حكم الطهارة من الحيض بعد الفجر في رمضان
هل يمكنني الصيام وأنا بحالة طهارة من الحيض بعد أذان الفجر في شهر رمضان؟ هذا سؤال يطرحه العديد من النساء بخصوص الطهارة والحيض، ولا سيما في شهر رمضان. يوفر موقع الموسوعة إجابات على معظم هذه التساؤلات.
الطهارة من الحيض بعد الفجر في رمضان
إذا توقف نزول الدم قبل الفجر بقليل في وقت الحيض، ولم تتطهر المرأة إلا بعد شروق الشمس، فعليها صيام ذلك اليوم، وأفاد العلماء بذلك:
- قال الإمام مالك: `إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر، فعليها الاغتسال بعد الفجر، وصيامها مجزٍ عنها`.
- تم سؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن امرأة صامت وتشكو من الطهر بعد الحيض، وعندما استيقظت وجدت أنها طاهرة، فهل يصح صيامها وهي لا تعرف بالتأكيد أنها طاهرة؟
فأجاب : يجب على النساء اللاتي يحضن أثناء الصيام قضاء الأيام التي صامنَّ فيها، لأن الأصل هو بقاء الحيض ودخوله في الصوم، وبسبب عدم تأكد الطهارة يصبح دخوله في العبادة شاملًا للشك في صحتها، مما يتعارض مع شروط الصوم.
هذا يعني إذا قررت المرأة الصوم قبل الفجر، وانتهى حيضها، ونسيت الاغتسال، واغتسلت بعد طلوع الفجر، فإن صيامها صحيح، ويجب عليها أن تتطهر وتصلي ما فاتها من صلاة الفجر.
انقطاع الحيض بعد الفجر والطهارة منه
إذا لم يتوقف نزول الدم إلا بعد طلوع الفجر، حتى لو كان لحظة بعدها، وحتى لو اغتسلت المرأة بعدها، فإن صوم ذلك اليوم لا يعتبر صحيحًا، وعليها إعادته فيما بعد.
ومع ذلك، يختلف العلماء في هذه النقطة حول الغسل والصيام للمرأة التي انقطعت عن الحيض بعد الفجر.
- هناك بعض الآراء التي تقول إنه يجب الإمساك لبقية اليوم، ولكن هذا لا يعتبر فرضاً، بل يجب قضاؤه في وقت لاحق، وهذا هو الرأي الذي اتبعه الإمام أبو حنيفة ومذهب الإمام أحمد بن حنبل.
- أما الرأي الثاني فيقول إنه لا يلزمها أن تصوم باقي ذلك اليوم، وهو مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي، وقال الإمام مالك عن هذا الأمر: `إن رأت الطهر بعد الفجر، فليست بصائمة، ولتأكل ذلك اليوم` .
- وقال ابن قدامه في كتابه “المغني” : فيما يتعلق بالصيام، فإن الأشخاص الذين يُسمح لهم بالأكل والشرب في ساعات النهار هم الحائض والنفساء والمسافر والصبي والمجنون والكافر والمريض، بشرط أن تزول الأعذار التي تمنع الصيام في فترة النهار. وفيما يتعلق بالصائمات، هناك روايتان: الأولى تفرض عليهم الامتناع عن الطعام والشراب لبقية اليوم، وهو قول أبي حنيفة والثوري والأوزاعي، والثانية تسمح لهن بالأكل والشرب، وهو قول مالك والشافعي. والرأي الأكثر انتشاراً هو الرأي الذي تبناه الإمام مالك، والذي يفترض عدم الامتناع عن الطعام والشراب، ولكن في كل الحالات يتعين على النساء القضاء على هذا اليوم.
- قال الدسوقي المالكي في كتابه حاشيته على الشرح الكبير :إذا كانت المرأة تشك في طهارتها بعد الفجر، فعليها أن تمتنع عن الأكل والشرب، لاحتمال أن تكون طاهرة قبل الفجر، وعليها أن تقضي الصلاة في حالة أن تكون طاهرة بعد الفجر. والله أعلم.
تم عرض جميع آراء الأئمة والعلماء في الإسلام، لتتمكن من الحصول على معرفة شاملة وكاملة حول هذا الموضوع، ولديك حرية الاختيار والاتجاه نحو الرأي الذي يناسبك.