الرقية الشرعية كتابة
على الرغم من أن الإنسان قد يتمتع بالقوة والقدرة، إلا أنه يبقى ضعيفًا أمام الله، ويحتاج دائمًا إلى مساعدته ودعمه، ولذلك عندما يواجه المشاكل يلجأ إلى الله ويطلب منه المساعدة، فهو الوحيد الذي يستطيع مساعدته، وهذا يدل على أن الإنسان بحاجة دائمة إلى الله ولا يستطيع الاستغناء عنه، ولكي يتقرب الإنسان من الله يجب عليه الالتزام بالإيمان والتقيد بالأوامر الإلهية، والحرص على بر الوالدين وأداء الصلوات وصيام رمضان، فهذه هي الأمور التي تجعل الله قريبًا من المؤمنين والمسلمين.
قد يواجه الإنسان العديد من المشكلات، مثل الإصابة بأحد الأمراض الخطيرة أو الوقوع تحت نظر الحسودين، ويأتي ذلك كامتحان كبير من الله تعالى لعبده، ليختبر صبره وقدرته على التحمل. إذا كانت إيمانه ضعيفاً، فسوف يلجأ إلى السحر والشعوذة للتخلص من الأذى، ولكن إذا كان قوي الإيمان ومتمسكاً بالله، فسوف يلجأ إلى باب الله تعالى، لأنه يؤمن بأن الله الواحد الأحد هو المنقذ والمخرج من كل محنة يواجهها. والوسيلة الوحيدة التي يستطيع بها الفرد اللجوء إلى الله هي الرقية الشرعية.
الرقية الشرعية كتابة :
تعتبر التوجه إلى الله والاستعانة به من خلال اسمائه وصفاته الحسنى دون وسيط بين العبد وربه سنة قام بها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بعده، ولكن يوجد فئة من الناس الجاهلين بالرقية الشرعية الذين يلجئون إلى السحر والشعوذة، على الرغم من أن الحسد والعين موجودان ومؤكدان في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “وإن كاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقت، وإذا استغسلتم فاغتسلوا.” ويستحب للإنسان قراءة سورة الصمد والمعوذتين بعد صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات في الصباح والمساء لحماية نفسه من عين الحسد.
من الطبيعي أن يعين الإنسان نفسه ويمكنه أيضا أن يعين الآخرين. وبحسب اعتقاد بعض الناس، عندما يرى الإنسان شيئا يعجبه بشدة، تنبعث من عينيه ذبذبات سامة تؤثر على ما ينظر إليه. ولكن العلاج المناسب لهذه الحالة هو التبريك عند رؤية الأشياء والأشخاص، حيث يقول الشخص الذي يراهم `بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله اللهم بارك له فيما أعطيته وارزقني خيرا منه`.
حكم الرقية الشرعية :
تجوز الرقية الشرعية إذا تمت وفقًا للسنة النبوية والقرآن الكريم، أو باستخدام أسماء الله الحسنى وصفاته، أو بالدعاء الشرعي والاعتماد على الله والأخذ بالأسباب. يجب أن يؤمن الإنسان بأن الله هو الوحيد الذي يضر وينفع الإنسان، وأن يؤمن بأن الرقية هي شفاء من عند الله. قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: “لا بأس بالرقي ما لم تكن شريكاً”، ويفضل أن يقوم الإنسان برقية نفسه. كان النبي عليه الصلاة والسلام يرقي نفسه كل ليلة. ولكن قبل أن يقوم العبد بالرقية الشرعية لنفسه، يجب أن يتوب إلى الله من الذنوب والمعاصي، ويعمل على مراقبة الله والحرص على طاعته وأداء الصلاة في أوقاتها. يجب أن يتوكل الإنسان على الله في جميع أموره وأن يؤمن بأن القرآن الكريم هو شفاء ورحمة من الله للعباد.
شروط الرقية الشرعية :
لكي تكون الرقية الشرعية الصحيحة، يجب أن يكون المرء على دراية كبيرة بعدة شروط:
- تشترط الرقية الشرعية استخدام كلام الله سبحانه وتعالى، أو استخدام أسماء الله الحسنى وصفاته، أو استخدام الكلمات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- يجب على المسلم أن يؤمن بأن الرقية الشرعية لا تؤثر بذاتها، وإنما تؤثر بتقدير الله سبحانه وتعالى.
- يشير المتحدث إلى ضرورة نطق الرقية الشرعية باللسان العربي وأن تكون مفهومة، وهذا الشرط مفروض من قبل ابن تيمية، وأن لا يرقى أحد بأسماء غير مفهومة لأنها لا تجوز، كما يكره أن يتم الدعاء بلغة غير العربية، ومع ذلك يُسمح لأولئك الذين لا يجيدون التحدث باللغة العربية بالقيام بذلك.
وعندما يتم جمع كل هذه الشروط الثلاثة تعتبر الرقية في هذا الوقت رقية شرعية، وقد قال رسول الله صلى عليه وسلم “لا بأس بالرقي ما لم تكن شريكاً”.
من بين أنواع الرقية الشرعية المفيدة والأفضل، هي رقية الشخص نفسه باستخدام الرقية الشرعية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه كل ليلة.
تعد الرقية وسيلة للإنسان لحماية نفسه من كل شر وأذى، ولكن يتم ذلك بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث إنه القادر على كل شيء.