثم جاء رجل من البادية وجلس على ركبتيه، وقال: “يا رسول الله! جلهم لنا نعرفهم”. فأجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: “هم المتحابون في الله، من أقوام وأعراق وبلدان مختلفة، يجتمعون على ذكر الله ويذكرونه

صفات الصَّديق الجيد

على الرغم من وجود صفات ومعايير مختلفة لكل شخص في الحياة، إلا أن الأصدقاء الحقيقيين يتميزون بصفات عامة تجعلنا نعرفهم، وتشمل هذه الصفات:

  • أن يكون الصديق حسن الخلق والدين، ويتمتع بسمعة طيبة بين الناس، فيحبه الجميع ويحترمه، وهذا يدل على أخلاقه ومحبته لله ومحبة الله له.
  • يجب على الصديق الصالح أن يتمتع بالتفكير السليم والعقل الفصيح والحكمة والأخلاق الحسنة، ليكون لك رفيقًا في الجنة، وللمساعدة في طاعة الله والابتعاد عن المعاصي في الدنيا، والإرشاد إلى الخير والفلاح.
  • الصديق الصالح هو الذي يساعدك على الامتثال لأوامر الله ويذكرك بذكر الله في الأوقات التي تنساه فيها، ويمنعك من ترك الصلاة أو إضاعة وقتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
  • من صفات الصديق الصالح أنه لا يبحث عن عثرات إخوانه ولا يتبعهم، بل يسعى لتمكينهم، كما قال ابن مازن: `المؤمن يبحث عن معاذير إخوانه، والمنافق يبحث عن عثراتهم`.
  • يعتبر الصديق الصالح هو الذي يحفظ المسلمين من لسانه ويده، وعن أبي موسى – رضي الله عنه – قال: `قلت يا رسول الله، من المسلمين الأفضل؟` فقال: `من سلم المسلمون من لسانه ويده`.
  • من الصفات الحسنة للصديق الصالح الحمد بحسن الثناء عليهم، وحتى لو لم تكن المساعدة باليد الكبيرة، وقد روى أحمد وأبو داود عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن المهاجرين قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: “لم نر مثل القوم الذين التقيناهم في كرمهم وعطائهم، فقد كفونا المئونة وشاركونا الأعمال، وخشينا أن يأخذوا أجرنا كله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا، بل قولوا لهم كلمة حسنة وادعوا الله لهم بالخير”.” (صححه الألباني في “صحيح أبي داود .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى