الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من هو أعلم الأمة بالحلال والحرام

من هو أعلم الأمة بالحلال والحرام | موسوعة الشرق الأوسط

من هو أعلم الأمة بالحلال والحرام

أعلم الأمة بالحلال والحرام هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل، وقد صرح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بذلك، حيث قال “أعلم أمتي بالحلال والحرام”. وقد أراد الله بهذا الصحابي الجليل الخير والفقه في الدين، ومنحه الله من العلم والحكمة، وقد عرف معاذ بن جبل بصفات كثيرة نادرا ما تجتمع في شخص واحد، مثل رجاحة العقل، وقوة الحجة، وروعة البيان، وكان يشهد له الناس بوسامته، فكان يشع نورا بين الناس.

  • أسلم معاذ بن جبل على يد الداعية الإسلامي المعروف مصعب بن عمير، وشهد معاذ بن جبل ليلة العقبة التي اجتمع فيها عدد من الأشخاص، ووصل عددهم إلى سبعين شخصًا في مكة المكرمة. ومن ثم عاد معاذ بن جبل إلى المدينة المنورة كداعي إسلامي لإرشاد الناس لعبادة الله – سبحانه وتعالى – والإيمان برسول الله محمد بن عبد الله الأمين، ووصفه الصحابة بأنه كان مثل إبراهيم عليه السلام في همته، وقالوا عنه “إن معاذاً كان أمة قانتاً لله حنيفاً.
  • بعد اعتناقه الإسلام، التزم معاذ بن جبل بملازمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يلتزم بالظل الذي يلقيه. وتلقى من الرسول -صلى الله عليه وسلم- العديد من العلوم والمعارف الإسلامية، بما في ذلك القرآن الكريم والشرائع والأوامر والنواهي. ونتيجة لذلك، أصبح معاذ بن جبل أقرأ الصحابة للقرآن الكريم وأعلمهم بالحلال والحرام، وكان من بين الستة الذين قاموا بجمع القرآن الكريم في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
  • “معاذ بن جبل مر بالعديد من المواقف الرائعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر تلك المواقف يوم أخذ فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيد معاذ بن جبل، وقال له “يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك” ، فرد عليه معاذ بن جبل “بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك يا رسول الله”، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأعلم بشخصية معاذ الفذة وما يحمله من قدرات هائلة، وأثبت ذلك معاذ بن جبل بحصوله على مكانة كبيرة بين الصحابة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه “إن معاذ بن جبل أمام العلماء رتوة”، وقال الرسول أيضا “خذوا القرآن من أربعة من أصحاب ابن مسعود وأبي ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة.
  • بعد فتح مكة المكرمة، أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل بالبقاء هناك لتعليم الناس القرآن ونشر الفقه الإسلامي وتعاليم الدين وتوجيههم إلى أوامر الله وتعليمهم الحلال والحرام في الإسلام، وبسبب جهوده تم الإعلان عن إسلام أهل اليمن الذين جاءوا لطلب تعليم الدين، وطلبوا من الرسول إرسال أحد المسلمين معهم لتعليمهم، فاختار الرسول أحد أصحابه الكرام وأمر معاذ بن جبل بمساعدتهم.

بعض مواقف معاذ بن جبل

في خلافة أبي بكر الصديق

  • في خلافة أبي بكر الصديق، كان معاذ بن جبل يتوق إلى الجهاد في سبيل الله، وكان يرغب في الخروج مع المسلمين في الغزوات ليحارب في سبيل الله.
  • هو واحد من الأشخاص الذين شاهدوا جميع المواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب لطلب إذن من الخليفة أبو بكر الصديق للذهاب معه إلى فتح الشام.
  • أثناء استعداده للفتح الشام، تدخل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ومنع خروجه من المدينة، حيث كان يلعب دورًا مهمًا في تقديم الفتاوى والنصائح لأهل المدينة، وطلب من أبي بكر أن يحبسه لحاجة الناس إليه، لكن عليّ رفض ذلك لأن الرجل الذي يسعى للشهادة يجب ألا يمنع.
  • كان معاذ بن جبل متحمسًا لهدفه في الدعوة إلى الله تعالى، وفي يوم أجنادين الذي وقعت فيه المعركة بين المسلمين والبيزنطيين، وقف كخطيب بين الناس وقال: “يا معشر المسلمين، أعدوا أنفسكم لله اليوم، فإن أنتم تهزمونهم اليوم، ستصبح هذه الأرض دارًا للإسلام إلى الأبد مع رضا الله وثوابه العظيم.

في خلافة الفاروق

  • عرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مكانة علمية عالية لمعاذ بن جبل، فكان يتشاور معه في العديد من الأمور، وقال الفاروق: `لولا معاذ بن جبل لهلك عمر`.
  • على الرغم من الحاجة الكبيرة له، إلا أنه تم إرساله في قيادة مجموعة من أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى الشام لتعليم الناس القرآن الكريم وتعاليم الإسلام.
  • بعد وفاة أبي عبيدة -رضي الله عنه-، عمر بن الخطاب استخلف معاذ بن جبل للتعامل مع طاعون عمواس، ولكن معاذ أصيب بنفس الوباء المنتشر، وحين حانت وفاته، التفت نحو القبلة، ثم قال:

في هذا الدعاء، يظهر أن الشخص لم يحب الدنيا بل لم يردها إلا للحصول على العلم والمعرفة وللتعبد والاقتراب من الله، وأنه يسعى لتحقيق هذه الأهداف عن طريق مكافحة الشهوات الدنيوية والتزام الصبر والمثابرة، وقد وافته المنية ليصعد روحه الطاهرة إلى الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى