الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الشبه بين جمع القران

aa951c9406883f53630bf | موسوعة الشرق الأوسط

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: تتضمن آية “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” أن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم، وجعل له رجالاً يتعاهدون على حفظه وتلاوته، ويسهرون على حفظه وحمايته من هجمات الأعداء الذين يريدون النيل منه والتشكيك فيه وإعجازه. ولذلك، سنتحدث اليوم عن المحاولات الخبيثة التي تهدف إلى تشويه جمع القرآن، وقبل ذلك سنتحدث عن قصة جمع القرآن ومراحله المختلفة التي أدت إلى وصوله إلينا في هذا العصر. فتابعونا على موسوعة.

جدول المحتويات

قصة جمع القرآن

جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

كان الصحابة عموماً يحفظون الوحي الذي يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من آيات الذكر الحكيم. وكان هناك بعض الصحابة الذين يعرفون الكتابة يكتبون الوحي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل معاوية بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب. ومع ذلك، ظل القرآن غير مجموع في تلك المرحلة.

أول من جمع القران الكريم من الخلفاء الراشدين

وذلك في فترة خلافة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – بعدما أشار إليه عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بعد استشهاد العديد من حفظة كتاب الله في حروب الردة. فكلف زيدا بن ثابت بهذه المهمة، حيث جمع المصاحف المشهود لها بشاهدين ومن أصدرها عند رجال الصحابة، وظلت هذه المصاحف عند أبي بكر، ثم عند عمر، ثم عند ابنته أم المؤمنين حفصة.

جمع الناس على مصحف واحد

بعد اتساع البلاد وانتشار القراء في المدن المختلفة، اختلفوا في القراءة بسبب اختلاف اللهجات، فنصح حذيفة بن اليمان عثمان بن عفان بضرورة إدراك الناس قبل اختلافهم، فطلب نسخًا من المصاحف التي كانت عند حفصة بنت عمر، وطلب من زيد بن ثابت أن يكتب ما اختلف فيها بلسان قريش، ونسخ العديد من المصاحف وأبقى واحدًا لنفسه، ووزع الباقي على المدن المختلفة، وأرسل معها من يعرفها إلى الناس، وأمر بإحراق المصاحف الأخرى التي لم تكن متطابقة مع المصحف الرئيسي.

شبهات حول جمع القرآن والرد عليها

شبهة الإضافة أثناء الجمع

لم يتم جمع القرآن في شكله الحالي حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان الجمع الأول قابلًا لإدخال التعديلات والإضافات. ومع ذلك، كانت الآيات محفوظة عن ظهر قلب عند الصحابة الذين كانوا يكتبونها ويحفظونها بعد سماعها من النبي صلى الله عليه وسلم. كان القرآن يُكتب خلف الصحابة، وكانت الخصائص اللغوية والتراكيب المساعدة في حفظ القرآن. تم جمع القرآن في شكله الحالي في عهد أبي بكر ثم نسخه عثمان، ولكن أصل الجمع كان هو الوثائق التي كتبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

شبهة النقط

أشاروا إلى أن القرآن لم يكن مشكولا عند نزوله، وأن هذه النقاط ليست جزءا من النص الأصلي للقرآن. والرد هو أن هذه النقاط والأدوات الأخرى هي مجرد عوامل تساعد قارئ القرآن الكريم على تلاوته بصوت صحيح. ولو تمت إزالة هذه النقاط، فإنه لن ينقص من كلام الله شيئا، حيث كان يعتمد سابقا على الاستماع من قراء ماهرين. ولكن الذين ليسوا من الحفاظ يحتاجون إلى هذه الأدوات لتجنب الأخطاء   

شبهة تكليف زيد بن ثابت

يتساءل البعض عن كيفية اختيار زيد لجمع القرآن، فيما يجيب الآخرون بأنه لا يوجد مانع طالما أنه قادر على القيام بالمهمة، وتم اختياره لأنه رجل عاقل وكاتب من كتاب الوحي، بالإضافة إلى أنه شاب يتمتع بالقوة والصبر الكافيين لتحمل أداء هذه المهمة الثقيلة بشكل كامل.

شبهة الآيتين

ذُكر في وقت جمع القرآن أن زيدًا لم يعثر على آخرين من آيات سورة التوبة مع خزيمة الأنصاري، وهذا يدل على قبول رواية الآحاد، والرد على ذلك أن الآيتين كانت محفوظة عند كثير من الصحابة ولكنهما لم تكنا مكتوبتين إلا عند خزيمة.

 

تحدثنا في هذا المقال عن مراحل جمع القرآن الكريم والشبه بينها. نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وأن يذكرنا به ما نسينا، ويعلمنا منه ما جهلنا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا. تابعونا على موسوعة لتصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله      

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى