شرح حديث من صام رمضان ثم اتبعه
يتضمَّن هذا المقال شرحًا لحديثٍ مفاده أنَّ من صام رمضان ثم صام ستة أيامٍ من شوَّال كان كصيام الدهر، وقد شَكَّ بعضُ الناس في صحَّة هذا الحديث، ولكنَّ بعضًا آخر ردَّ عليهم، وسنذكر هذا الرَّدَّ، وبعض الفوائد المستفادة من هذا الحديث، لذا تابعونا على موسوعة. اللهمَّ إنَّا نسألك فَهْمَ النبيين وحِفْظَ المرسلين والملائكة المقرَّبين.
صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم `من صام رمضان ثم أتبعه ستة من شوال كان كصيام الدهر`.
الشبهة
فقد شكك البعض في صحة هذا الحديث، فقالوا:
- أن سعد بن سعيد بن قيس هو واحد من رواة الحديث الضعفاء بسبب سوء حفظه على الرغم من صدقه.
- لا خصوصية لشوال بهذا الفضل.
- نفى بعض أهل العلم خصوصية هذه الأيام، ونفى أيضًا أن السلف كانوا يصومونها.
الرد
وقد رد عليهم بعض العلماء، فقالوا:
- هذا الحديث ثابت في صحيح مسلم، وفي كثير من كتب السنة بأسانيد صحيحة.
- يقبل سعد بن سعيد بن قيس روايته بشكل خاص، وهناك روايات أخرى تؤكد ذلك
- لا يوجد عائق لتخصيص شوال بهذا الفضل، فالصوم يختلف عن العبادات الأخرى لأن الله تعالى يكافئه بنفسه “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.
- إذا نفى أي شخص من أهل العلم لم يصله إخطار بصيامها، أو إذا خاف أن تختلط مع رمضان، أو لم يفرض صيامها.
- اتفق الفقهاء وأهل العلم على استحباب صيام تلك الأيام، وذلك بناءً على دلالة الأحاديث عليها.
شرح حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال
هذا مذكور في رواية أخرى للحديث، والمعنى هو نفسه، ويمكن استخلاص الفائدة من هذا الحديث الآتي:
- يعتبر صوم ستة أيام من شهر شوال نوعًا من صيام التطوع.
- من صام شهر رمضان كاملًا وصام ستة أيام من شوال فإنه يكون كمن صام الدهر كله.
- فرمضان عن عشرة أشهر والستة عن شهرين.
- يمكن صيامها على فترات متفرقة أو متتابعة.
- يمكن صيامها في بداية الشهر أو نهايته.
- أن ذلك ينطبق على من صام رمضان بالكامل، أما من أفطر فعليه القضاء لأن الصوم الفرضي يجب تعويضه بالقضاء.
تحدثنا في هذا المقال عن حديث يشير إلى أن صوم رمضان واستمرار الصوم بستة أيام من شوال يعد مثل صوم الدهر، وقمنا بتوضيح صحة هذا الحديث وما يمكن استخلاصه من فوائد وأحكام. نرجو من الله تعالى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وأعمالنا الصالحة، وأن يزيدنا علمًا ونفعًا. تابعونا على الموسوعة لتصلكم كل جديد، ودمتم بأمان الله.