معنى كلمة سبحان الله

معنى كلمة سبحان الله

سبحان الله هو من أعظم الأذكار التي تعدُّ من أركان الإيمان بالله الواحد الأحد، بالإضافة إلى كونها من أسماء الله الحسنى المثبتة، والصفات التي خص بها ذاته، وهي من الأذكار العظيمة التي لا يجوز ذكرها لغير الله، لذا يجب فهم معنى هذا الذكر العظيم.

• تعني كلمة “سبحان الله” تبرئة ذات الله من كل سوء، وتنزيهه عن كل ما لا يجوز قوله عن الله تعالى، ولا تشير العبارة إلى التقليل من قدر الله أو المدح له، وإنما تعني تنزيه الله تعالى عن أي نقص في ذاته كونه كاملاً، وهي عبارة عن فخر واعتزاز وتنزيه لله.

معنى سبحان الله في مجموع الفتاوى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه مجموع الفتاوى:

• تسبيح الله يعني تنزيه العبد المؤمن لله عن كل عيب أو نقص أو سوء، والتسبيح يعني الفخر والاعتزاز والتنزيه والتعظيم لذات الله. يتم ذلك عن طريق الحمد للنعم التي يهبها الله للإنسان، ويقوم الشخص المؤمن بتنزيه الله على تلك النعم والتكبير له في كل وقت وفي كل عمل، وبالإيمان بأن الله تعالى واحد لا شريك له.
• كما قال ابن أبي حاتم: حدث أبي، وهو ابن نفيل الحراني، عن ثنا النضر بن عربي، الذي روى عنهم قصة: جاء رجل إلى ميمون بن مهران وسأله عن معنى كلمة “سبحان الله”، فأجابه بأنها اسم يستخدم لتعظيم الله وأن الله تعالى يتجنب كل نقص أو عيب

تفاسير معنى كلمة سبحان الله

تحمل كلمة سبحان الله العديد من المعاني، وقد ذكرها العديد من المفسرون والعلماء، وتشمل تلك التفاسير ما يلي:

• قال أحد السلف الصالح عن ابن عباس رضي الله عنه: إنَّ معنى سبحان الله هو تنزيه الله عن كلِّ سوء، ويُشار بهذا إلى أنَّ هذا الحديث مرسل، والمقصود منه هو تنزيه الله عن الخطأ والابتعاد عن الصفات السيئة والغير مرغوبة. فهو ينفي عن نفسه وجود أيِّ نقص، لأن الله تعالى من صفاته الكمال، ويستحق التعظيم والثناء من عباده، وعندما سُئِلَ ميمون بن مهران عن معنى كلمة سبحان الله، قال: “إنَّها اسم يعظم به الله ذاته وينفي النقص.
• حدثنا عبد بن حمد أن أبو نعيم ثنى سفيان عن تفسير معنى كلمة “سبحان الله” عن عبد الله بن موهب، والذي حدثهم عن موسى بن طلحة الذي قال: عندما سئل الرسول الكريم عن التسبيح، أخبرهم بأنه يزيل النفاق والسوء.
• ورد في كتاب “منهاج السنة النبوية”: سبحان الله أصل مستمر” يعني أن الله هو الذي يثبت وجوده، وأن العدم لا يدل على وجوده، ولا يستحق الثناء أو الكمال. ولذلك، فإن الله لا يحب أن يثني على نفسه بإطلاق “سبحان الله” عليه، ولا يصف نفسه بأي صفة، ولكنه يصف نفسه بالنفي، وذلك لإظهار ثبوته. وقد ذكر الله في القرآن الكريم أنه لا يأخذه النوم، وأنه لا يشفع لأحد إلا بإذنه، وأنه لا يحيط بهم علمهم إلا بما يشاء، وأن حفظه للسماوات والأرض لا يعزب عنه مثقال ذرة، وأنه لا يصيبه لغوب، وغير ذلك من الصفات التي تشير إلى كماله الإلهي الثابت. وبالتالي، الملك بيد الله وحده، وهو المتصف بالربوبية والإلهية وغيرها من الصفات الخاصة به.

معنى سبحان الله لابن القيم

يحظى ابن القيم بمكانة مرموقة بين علماء المسلمين في الشريعة الإسلامية، حيث يتمتع بالقيمة العظيمة والرصانة في الرأي، وغالبًا ما يعتمد عليه في العديد من نواحي الاختلاف بين علماء الأمة، وقد كان رأيه يتضمن معانًا كثيرة، كما يلي:

• كما صرح ابن القيم رحمه الله في كتابه حادي الأرواح بشأن تفسير معنى “سبحان الله”، فإن الله تعالى يمدح نفسه بالعدم، ويشير إلى وجوده المباشر، كمدح نفي السنة والنوم الذي يشير إلى تمام القيومية، ونفي الموت عن نفسه الذي يشير إلى أن الله تعالى حي، ونفي اللغوب الذي يشير إلى كمال قدرة الله، ونفي الشريك الذي يشير إلى أنه لا إله إلا هو وحده يهتم بعباده، ولذلك فإنه لا يمدح العدم مجرد تمجيد العدم، بل يشير إلى ثبات الإلهية لله تعالى، وهكذا قال في نفس المعنى: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38]، أي أن الله تعالى قادر على كل شيء، كما قال: {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}، والله تعالى هو الوحيد الجدير بالتسبيح والذكر في كل وقت.

معنى لفظ سبحان

يحمل لفظ التسبيح العديد من المعاني التي اختلف فيها العلماء اللغويون، ومن بين تفسيرات التسبيح اللغوية ما يلي:

• قال أبو سعيد الأشج، الذي نقل عن حجاج بن أبي مليكة الذي حكى عن ابن عباس رضي الله عنه: `سبحان`، وهو إشارة إلى تنزيه ذات الله عن كل شيء مكروه.
• التسبيح هو اعتقاد في القلب يعبر عنه اللسان، حيث يعتقد المؤمن أثناء سبحان الله أن الله تعالى منزه عن كل عيب ويريد تعظيمه، ويكون قلبه حاضراً أثناء قوله، ليصل المؤمن إلى أعظم درجات العمل الصالح الذي يكرم الإنسان ويقربه من ربه.
• يمكن استخدام عدة عبارات في الذكر مثل قول المسلم “سبحان الله” أو “سبحان ربي” أو “سبحان ربي العظيم” أو “سبحانك اللهم”، ولكل منها أجر كثير من عند الله وثواب كبير في الدنيا والآخرة

مواضع ذكر سبحان الله في القرآن

تم ذكر عبارة `سبحان الله` في العديد من الآيات في القرآن الكريم، ومن بينها الآيات التالية:

• قل: هذا هو طريقي، أدعو إلى الله بعلم، أنا ومن اتبعني، وسبحان الله، وأنا لست من المشركين (108 يوسف)
• سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٨٢ الزخرف﴾
• وعندما جاء موسىٰ إلى موعدنا وكلمه ربه، قال: رب أرني، أنظر إليك. فقال له ربه: لن تراني، ولكن انظر إلى الجبل؛ فإن استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلىٰ ربه للجبل، جعله دكا وخر موسىٰ صعقا. فلما استفاق قال: سبحانك، تبت إليك، وأنا أول المؤمنين
• سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠ الصافات﴾
• أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٣ الطور﴾
• “والله يخلق ما يشاء ويختار، وليس لهم القدرة على الاختيار الصحيح، سبحان الله عما يشركون”” (القصص 68)
• عندما قال الله: يا عيسى ابن مريم، هل صحيح أنت قلت للناس أن يتخذونني وأمي إلهين مع الله؟ فقال عيسى: سبحانك، ليس لي أن أقول ما ليس لي بحق. إذا قلتها فقد علمتها، أعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك. إنك أنت العالم بالغيبيات.” ﴿١١٦ المائدة﴾
• وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨ الإسراء﴾
• لتصبحوا على ظهوره ثم تتذكروا نعمة ربكم عندما تستقرون عليه وتقولوا: سبحان الذي سخر لنا هذا، ولم نشرك به أحدا. (13) الزخرف
• باسم الله الرحمن الرحيم، الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه آياتنا. إنه السميع البصير.” (سورة الإسراء: 1)
• يعبدون غير الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم، ويزعمون أن هؤلاء الأشخاص هم شفعاؤهم عند الله، فقل: أتخبرون الله بما لا يعلمه في السماوات والأرض؟ سبحانه وتعالى عما يشركون. (سورة يونس، الآية 18)
• وقد قالوا: `اتخذ الله ولدا، سبحانه، بل له ما في السماوات والأرض، كل له قانتون` (116 البقرة)
• دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام. وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (10 يونس)
• سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٥٩ الصافات﴾
• اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٣١ التوبة﴾

أسئلة شائعة