من أفطر في رمضان متعمدا
فرض الله الصيام على الأمة الإسلامية كما فرضه على الأمم السابقة، ولذلك يقول تعالى في كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، ولذلك فالصوم فريضة على كل مسلم ومسلمة ما لم يكن على سفر أو مريضًا مرضًا لا يستطيع معه الصوم، ولكن إذا كان الصوم فريضة، فما حكم من أفطر في رمضان متعمدًا بلا عذر؟ وهل له كفارة؟ وإن كان كذلك، فما هي كفارته؟ تابعونا على موسوعة لنتعرف معًا على إجابة هذه الأسئلة.
حديث من افطر في رمضان متعمدا
ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: “من أفطر في رمضان متعمدا لا يقبل الله منه صوما، وإن صام الدهر كله”. وقد حكم أهل الحديث على هذا الحديث بأنه ضعيف مضطرب، لأن الله لا يغفر لمن يشرك به، ولكن هذا لا ينفي أن هذا الفعل هو معصية، وسنتحدث عن حكم ذلك.
حكم الافطار في رمضان دون عذر
أكد العديد من العلماء أن الإفطار في رمضان دون عذر يعد من الكبائر الكبرى، لأنه يشكل انتهاكًا ومخالفة لأمر الله تعالى الذي جاء بوجوب الصيام حتى الليل.
كفارة المفطر عمدا في رمضان
يرى الجمهور من العلماء أن من يفطر بشكل متعمد خلال شهر رمضان يجب عليه أولاً التوبة إلى الله، ومن ثم قضاء الأيام التي صامها، واتفقوا على أن من يفطر بالجماع في رمضان يجب عليه الكفارة الكبرى وهي عتق رقبة، وإذا لم يتمكن من ذلك فيجب عليه الصيام لمدة شهرين متتاليين، وإذا لم يستطع ذلك فعليه إطعام ستين مسكينًا بالترتيب المذكور، وإذا كان الإفطار بسبب شيء آخر غير الجماع فعليه أداء القضاء فقط، وإذا كان بسبب الجماع فعليه القضاء والكفارة على الترتيب الذي ذكرناه.
حكم من افطر في رمضان عمدا عند المالكية
يعتقد المالكية أن من يفطر متعمدًا في رمضان، سواء كان ذلك بالجماع أو بالأكل والشرب، يجب عليه القضاء والكفارة. ولكن الكفارة في مذهب المالكية تعتمد على الخيار، ولذلك يمكن للمفطر أن يعتق رقبة، أو يصوم شهرين، أو يطعم ستين مسكينًا حسبما يريد، وأفضل شيء في نظرهم هو إطعام المساكين. وكلا المذهبين صحيح، ولكن المذهب الأكثر رواجًا هو مذهب الجماهير، والله أعلم.
كان ذلك حكم المفطر الذي يقطع الصيام متعمدًا في شهر رمضان، وعند الجمهور يتم الكفارة بالترتيب بالقضاء وإذا كان السبب هو الجماع، وأما عند المالكية فيتم القضاء والكفارة في جميع الحالات مع حرية الاختيار بين الكفارات الثلاث. نسأل الله تعالى أن يعلمنا وينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. تابعونا على موسوعة لتصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله