الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو فضل المعوذات

المعوذات | موسوعة الشرق الأوسط

المعوذات هي ثلاث سور قصيرة في نهاية القرآن الكريم، وتعتبر من السور التي تحمل فضلًا كبيرًا للإنسان، إذ تعد الحصن الذي يحميه ويبعده عن الشرور. وبسبب الفضل الكبير لهذه السور، سنقدم في هذا المقال معلومات عن فضلها وأسباب نزولها، بالإضافة إلى سبب ترتيبها وتسميتها.

جدول المحتويات

أولاً: فضل المعوذات الثلاثة :

توجد العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى فضل المعوذات الثلاثة، ومن بين تلك الأحاديث:

  • عن أبي سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الجن والعين، وعندما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما كان قبلهما.
  • وعن عبد الله بن خبيب أنه قال: في ليلة مطيرة وظلماء، خرجنا لنلتقي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، وعندما وصلنا، سألناه إن كنا قد صلينا، ولم أجب، وطلب مني أن أقول، ولم أجب، وطلب مني أن أقول مرة أخرى، ولم أجب، وبعد ذلك، قال لي: “قل: هو الله أحد، والمعوذتين عند المساء والصباح ثلاث مرات كفيلتان بحمايتك من كل شر.
  •  وفي رواية عقبة : ذكر شخص أنه كان يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجُحفة والأبواء، وفي ذلك الوقت غشيتهم ريح وظلمة شديدة، فتعوَّذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “أعوذ برب الفلق” و”أعوذ برب الناس”، ونصحه بأن يتعوَّذ بهما أيضًا، ولم يتعوَّذ أحد بمثلهما قط.
  • وعن عقبةَ بن عامر قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: `ألم ترَ آياتِ أُنزلت الليلة لم يُرَ مثلهنَ قط: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ`.
  • وفي رواية أنه قال: يا عقبة بن عامر، هل أستطيع أن أعلمك بخير ثلاث سور تم نزولها في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم؟، قال: قلت: نعم، جعلني الله فداك، قال: إذا اقرأها لي: ﴿ قل هو الله أحد ﴾، ﴿ قل أعوذ برب الفلق ﴾، ﴿ قل أعوذ برب الناس﴾، ثم قال: يا عقبة، لا تنسها، ولا تتركها ليلا حتى تقرأها، قال: فلم أنسها منذ قال: لا تنسها، ولم أتركها ليلا قط حتى أقرأها

ثانيًا: أسباب نزول المعوذات

  • تعتبر سورة الإخلاص تأكيدًا من الله تعالى على الألوهية والتوحيد والانفراد، وهي بمثابة تأكيد من الله تعالى للمسلمين بكلام مختصر ومفيد في سورة قصيرة بأن الله تعالى هو الوحيد الذي يستحق العبادة، وأنه واحد أحد وليس له شريك في الملك.
  • إذا اعتقد الإنسان بأن الله واحدٌ ولا شريك له، فإن الأمر الضروري هو الاعتماد عليه وعلى قوته وقدرته المباركة في الحماية والحفاظ على النفس من الشرور. إذا اعترفت بوحدانية الله، فهذا يعني أنك تعترف بقدرته على حمايتك. ومعنى قول “أعوذ بالله” هو أنك تلجأ وتتعصَّم بالله تعالى من كل شرٍّ وأذىً يمكن أن يصيبك، سواء كان من الجن أو الإنس.

ثالثاً: الأشياء التي يتعوذ منها القارئ بالمعوذات

  • يستخدم المسلم هذه السور للحماية من أي شر قد يتعرض له من أي مخلوق، حيث إن قوة الله تعالى وحمايته تشبه الحصن الذي لا يمكن لأي مخلوق هزيمته، وعبارة “من شر ما خلق” تعني الاستعاذة بحماية الله من جميع مخلوقاته، بما في ذلك القارئ نفسه الذي قد ينتصر عليه هواه أو يصعب عليه السيطرة على نفسه.
  • تُستخدم هذه الأدعية للتحصين من الأذى والمكروهات التي تتواجد في الظلام، وهذا ما يُذكر في قوله تعالى `وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ`.
  • الاستعاذة من شر النفوس، والتي قد تكون محملة بالسحر والحسد والضرر للآخرين، يأتي ذلك في قول الله تعالى “وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ”، والنفث هو عمل يقوم به الساحر حيث يعقد الخيط ثم ينفث به لينتقل الشر إلى الآخرين.
  • الاستعاذة بالله تعالى من الحاسدين الماكرين الذين يتمنون زوال النعمة عن صاحبها، ويتحدث القرآن الكريم عن هذا الأمر في قوله “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”، وجمع بين الغاسق أي الظلام والنفاثات والحسد هو إعجاز قرآني، حيث أنها أمور تحدث بالخفاء دون علم الآخرين، ولكنها تعتبر من أخطر الأمور التي تؤثر على الإنسان وحياته.
  • استعاذة بالله تعالى من الجن والإنس، الذين يحملون الشر والضرر والأذى لغيرهم. كما ورد في سورة الناس، فيقول تعالى: `قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس`. وجاء تقديم الجن على الإنس في هذه السورة لأن شر الجن يعتبر أخطر من شر الإنس، وذلك بسبب استخدام الجن للإنس لتنفيذ الشر والضرر على الآخرين.
  • تكرار كلمة الناس في هذه السورة عدة مرات يريد الله تعالى به تأكيد أن هؤلاء هم عباد لله لا يمتلكون أي قدرة أو سلطة إضافية عن غيرهم لتنفيذ شؤونهم وإلحاق الضرر بالآخرين، وأنه لا يمكن تنفيذ أي شيء في الأرض أو في السماء إلا بإذن الله تعالى.

البلاغة في ترتيب المعوذات

  • تم ترتيب المعوذات الثلاثة بهذا الشكل للدلالة على تفرد الله تعالى بثلاث صفات، وهي الألوهية في تربية المسلم على التوحيد بالله، والربوبية، والملك، ليؤكد الله عز وجل أن هذه الصفات خاصة بالله تعالى وحده ولا شريك له.

سبب وجود هذه السور في ختام المصحف الشريف

  • يستعيذ المسلم بالله تعالى في بداية قراءة القرآن الكريم، وليس في نهايته، بغرض الحفاظ على نفسه من شر الشيطان الرجيم. وتوضح وجود هذه السور في نهاية المصحف أن الله يوفر للمسلم فرصة للاستعاذة من الشيطان في البداية والنهاية، لتكون حماية كاملة له من شر الشيطان الرجيم.
  • إذا كان القارئ يحفظ القرآن الكريم، فإن هذه السور القصيرة في نهاية المصحف تعلمه بأنه مهما وصل في درجات العلم والتحصيل، ومهما حفظ من القرآن فإن هناك من هو أعلى وأقوى وأسمى منه، ويجب عليه الاعتصام به في كل أمر من أمور حياته، حتى يصرف عنه كل شر ويجنبه الأذى في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى