قصه عن النبي وردت في القران الكريم
تعتبر قصة هذا النبي الذي وردت عنه في القرآن الكريم من النماذج الرائعة لقصص الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وتحتوي القصة على العديد من العبر لمن يتأمل، وقد تم ذكر القصة بشكل شامل في سورة من سور القرآن الكريم وتم ذكر اسم النبي الذي يتحدث عنه في القصة.
أول نبي ذكر اسمه في القرآن :
سنتحدث اليوم على موقع الموسوعة بشكل مختصر عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام، النبي الذي سنعرض تفاصيل حكايته .
قصه عن النبي وردت في القران الكريم :
تُعَدُ قصة سيدنا يوسف من أجمل القصص التي تناسب قلوب المسلمين، وذلك لرقتها وكثرة العبر التي تحويها. ويذكر اسم سيدنا يوسف في القرآن 26 مرة، ومن ضمنها 24 مرة في سورة يوسف، وذلك تكريمًا له من الله تعالى.
سورة يوسف نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة من مكة إلى المدينة، وقد ذكر النسفي: “اجتمع كفار مكة واليهود للحديث حول أمر سيدنا محمد، وقال اليهود لهم: اسألوه لماذا انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر؟.” وقد ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنه الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله”، رواه البخاري.
قصة نبي ورد ذكره في القرآن مختصرة :
كان لسيدنا يوسف إخوة يبلغ عددهم 11، وكان أكثرهم قربًا لأبيه، في إحدى الليالي رآى سيدنا يوسف في حلمه 11 كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، فحكى الحلم لأبيه ونصحه ألا يخبر إخوته به حتى لا يحسدوه أو يؤذوه، ولكن الشيطان وسوس لإخوته أن يتربصوا له وألقوه في بئر عميق وادعوا أن الذئب أكله، ثم اشتروه تجار وباعوه لملك مصر الذي طلب من زوجته أن تربيه. وبعد أن كبر يوسف، حاولت امرأة العزيز إغواءه، لكنه رفض وفتنتها فأوقعته في السجن، ثم بفضل الله تعالى تم تبرئته وخرج من السجن، وأفاد الملك من علمه في تحسين اقتصاد مصر والتغلب على سنوات القحط. وبعد ذلك اجتمع يوسف مع إخوته ووالديه، وتحققت رؤيته التي حدث عنها والده في البداية.
تفاصيل قصة سيدنا يوسف:
كان سيدنا يوسف محبوبًا جدًا من والده يعقوب، ولوحظ من قِبَل إخوته أن سيدنا يوسف أقرب إلى والده أكثر منهم، فحسدوه، وشجعهم الشيطان على تدبير المكائد له، فلا شيء أسوأ من الحسد. وتبدأ القصة عندما أخبر سيدنا يوسف والده برؤياه التي رآها في المنام، وهي رؤيا لرؤية 11 كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له. فطلب سيدنا يعقوب من والده ألا يخبر إخوته بالرؤية، لأن ذلك سيزيد من حقدهم عليه. وحاول الشيطان إغواء سيدنا يوسف وشجع إخوته على العدوان عليه، فاجتمعوا وتفاوضوا حول ما يمكنهم فعله للإضرار به، واتفقوا على خطفه ورميه في بئر عميق كجزء من إطفاء نيران الحسد في قلوبهم.
كيد إخوة سيدنا يوسف له :
تمتلئ القصة بالغدر والخيانة، حيث قام الإخوة بخداع سيدنا يعقوب وأخذ الصغير سيدنا يوسف معهم للعب والترفيه، ثم قاموا بإلقائه في بئر عميقة وتلويث قميصه بالدماء لإخفاء جريمتهم.
سيدنا يوسف يواجه البلاء ويصبر عليه :
إدعى إخوة يوسف أن ذئبًا هاجمه دون وعي منهم وتهامه، وعندما سمع سيدنا يعقوب هذه القصة، شعر بأن هناك شيء غير صحيح، ولكنه لم يستطع فعل شيء؛ إذ لم تكن الأدلة كافية لإدانة المجرم، فقرر ترك الأمر لله وطلب منه المساعدة في تحمل البلاء.
يتحدث المشهد القرآني عن يوسف وهو في البئر، وفي ذلك الوقت تمر قافلة تجارية وتتوقف بالقرب من البئر للاستراحة وتجهيز المؤن، وعندما يسحبون الحبل لاستخراج الماء، يجدون غلامًا صغيرًا في الداخل، فيفرح التاجر ويعرض الصبي على باقي التجار لبيعه، ويشتريه شخص ذو نفوذ وجاه دون أن يعرف أن شراءه للصبي سيجلب له الكثير من الخير في المستقبل.
سيدنا يوسف في بيت العزيز وقصته مع زوجة عزيز مصر :
بعد أن استقر سيدنا يوسف في بيت عزيز مصر، أعجبت امرأة العزيز بجماله ورقته وروعته حين كبر. وتجرأت المرأة على محاولة الفاحشة معه، لكنه رفض بشدة وطلب الله تعالى أن يساعده على الصبر في البلاء. وتمادت المرأة في شهواتها وأصرت على أن يفعل الفاحشة معه، وفيما بين طلبه ورفضه دخل العزيز إلى الغرفة وحاول الهروب من الفتنة. ورغبت الزوجة فيه ولم يكن الزوج يعلم ما يجري داخل قصره ومع زوجته
على الرغم من أن الموقف كان محرجًا للغاية، إلا أن زوجة العزيز تجرأت على اتهام سيدنا يوسف وطلبت من زوجها إرساله إلى السجن أو تعريضه لأشد العقوبات بسبب محاولته إغوائها، وبسبب شدة اتهام الزوجة لسيدنا يوسف، لم يجد فائدة في الدفاع عن نفسه، ولن يصدقه أحد مهما حاول الدفاع بالحق عن نفسه، لأنها زوجة العزيز.
ومن أجل معرفة الحقيقة التي كان يسعى إليها عزيز مصر، طلب من بعض أعوانه معرفة من الذي قام بتمزيق قميص الصبي، وبعد الفحص والتحقق الدقيق، تبين أن الحقيقة هي أن قميص سيدنا يوسف تمزق من الجهة الخلفية، مما يعني أنه كان يحاول مقاومة الفتنة، وأن زوجة العزيز كانت تحاول الإيقاع به وتدبر الكيد له. وكان هذا الدليل واضحًا وكافيًا لتبرير سيدنا يوسف من الافتراءات الكاذبة.
بعد ذلك، تصبح زوجة العزيز محور حديث جميع النساء، وعندما تعلم بذلك، تشعر بالغيظ الشديد وتحاول التغلب على الفتن التي انتشرت والحديث السيئ عنها.
دعت سيدة العزيز كل النساء لحفلة وقدمت لكل منهن سكينًا لتقطيع الفاكهة، ثم طلبت من يوسف الدخول على النساء وأخبرته إحدى النساء بمشاعرها وطلبت منه ممارسة الجنس معها، وإلا فسيتم وضعه في السجن وسوف يحدث له مشكلة كبيرة.
سيدنا يوسف يتولى مناصب عالية بفضل الله :
دخل يوسف السجن تفضيلاً على فعل الفحشاء، لأن السجن كان بالنسبة له ملاذًا من الفتن وأسبابها، وكان طريقًا للتقرب من الله.
بعد ذلك، يتمكن يوسف من تفسير الرؤية ومساعدة الملك على حل مشكلة ويصبح مسؤولًا عن اقتصاد مصر وتدابيره، ويساعد في توفير الكثير من الغلة والحصاد لمصر.
جمع شمل أسرة سيدنا يعقوب مرة أخرى:
ذهب إخوة يوسف إلى مصر لطلب الطعام، وبعد ذلك تعرفوا عليه وطلبوا منه أن يروا أباهم، وأعطاهم يوسف قميصه ليعطوه لأبيه، وفي البداية لم يصدق الأب كلامهم، ولكن عندما شم القميص وشعر برائحة يوسف، شعر بالسعادة الكبيرة وعادت بصره إليه مرة أخرى.
عندما وصل الأولاد وسيدنا يعقوب إلى مصر، قابلهم بحرارة وقبّلهم، وشكر الله على نعمه وعطائه، وطلب من الله أن يتوفاه على نعمة الإسلام ويجعله من عباده الصالحين.