الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

سيرة النبي محمد الشخصية

7afb5beb3c7b34d63c31a58d398a341d | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال الموسوعي، سنتحدث بالتفصيل عن شخصية النبي محمد، الذي هو أشرف الأعراب والعجم، وخير من يسلك على قدميه، وباسط المعروف جامعه، وصاحب الإحسان والكرم، وتاج رسل الله قاطبة، وصادق الأقوال والكلم، وثابت الميثاق حافظه، وطيب الأخلاق والشيم، إذ هو سيد الأنبياء والمرسلين وأشرف الخلق أجمعين.

جدول المحتويات

سيرة النبي محمد الشخصية رسول الله محمد:

  • محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو رسول الله إلى جميع البشر، وهو خاتم الأنبياء والرسل. وُلِدَ في مكة في عام الفيل في شهر ربيع الأول، وكان يتيم الأب، وتوفيت أمه آمنة بنت وهب وهو صغير السن، فرباه جده عبد المطلب، وبعد وفاة جده، ربَّاه عمُّه أو طالب. كان يعمل في التجارة ورعاية الأغنام، واعتبره الكاتب مايكل هارت أعظم الشخصيات التي أثرت في التاريخ.

رحمة الرسول محمد:

  • يتميز الرسول صلى الله عليه وسلم بالرقة والرحمة، وكان ذلك معروفًا بين كل من عاش معه، فحينما دخل الأقرع بن حابس عليه وهو يقبل حفيده الحسن بن علي، تعجب الأقرع وأخبر النبي بأن لديه عشرة أحفاد ولم يقبل أيًا منهم، فأشار النبي إلى أن رحمته بأحفاده من رحمة الله تعالى، وأنه يجب عليه أن يكون رحيمًا، وأكد على أن رحمة الإنسان بالناس تعكس رحمة الله بهم، وقال للأقرع: (من لا يرحم لا يرحم).
  • وعلى الرغم من مسؤولياته العظيمة والكبيرة، إلا أن ذلك لم يمنعه من رحمته تجاه من حوله حتى الأطفال، حيث قدَّم النبي العزاء لطفل صغير فقد عصفوره، وسأله: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟
  • في إحدى الغزوات، استشار النبي صحابته حول مسألة الأسرى، واختار قبول فدية منهم أو العفو عنهم مقابل تعليم الأسير عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، وسرعان ما قام بتبادل الأسرى مع الأعداء لإعادة جارية وابنتها إلى عائلتهم.
  • وبعد فتح مكة وفوز الرسول بأعظم الانتصارات، دخل المدينة دون إراقة دم وقرر أن يعفو عن أهلها الذين ظلموه وعلى أصحابه، وقال لهم: `لا تثريب عليكم، فانصرفوا فأنتم الطلقاء`.
  • حتى عندما كان الرسول محمد قائدًا عسكريًا، كان يعرف برحمته ورقته. ففي دين الإسلام، الحروب ليست بهدف القتل وإنما لتحرير المظلومين والتخلص من الطغاة والظالمين الذين يحرمون الناس من حقوقهم. وكانت أوامره واضحة لجيوشه: الغزو بسم الله وفي سبيل الله، ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا امرأة ولا وليدًا ولا فانيًا كبيرًا، ولا من يعيش منعزلًا في صومعته، ولا تقطعوا شجرة أو نخلة، ولا تُهدموا البناء.

تواضع الرسول محمد:

  • كان الرسول صلى الله عليه وسلم متواضعًا كثيرًا وذو أدب وافر، وأحد أسباب خلقه الكريم وشمائله الحميدة هو التواضع، ففي يوم دخل عليه رجل وأصابته الرعدة، فقال له الرسول: هون عليك فلست بملك، بل أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد.
  • وفي يوم عندما سافر النبي مع أصحابه قال أحدهم: قال الأول: أنا سأذبح الشاة، وقال الثاني: أنا سأسلخها، وقال الثالث: أنا سأطبخها، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: وأنا سأجمع الحطب. وعندها قالوا للرسول: يا رسول الله، نحن نكفيك ذلك. فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم: “لقد علمت أنكم ستكفونني، ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يتفاخر على أصحابه.

عصمة الرسول محمد:

  • النبي صلى الله عليه وسلم هو معصوم بمفرده في أفعاله وأقواله وإقراراته. وأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نطيع ما يأمرنا به ونتجنب ما ينهانا عنه. ومتابعة النبي في أفعاله وأقواله وإقراراته فرض عين على كل مسلم، حيث إنه هو القدوة والأسوة الحسنة، والمثال الأعلى للكمال البشري. وقد بعث الله النبي هاديًا لكل الأمم.
  • وقال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم)، وقال تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم).

عدل الرسول محمد:

  • العدل هو أساس الملك، وبفضل عدل المسلمين بلغوا ما بلغوه من الحكم والفتح. ويعتبر عدل الرسول صلى الله عليه وسلم من أكثر ما ميز شخصيته، حيث كان يتعامل بالعدل مع جميع أزواجه ويبيت عند كل واحدة منهن ليلة، وفي إحدى المرات، أرسلت زوجة طبق طعام للرسول وبينما كان عندها، أسقطت الطبق فتكسر، ولكن الرسول قام بجمع الطبق وقال: “غارت أمكم”، ثم أخذ طبقًا سليمًا من بيت آخر وأرسله للزوجة التي كسرت طبقها.
  • في موقف وقع بين أحد الصحابة ويهودي حيث ادعى اليهودي شيئًا ضد الصحابي، وتقدم الصحابي إلى النبي محمد ﷺ ليحكم بينهما، وسأل النبي الصحابي إن كان لديه دليل، فأجاب الصحابي بالنفي، وأمر النبي اليهودي أن يحلف، وقال الصحابي: “يا رسول الله، إذا حلف يذهب مالي”، فنزلت الآية الكريمة: “إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
  • كما عدّل النبي صلى الله عليه وسلم عند تطبيق الحدود، فعندما سرقت امرأة من بني مخزوم وأبدى قريش اهتمامهم بهذا الأمر، فأرسلوا أسامة بن زيد إلى النبي، فغضب النبي وقال: (أتشفع في حد من حدود الله)، ثم قام وخطب الناس وقال: (إنما أهلك الذين من قبلكم، لأنهم إذا سرق شخص شريف تركوه، وإذا سرق شخص ضعيف أقاموا عليه الحدود. وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها).

شجاعة الرسول محمد:

  • بما أن رسول الله كان شجاعًا وجريئًا حتى في ساحات القتال والحرب، فقد كان يشارك في المعارك بنفسه بقوة وصلابة. وعندما تشتد المعركة ويزداد الخطر، يظل ثابتًا ولا يهتم بالعدو أو بالأسلحة أو بالأعداد الكثيرة، لأنه يثق بالله العزيز الجبار. وقد قال أحد الصحابة أنهم كانوا يختبئون خلف الرسول عندما تشتد المعارك في الغزوات، ولكنه كان يقف في المقدمة. وفي غزوة حنين، عندما فر الناس من ساحة القتال، وقف الرسول ثابتًا مع ستة من أصحابه، وذلك بناءً على قول الله تعالى: “فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ.

نظافة الرسول محمد:

  • كما اشتهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنظافته وحرصه على تطهير جسده، ولذلك شرع لأتباعه الوضوء وغسل الأجزاء المختلفة من الجسم، وعدم تلويث المناطق القريبة من الناس بالقاذورات، وأكد على أهمية تنظيف الملابس والجسم من النجاسة، كما علم النبي من يشترون البضائع ما يُعرف بالحجر الصحي حتى لا يدخلوا مكانًا به وباء، وفي حالة وجود وباء في مكان، يجب على الناس البقاء في المكان دون الخروج منه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى