الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
مكانة المرأة فى الإسلام مختصر
تُلخص مكانة المرأة في الإسلام بأنها في الماضي تعرضت للذل والهوان في العبودية وفي فقدان حقوقها في الميراث وفي وأد البنات وغيرها من الأمور التي قللت من قيمتها وحرمت من حقها وحريتها، لكن الإسلام جاء ليُظهر فضل المرأة ويؤكد على دورها الهام في الحياة، وجعلها تحظى بمكانة كبيرة، كما كفل للمرأة جميع حقوقها وأوضح كيفية التعامل معها. لذلك، في هذا المقال سنشرح مكانة المرأة في الإسلام بشكل مختصر، فتابعونا.
مكانة المرأة فى الإسلام مختصر
كفل الإسلام للمرأة العديد من الحقوق التي لم تكن لها في الجاهلية. جاء الإسلام ليؤكد أن المرأة كائن حي مثل الرجل ولها العديد من الحقوق والواجبات، وسواء في القرآن أو السنة، فإن مكانة المرأة عند الله ورسوله كبيرة جدًا :
مكانة المرأة فى القرآن الكريم:
- أتى القرآن الكريم ليعزز من شأن المرأة ويرفع من مكانتها وسط مجتمع كان يحتقرها ويقلل من وجودها، ويبطل كيانها وشأنها، إذ منح كتاب الله للمرأة العديد من الحقوق، وذكرها في العديد من المواضع وفي جميع الحالات التي تكون فيها سواء كانت أمًا أو أختًا أو زوجةً أو ابنةً:
- ظهرت كلمة النساء في القرآن الكريم في العديد من المواضع، ويوجد سورة كاملة في المصحف الشريف باسم النساء، وذكر الله تعالى كلمة الزوجة والمطلقة والمرأة وغيرها من الحالات التي تواجهها المرأة في الدنيا.
- يمنح الإسلام المرأة حقوقاً عديدة ومهمة لم يسبقها شرع أو قانون في ذكرها، كما ينفي كل الأقاويل الخاطئة التي تروج بأنها نجسة أو عبدة أو أنها لا يمكن أن تكون من الأشراف.
- سوى الإسلام بين المرأة والرجل في المكانة، حتى لا يكون لأحد فضل على الآخر إلا بالتقوى، فقد قال الله تعالى: “يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير.
- يؤكد الإسلام على أن للأنثى مكانة كبيرة وأنها مثل الذكر من خلق الله، وأنه ليس من الأمور المحمودة أن يشعر الإنسان بالحزن عند ولادة الإنثى، وذلك كما جاء في قوله العزيز: “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ”، وكذلك قوله تبارك وتعالى: “يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ.
- في الجاهلية، كان الرجال يقومون بدفن الأنثى الرضيعة حية في التراب، بدون أي شفقة أو رحمة. ولذلك، قال الله تعالى: `وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت`.
- كما فضل الله تعالى الأم في القرآن الكريم وذكر المتاعب والمعاناة التي تتحملها أثناء الحمل من أجل إنجاب طفلها، فقد قال في كتابه العزيز: “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا، حيث تحملته أمه كرها ووضعته كرها، وحملته وفصلته ثلاثون شهرا، حتى بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، فقال: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه، وأن تصلح لي في ذريتي، إني تبت إليك وإني من المسلمين.
حقوق المرأة فى الإسلام:
- وبإرادة الله، منحت المرأة حقوقا كثيرة لم تتمتع بها في العصور الجاهلية، مثل حقها في اختيار زوجها المناسب دون إكراه، فقد قال الله: “وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون“).
- الله يأمر بالتعامل مع المرأة بطريقة حسنة، ويقول: `وعاشروهن بالمعروف، وإذا كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.
- ولأن الله تعالى يعلم أن هناك العديد من النساء اللاتي يوافقن على الزواج ثم يجدن تعاملا سيئا من أزواجهن أو يكرهن معاشرتهم، فقد ضمن لهن حق الطلاق في قوله: “الطلاق مرتين، فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وليس لكم أن تأخذوا مما أعطيتموهن شيئا إلا إذا خافتا ألا يقمتا بحدود الله، فإن خفتما ألا يقمتا بحدود الله فلا إثم عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله، فلا تتجاوزوها، ومن يتجاوز حدود الله فأولئك هم الظالمون.
- وكما ذكر الله تعالى حق المرأة في أن تمتلك ممتلكاتها الخاصة، سواء في التجارة أو العمل، أو في الميراث. يقول الله سبحانه: “ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن. واسألوا الله من فضله. إن الله كان بكل شيء عليما”. وأيضا يقول: “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، سواء كان النصيب قليلا أو كثيرا، فهو نصيبا مفروضا.
مكانة المرأة فى السنة النبوية:
- حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك بعض الأمور المتعلقة بالمرأة وطريقة التعامل معها في سنته، كما قدم نموذجًا لقدوة يمكن الاقتداء به عند التعامل مع النساء، ويأتي ذلك من خلال :
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته أمهات المؤمنين بأفضل الطرق، وكان يحرص على توفير المساواة بينهن في الحقوق والواجبات، وقد قال في حديثه: “من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل.” وكان يتحدث معهن عن جميع أمور الدنيا والآخرة، ويشاركهن في أعمال المنزل، ويشعر بحزنهم ويفرح بفرحهم. وكان يتكئ على حجر السيدة عائشة ويقرأ القرآن الكريم، وقال “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.
- حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم التهاون في تعليم المسلمات أمور دينهم، فكان يجتمع بهن ويفقههن في الدين، ولم يبخل الكريم بالإجابة على استفساراتهن التي كانوا يعرضوها عليه في أمور الدين والدنيا.
- أكد النبي على حق الفتيات في اختيار شركاء حياتهن دون إكراه أو ضغوط من الأهل.
- من آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع كانت بالنساء، حيث قال “استوصوا بالنساء خيرًا.
- أكد النبي على أهمية المساواة بين الرجل والمرأة وعدم التقليل من مهام المرأة ومسؤولياتها عن طريق مقارنتها بمسؤولية الرجل. فقد قال: “كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها.
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مهتمًا بتوجيه المسلمين بأنهم يجب أن يحموا حقوق المرأة بشكل خاص، لأنها كائن ضعيف وقد لا تستطيع الحصول على حقوقها، ويشير إلى ذلك حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: “اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة.
- قال صلى الله عليه وسلم: “إن المرأة شقيقة الرجل، ولا يكرمها إلا كريم، ولا يهينها إلا لئيم.
- في الماضي، كان الرجال يميلون بشدة إلى إنجاب الأبناء الذكور عوضًا عن الإناث. ومع ذلك، بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أنجب بنتًا سيدخل الجنة. وفي حديثٍ لأبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، وصبر على إعانتهن وتحمل مشقَّاتهن، دخل الله الجنة بفضل رحمته. فقال رجلٌ: يا رسول الله، ولو كانت اثنتان؟ فقال: وإن كانت اثنتان. فقال الرجل: ولو كانت واحدة؟ فقال: ولو كانت واحدة.