الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حديث عن الصبر

حديث عن الصبر | موسوعة الشرق الأوسط

الصبر على الشدائد والمصائب هو واحد من أعظم الصفات التي أمرنا بها ديننا الحنيف، إذ ذُكر الصبر في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مما يدل على أهمية الالتزام به في جميع الأوقات، خاصةً في حالات الأزمات. فالصبر يحقق العديد من الثمار الطيبة للإنسان الصابر، ويجعله يتمتع بالثقة في ربه ويجد الفرج في أوقات الشدائد والمحن. وقد ذُكر الصبر في القرآن 114 مرة، مما يؤكد أهميته، ويجعله مفتاح الفرج.

جدول المحتويات

الصبر :

في اللغة، يعني الصبر الحبس، أي أن الفرد يتحمل ما يعانيه وينتظر فرج الله بعد الألم. كما ذكر في سورة يوسف `فصبر جميل`، وهذا يعني الصبر على البلاء دون الشكوى، ويمكن تعريف الصبر على أنه الثبات على قدر الله وأحكام الكتاب والسنة، والتحكم في الغضب والحزن.

الصبر وأنواعه :

يوجد ثلاثة أنواع من الصبر، أولها الصبر على الطاعات، حيث يتطلب اتباع طريق الطاعة قوة وثبات وصبر، والثاني هو الصبر على اجتناب المحرمات والابتعاد عن ما حرمه الله، وأخيرًا الصبر على البلاء وهو أن يقبل العبد بما قدره الله له، وتدل هذه الأنواع الثلاثة من الصبر على مدى قوة الإنسان وقدرته على تحمل المصاعب والتحديات التي يواجهها من أجل الالتزام بطاعة الله واتباع درب الصواب.

الصبر بداية حدوث الابتلاء :

عندما يتعرض العبد للبلاء، يريد الله تعالى أن يعلمه الكثير من الأمور وأن يستفيد العبد من هذا الابتلاء وأن يصبر عليه ولا يغضب من حدوثه. يريد الله تعالى اختبار إيمان العبد وتمسكه بالدين وثقته ويقينه في ربه. كما يريد الله تعالى أن ينبه العبد إلى أخطائه، حتى لا يقع فيها مرة أخرى. حثَّنا رسول الله على ضرورة الصبر في بداية الابتلاء، وليس الصبر بعد حدوثه أو بعد انتهائه.

الآثار الحسنة للصبر على نفس العبد المؤمن :

  • يُعد الصبر من أكبر وسائل تكفير الذنوب التي يمكن للعبد استخدامها سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد.
  • الصبر يساعد العبد على التقرب من ربه بشكل أكبر. فإن الله يختار لعبده مرتبة عنده، وإن لم يصل العبد إلى تلك المرتبة، فإن الله يبتليه بالمال أو المرض أو الأبناء وما إلى ذلك من الابتلاءات، حتى يصل إلى تلك الدرجة الرفيعة إذا صبر على البلاء.
  • يعد البلاء دليلاً على رضا الله عن العبد الصبور، حيث يمثل البلاء اختبارًا من المولى لاختبار قوة تحمل الإنسان وإيمانه بربه، ويجعل البلاء العبد إنسانًا نقيًا.
  • الصبر هو نعمة كبيرة من رب العباد، وليست هذه النعمة مُخَصَّصَةً لجميع الناس، فليس كل شخصٍ قادرٌ على تحمُّل الابتلاء، وليس لدى جميع الناس القدرة على الصبر في مواجهة همومهم ومشاكلهم، والصبر هو صفة يتحلى بها العباد الذين يحبهم الله.
  • يعد الصبر دليلًا على قوة إيمان العبد، فعندما يتعرض العبد للابتلاء ويشكر ربه ويصبر عليه، فإن هذا يدل على إيمانه القوي بربه وعلى قدرته على تحمل المصاعب.
  • الأساس الأساسي للصبر هو المعرفة، حيث يتعلم العبد عن ربه ورحمته، وعن موضوع الخلق والغرض من الحياة وهو السعادة. حتى إذا تعرض للصعاب والمحن، فإن ذلك هو الوسيلة التي تعيده إلى الطريق الصحيح. الصبر يأتي من المعرفة، ولا يمكن أن يكون العبد صبورًا إلا إذا كان يعرف الله وحبه ورحمته وحرصه، كما يعرف أن الحياة الدنيا هي دار تكليف وليست دار تشريف. إذا كان العبد يعرف أن الحياة الدنيا هي دار تكليف وأن الآخرة هي دار الحساب والجزاء، فسيكون راضيًا ومقتنعًا بكل ما يجلبه الله له.
  • في الصبر على الشدائد حكمة بالغة، سواء كانت الشدائد ضيق الدخل أو نفسية أو مرضية أو في القهر وفقدان الحرية. ولكن الله لا يسوق لنا هذه الشدائد إلا لحكمة عظيمة لا يعلمها إلا الله. ولو علم العبد بذلك، لذابت نفسه محبة لربه.

حديث عن الصبر :

  1. قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الترمذي: إن الجزاء يكون على حسب البلاء، وإذا أحب الله شخصًا فإنه يبتليه، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.

  2. ال النبي صلى الله عليه وسلم: ورد في صحيحي البخاري ومسلم أن ما يصيب المؤمن من التعب والمرض والهم والحزن والأذى والضر يكفر به الله من خطاياه، حتى إذا شاكه شوكة صغيرة، وفي رواية لمسلم ذكر أن ما يصيب المؤمن من المرض والتعب والحزن والهم والأسى يكفر به الله من سيئاته

  3. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن شوكة فوق ما فوقها إلا بما قدر الله عليه من خطيئته” رواه مسلم) .

  4. قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `من يرد الله به خيرا يصب منه` رواه البخاري .

  5. قال النبي صلى الله عليه وسلم يكون البلاء مستمرًا على المؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى، وليس عليه خطيئة، وهو حديث حسن صحيح ذكره الترمذي والحاكم .

  6. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها”، رواه البخاري ومسلم

  7. قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحديث: (عجبًا لأمر المؤمن، فإن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إذا أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإذا أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له). رواه مسلم .

  8. قال النبي صلى الله عليه وسلم يكون البلاء مستمرًا على المؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى، وليس عليه خطيئة، وهو حديث حسن صحيح ذكره الترمذي والحاكم .

  9. قال النبي صلى الله عليه وسلم ((المؤمن مثل الزرع يزعجه الرياح ويصيبه المؤمن بالبلاء، والمنافق مثل شجرة الأرز لا تتزعزع حتى يتم قطفها)) رواه البخاري ومسلم. الأرز هو شجرة الصنوبر، وقيل أنها تشير إلى الصنوبر الذكر بشكل خاص، وقيل أنها تشير إلى شجرة العرعر.

  10. قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحديث: (عجبًا لأمر المؤمن، فإن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إذا أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإذا أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له). رواه مسلم .

  11. حكى جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب، وقال لها: `ما لك تزفزفين؟` فقالت: الحمى، فقال لها: `لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد`. رواه مسلم. والتزفزف هو الرعدة التي تحصل للمحموم .

  12. قال ابن مسعود رضي الله عنه: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا. قال: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت ذلك أن لك أجرين. قال: أجل، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها.”)) رواه البخاري ومسلم. الوعك: مغث الحمى وقيل الحمى .

  13. عطاء بن أبي رباح قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة. فقلت بلى. قال هذه المرأة السوداء التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك”. فقالت: أصبر. فقالت: إني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم فجر .

  14. قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى مالك وابن أبي الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: `إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين، فيقولان: انظروا ما يقول لعبدي علي، فإنه إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعًا ذلك إلى الله، وهو أعلم، فيقول لعبدي: عليك بالصبر، فإن توفيته أدخلته الجنة، وإن شفيته أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، وأكفرت عنه سيئاته` .

  15. ذكر الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تبكي عند قبر، فقال لها: (اتقي الله واصبري)، فقالت له: إنّي أبكي عليّ وأنت لا تعرف ما حصل لي، فبيّن لها الصحابة أنها تتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت بابه ولم تجد بوابين، فقالت له: لم أعرفك، فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّما الصبر عند الصدمة الأولى). وهذا الحديث مروي في صحيحي البخاري ومسلم .

  16. قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر، يتم كتابة الأجر الذي كان يعمله عندما كان مقيمًا صحيحًا. هذا ما رواه البخاري .

  17. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إذا أصابت مصيبة العبد وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، فإن الله تعالى يجزيه في مصيبته ويعوضه عنها بخير.” قالت فعند وفاة أبي سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم)) رواه مسلم .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى