حكم من لم يقضي صوم رمضان
تعرف على حكم من لم يصم رمضان من خلال مقال اليوم على موسوعة. فكثير من الناس يستندون إلى رخصة الله عز وجل ويفطرون في حالات المرض أو السفر، وذلك تماشيا مع قوله تعالى “فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو علىٰ سفر فعدة من أيام أخر.” ومع ذلك، عند النظر الدقيق في هذه الآية، نجد أن هذه الرخصة تتطلب القضاء، ويتهاون البعض في هذا الأمر ويؤجلونه لسنوات عديدة أو لا يأخذونه بعين الاعتبار. فما هو حكم الدين في هذه الحالة؟ سنتعرف عليه في السطور التالية، فتابعونا.
حكم من لم يقضي صوم رمضان
الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام، ولا ينبغي التساهل فيه أو اعتباره غير فريضة من الله، فمن يفعل ذلك يأتي بخطيئة كبيرة ويعتبر من الكافرين، لأنه لا يؤمن بالفريضة التي أقرها الله عز وجل في كتابه.
ومن يأخذ رخصة من الله ويفطر في رمضان لعذر شرعي مثل المرض أو السفر أو الحيض وما شابه ذلك، فليس عليه أي إثم، ولكن يجب عليه قضاء تلك الأيام التي فطرها بدون تأخير أو إهمال.
ذُكرت عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تقضي ما عليها من أيام الشهر المُبارك في شعبان، أي قبل حلول شهر رمضان في العام التالي، ولذلك لا يجب على المسلم تأخير قضاء الصيام إذا كان مدينًا به، لأن فترة القضاء هي فترة الرمضانين فقط، وبالتأخير يختلف الحكم.
تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات
اختلف أهل العلم حول حكم تأجيل القضاء، وجاء ذلك بطريقتين:
الأول: إذا كان تأخير القضاء لديه عذر شرعي، فليس عليه أي حرج، وعليه قضاء عدد الأيام التي فطرها فقط.
الثاني: تباينت آراء الفقهاء في حالة تأخير القضاء بدون عذر شرعي، حيث قال البعض أن القضاء يجب أن يتم عاجلا لكفارة الذنب، وهي إطعام مسكين عن كل يوم تأخير القضاء، ويكون مقدارها نصف صاع من قوت البلاد، سواء كان التمر أو العدس أو غيرهما، وأفاد البعض الآخر بأن الكفارة من الأمور المستحبة وليست واجبة على من يؤخر القضاء، حتى ولو كان ذلك بسبب التكاسل أو التهاون، لأن الله تعالى لم يشدد على المسلمين ولم يحدد مدة لإتمام القضاء، بل ذكر في كتابه العزيز “عدة من أيام أخر”، وإذا قام السلف بأداء الكفارة فإن ذلك يكون من الاستحباب وليس أكثر.
وأخيرًا، إذا تم تأجيل قضاء شهر رمضان المبارك بدون عذر، فإن ذلك يعتبر إثمًا يجب على المسلم التوبة منه والعودة إلى الله سبحانه وتعالى، ويجب عليه قضاء الأيام التي فاتته. أما بالنسبة للكفارة، فإذا تم دفعها فهي مستحبة، وإذا لم يتم دفعها فلا يوجد عليه شيء، وهذا هو الرأي الأكثر اتباعاً بين أهل العلم. والله تعالى أعلى وأعلم.